تقرير خبري: تركيا والولايات المتحدة في محادثات حول تفاقم أزمة سوريا

آدمن الموقع
0


المصدر: تقرير لـ نيويورك تايمز
الترجمة: الموقع الجيوستراتيجي

الشيء الوحيد الذى اتفق عليه كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة وتركيا يوم الجمعة هو ان علاقات بلادهم وصلت الى نقطة ازمة، حيث ان الجانبين اجلا المفاوضات حتى الشهر القادم حول القضايا التى احضرت فى بعض الاحيان حلفاء الناتو على مقربة من المواجهة في ساحة المعركة.
وكان وزير الخارجية الاميركي ريكس و. تيلرسون تناول الغداء لمدة ثلاث ساعات مساء اليوم الخميس مع رئيس تركيا رجب طيب اردوغان ودبلوماسيي البلدين على الامل في الاعلان عن اجراءات محددة على الاقل. بيد ان البيان المشترك الصادر يوم الجمعة لم يتضمن سوى تأكيدات على الاحترام ووعود بالحديث.

"كل هذه الآليات ليست لركل الكرة نحو الزاوية، وليس تأخير العملية. وقال وزير الخارجية التركي اوغلو في تصريح صحافي "نحن لا نحاول شراء الوقت".
العلاقة بين الطرفين تفاقمت تدريجيا منذ سنوات، لتصل إلى انخفاض جديد في الأسابيع الأخيرة عندما بدأت تركيا هجومها على غرب سوريا ضد القوات الكردية هناك. وبينما قدم الأكراد الجزء الأكبر من القوات البرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتلون الجماعة الإسلامية المسلحة " الداعش "، فإن تركيا تعتبرهم انفصاليين عنيفين وتهديدا لأمنها القومي.
وفي حديث صعب للغاية قبل زيارة السيد تيلرسون، تعهد السيد أردوغان بتقديم "صفعة عثمانية" للقوات الأمريكية إذا وقفوا في طريق العمليات التركية.
ولعل هذه النقطة المحتملة في غرب سوريا، وأخرى في الشرق من مدينة منبج، تعهد السيد تيلرسون بعد الاجتماع بأن الأيام التي كانت تعمل فيها الدولتان بشكل مستقل في الحرب ضد الدولة الإسلامية قد انتهت.
وقال تيلرسون  "لن نتصرف بمفردنا لفترة أطول. لن نكون الولايات المتحدة تفعل شيئا واحدا وتركيا تفعل آخر ". واضاف "سنعمل معا من هذه النقطة الى الامام. نحن ذاهبون لقفل الأسلحة. سنعمل من خلال القضايا التي تتسبب في صعوبات وسنقوم بحلها وسنمضي قدما ".
لكن في حين أن الحرب في سوريا ربما تكون الأكثر إلحاحا من الخلافات بين البلدين، فهي ليست بأي حال من الأحوال الخلافات الوحيدة.

