الشخصية الكردية المفقودة

كلام النخبة يختلف عن كلام العامة من الناس، دائما الذي من العامة يتكلم ما بداخله دون نفاق او سياسة او لف و دوران.

يقول احدهم بأن الكرد كانو طوال تاريخهم مرتزقة و عملاء. وفي نهاية حديثه يكمل: يقولون بانهم الان يغدرون، و لا امان لهم. و ما الى ذلك من هذا الكلام نتيجة الخبر الذي ظهر عن طلب احد قادة البيجاك المساعدة من اسرائيل ضد ايران.

طبعا بعد قراءة الكرد للتاريخ من جديد بنظرة مختلفة عن السابقة (( و لا اقصد بالكرد جماعة مجلس الوطني الكردي فهم مجرد تابعين مرتزقة برأي الذي تكلم عن الكرد )) 

استخلصوا اول درس من التاريخ: و قالو لن نكون جنودا لاحد بعد اليوم كما كنا ايام معارك جالديران، فالذي انتصر كان كردي و الذي انهزم كان كردي مع فارق بسيط ان القيادة الفائزة كان تركية و الاخرى كانت فارسية 

و لن نكون مشاركين في حملة تحرير السقطنطينة و من ثم نجعل الترك سادتنا

و لن نشارك في حملة تحرير الاناضول من التحالف الغربي ايام حرب العالمية الاولى و من ثم ياتي التركي و يقتلني بمئات الالاف في مجازر ديرسيم 

و لن اعيد تجربة الثوار الكرد ايام الثورة السورية ضد الفرنسيين من ابراهيم هنانو و اكراد الشام و بالنهاية اقمع و احرم من كل حقوقي و يطبق علي مشروع عنصري تحت اسم حزام العربي و ياتي بالعرب الذين غمرت بيوتهم نتيجة بناء سد الفرات الى قرى الجزيرة و يتم الاستيطان و تغير الديمغرافي للمنطقة علما ان المفاوض السامي الفرنسي يرمها عرض على النواب الكرد الحصول على اقليم في سوريا قبل ان يبداو مفاوضات الاستقلال بسنوات ١٩٣٦ و لكن النواب رفضو لاسباب كثيرة

و لن نعيد تجارب اسقاط نظام الشاه الايراني مع الاسلاميين الايرانيين الذين وعدونا بالحصول على حقوقنا بعد اسقاط الشاه ... و ما كان من الاسلاميين الايرانيين الا ان ارتكبو المجازر بحق الكرد بعد اسقاط الشاه 

و كذا الامر الان في الثورة السورية .. حيث يطلبون من الكرد دائما االانتظار حتى انتهاء من سقوط النظام .... ماذا بعد ... هل من احد يضمن ان يكون النتيجة مختلفة عن سابقاتها؟!؟!؟!؟!؟!؟!

بعد كل هذا الكلام يحق له ان يقول بأننا الان نغدر و ليس لنا اي امان ... فما عدنا نحن كما كنا بسطاء نقاتل من اجلك من دون مقابل و من ثم تنعتنا بالمرتزق و العميل لاننا لم نعد لك ذاك الكلب المطيع ( و حقا كنا مرتزقة و عملاء و لو لم نكن عملاء و مرتزقة كما يقول لكان الان لنا اعتبار و شخصية و قيمة و ليس النعت بابشع الصفات )

اخيرا قالها صالح مسلم ابو ولات في الايام الاولى للثورة ... لن نعود جنودا لاحد بعد الان (( و بكلام اخر لن نعود مرتزقة و عملاء لاحد بعد اليوم .. نرتزق لانفسنا و نكون عملاء لانفسنا و نهتم لمصالحنا و لنا في تاريخنا شجون و شجون و لو تكلمنا عن المظالم لاحتاج الامر لمجلدات و سنوات من فتح تاريخ قذر كان بالكامل موجه ضدنا ))

هوكر عبدي