كما انزعاج إدارة ترامب من الاستبداد الزاحف لأردوغان، وعلاقاته المتزايدة مع موسكو، والهجوم الصارم الذي قدمه الأمن في واشنطن على المتظاهرين السلميين، واعتقالات تركيا للمواطنين الأمريكيين وموظفي وزارة الخارجية.
ويشعر الأتراك من جانبهم بالغضب إزاء رفض الإدارة تسليم رجل الدين المسلم فتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بتنظيم محاولة انقلاب عام 2016 من منفاه الذي فرضته على نفسها في بنسلفانيا.
آخر مرة كان فيها السيد تيلرسون في أنقرة، وأثنى الثناء على الأتراك وتجنب إلى حد كبير إدراج المظالم الأمريكية، في حين تلقى شكا من الشكاوى. هذه المرة، كان أكثر صرامة في تصريحاته، مما يعكس اعتقاده المتنامي بأهمية الجوانب العامة للدبلوماسية.
وقال "ما زلنا نشعر بقلق بالغ ازاء احتجاز موظفين محليين في مهمتنا في تركيا وحالات ضد مواطنين اميركيين اعتقلوا في ظل حالة الطوارئ". ودعا إلى الإفراج عن أندرو برونسون وسركان غولج، والمواطنين الأمريكيين المحتجزين أثناء عمليات تطهير السيد أردوغان بعد محاولة انقلاب.
زيارة السيد تيلرسون هي جزء من موجة من الاجتماعات رفيعة المستوى بين كبار المسؤولين الأمريكيين والتركية في الأيام الأخيرة.
وفى بروكسل يوم الخميس اجتمع وزير الدفاع جيم ماتيس مع نظيره التركى بينما التقى مستشار الامن القومى الفريق ماكماستر اليوم فى اسطنبول مع المستشار الرئيسى للرئيس التركى ابراهيم كالين.
وقد زرعت بذور الصدع بين البلدين في عام 2014، حيث اجتاحت الدولة الإسلامية العراق وسوريا. بحث الرئيس باراك أوباما عن الشركاء، وناشد السيد أردوغان المساعدة في مكافحة المسلحين، ولكن السيد أردوغان رفض في البداية.
ومع تواجد الجيش العراقي في حالة من الخلاف، وصل الأمريكيون إلى الميليشيات الكردية، والقوة الوحيدة في المنطقة التي لا تتماشى مع إيران التي كانت قادرة وحريصة على القتال. كان الأمريكيون يعرفون أن استخدامهم للقوات الكردية قد يؤدي يوما ما إلى حساب بغداد وأنقرة، ولكنهم يشعرون بأن لديهم القليل من الخيارات.
في العراق، جاء ذلك اليوم في تشرين الأول / أكتوبر، عندما هاجم الجيش العراقي مدينة كركوك الغنية بالنفط والمزروعة عرقيا، مما دفع القوات الكردية إلى الخروج . في سوريا، بدأت المشكلة فقط.
وقد حاول المسؤولون الأمريكيون تهدئة الأتراك بالإصرار على أن دعمهم للأكراد محدود في الوقت والموارد. الا ان الاخبار التي تفيد بان واشنطن تستعد لانشاء قوة حدودية سورية قوامها 30 الف جندي من القوات السورية السورية التي يقودها الاكراد او خطة حماية الشعب - وهي خطة تم التخلي عنها من قبل ادارة ترامب - كانت "القشة الاخيرة"، فاهريتين التون، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة ديلى صباح اليوم الخميس. وقد أثار ذلك الإعلان مباشرة الهجوم العسكري التركي ضد الميليشيات الكردية في جيب عفرين في غرب سوريا، كما كتب السيد ألتون.
وترى تركيا ان وحدات حماية الشعب هى الذراع لحزب العمال الكردستانى او حزب العمال الكردستانى وهي جماعة متمردة فى تركيا شنت هجمات هناك منذ عقود. وقد عززت وجهة النظر التركية للعلاقة بين المجموعتين هذا الاسبوع بتقييم استخباراتي اميركي يوازنها ويخلص الى انها "ربما تسعى الى شكل من أشكال الحكم الذاتي"، وهو ما تخشى تركيا بالضبط.
آخر مرة كان فيها السيد تيلرسون في أنقرة، وكانت وسائل الإعلام التركية في حالة من الهيجان حول سجل الهاتف تسربت التي اقترحوا التواطؤ الأمريكي في محاولة الانقلاب عام 2016، اتهام المسؤولين الأمريكيين وجدت تقريبا يضحك. هذه المرة، كانت الصحف مليئة بالإشارات إلى "الصفعة العثمانية". أصبحت التعبيرات العامة للمشاعر المعادية للولايات المتحدة هنا روتينية ومكثفة منذ عام 2016.

وقال داود أوغلو، في إشارة إلى مدى تباعد الطرفين، أن السيد تيلرسون وعد بأن تترك وحدات حماية الشعب قريبا مدينة منبج ذات الأهمية الاستراتيجية. وأضاف "بمجرد مغادرة وحدات حماية الشعب هناك، سيكون لدينا ثقة". واضاف "ان هذا التزام قدمته لنا الولايات المتحدة وسوف نتحدث عن كيفية تنفيذ هذا الإتفاق".
وفي تصريحاته الخاصة، قال السيد تيلرسون فقط إن الأمن حول منبج كان "موضوع نقاش في المستقبل".

الجيش التركي يتقدم ببطء في هجومه ضد الميليشيات الكردية في عفرين

وذكرت وكالة انباء الاناضول انه حتى الان ازال 44 قرية، بيد انها لم تتخذ بعد اي من المدن الرئيسية. وذكرت وزارة الدفاع ان تركيا فقدت 31 جنديا فى العملية التى بدأت يوم 20 يناير.
ويقول مسؤولون أتراك إن الميليشيات الكردية في عفرين أطلقت أكثر من 100 صاروخ وقذيفة هاون على الحدود إلى تركيا في ذلك الوقت، مما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وجندي في نقطة مراقبة حدودية.

تنويه: يمنع نقل المادة أو نسخها من الاموقع إلا بعد ذكر المصدر المترجم ( الموفع الجيوستراتيجي  http://www.geo-strategic.com )

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!