"عزو شو- EZZO SHOH " كوميديا تسللت إلى مذاق المشاهد في أول طلعتها " هل يكسر البرامج التقليدية في الإعلام الكردي ؟"

آدمن الموقع
0
تحرير: شانا قاسم/ اجرى الحوار: باران مصطفى
ألمانيا - بوخم/ خاص لشبكة الجيوستراتيجي للدراسات
يجد كثير من الباحثين ان الكوميديا الاعلامية تتربع على عرش الانتاجات الاعلامية من حيث تأثيرها في المشاهدين والشريحة الواسعة من الجماهير ، لأنها تلامس قضايا حساسة، وتعالجها باستخدام اسلوب فني جذاب جداً. ومن مميزات الكوميديا انها تضخم العيوب وتسخر منها دون ان تترك مجالاً لنقدها بالقواعد العقلية، فهي على كل حال مجرد هزل لا يجوز حمله على محمل الجد، وفي الوقت نفسه تتناول قضايا تتعلق بمشاكل الناس الكبرى وتعري كثير من المساوئ التي يحرص السياسيون وغيرهم على سترها بالشعارات والوعود الكاذبة.
فيما "الكوميديا السوداء *" تمتاز بتابوهات كسر المحظورات في المجتمع، وتدور حول مواضيع تعتبر "ممنوع الخوض فيها"، بحيث يتم التعاطي مع تلك المواضيع بشكل فكاهي أو ساخر مع الاحتفاظ بجانب الجدية في الموضوع. ويعتمد كتاب السيناريو على أن يجعلوا هناك كوميديا في الموضوع ولكن سوداء، بمعني أنها تعتمد على الشيء الذي يؤلمك وتدفعك للضحك، لذلك فهى كوميديا ليست بالسهلة، ولا بد أن يكون المختص بتناولها شخص متمكن. 
من هنا ندرك حجم الإبداع والموهبة التي يتمتع بها الفنان محمود بوبي، أو " عزو " كما يلقبه اهالي مدينة عامودا بروجآفا، حيث يقدم الدور المحوري في برنامجه"عزو شو - EZZO SHOH " الجديد الذي انطلق على أثير راديو آرتا أف أم. 
قالب كوميديا الساخر لبرنامج "عزو شو- EZZO SHOH " 
قد لا يكون تقيم برنامج ما لم يتعدد فترة عرضه حلقتين أو ثلاثة، صائباً، إلا أن الكركتر الذي أنطلق به عزو شو، قد يلهمنا فهم مضمونه، والاستمالة إلى مشاهدته، ويقال " الرسالة تتضح من العنوان"، واللغة السلسة والقريبة من القلب، والهضامة التي تتسلل بسرعة فائقة إلى مذاق المشاهد. 
ولعل تمييز هذا البرنامج يظهر في الاجندة الجديدة، إذ ان احدى أساليب نجاح أي عمل اعلامي هو طرح محتوى وأسلوب غير مألوف سابقاً بالنسبة للجمهور، والجمهور الكردي نموذجاً. إلى جانب قوة المحتوى، حيث لم يستخدم " عزو شو " مجرد التهريج لإضحاك الجمهور على خصومه، وانما كان يقوم برصد مواطن الضعف لديهم بدقّة، ثم يضخّمها ويطرحها مستخدماً الكناية والتعريض بشكل يجعل سخريته في نظر المشاهد حق لا ريب فيه. بالاضافة إلى ذلك ظهر البرنامج بحيادية كاملة، بحيث لم يقتصر نقده على طرف واحد من الاطراف المختلفة أو المتنازعة، فهو ينتقد كل الأطراف كما في الحلقة الأولى "Girara Qereçîyan" والحديث عن الوحدة الكردية، والهم ذلك المشاهد احساساً بحيادة البرنامج. بينما تضمنت الحلقة الثانية "Bastêqa Cîranan" تنوعاً بالنقد، حيث تناول قضية اجتماعية بعيدا عن الاجواء السياسية وبشكل ساخر وممتع.
إن جذبنا لتناول طبيعة هذا البرناج وجمالية ما يتناوله الشخصية المحورية فيه كان دافعاً لنا في إجراء حوار مقتضب مع الفنان محمود بوبي، ليطلعنا اكثر على جوانب هذا البرنامج وأهدافه الفنية ، وما يتضمنه من لوحات كوميدية ساخرة التي نعتقد ستكون ذات شعبية كبيرة في الوسط الكردي خلال المراحل القادمة. 
س. من أين أستشرفت هذه الفكرة، وهي مؤثرة جداً بالمشاهد، وقد يكون البرنامج الوحيد الذي يعتمد على تكنيك خطابي وسلاسة الفكرة وإيصالها إلى المتلقي؟ 
ج. انتشر هذا النوع من البرامج وأقصد الستاند آب كوميدي في أمريكا وبريطانيا منذ وقت طويل وانتقل الى ألمانيا منذ بداية التسعينات، لينتقل فيما بعد الى العالم العربي. وبالنسبة لي فان علاقتي مع التمثيل قديمة جدا وتعود الى أيام الطفولة والشباب بالمشاركة في المسرحيات الفكاهية أحيانا وفي المسرحيات السياسية القصيرة التي كانت تقدم في أيامنوروز تحديدا، كما أنني أعيش منذ منتصف التسعينات في ألمانيا. وقد وجدت نفسي في هذا النوع من الفن منذ وقت طويل. مؤخرا كانت لي تجربة قصيرة مع عقرين1 ولم يكتب لها الاستمرار.الى أن طرحت الفكرة على الكاتب حليم يوسف الذي له باع طويل في كتابة القصص القصيرة الساخرة، لتزويدي بالسيناريو. وعرضت المشروع على آرتا ف م كجهة انتاجية. وتوصلنا الى الاتفاق حول البدء بهذا البرنامج الذي سيكون من تقديمي، ومن اخراج سهيل حاجي والسيناريو لحليم يوسف. 
س. وأيضاً فكرة كل حلقة بأسم مختلف، وخلال الحلقتين كان هناك تغيير كبير في طبيعة تقديم المادة.. هل من الممكن التحدث حول طبيعة الفكرة والتغيير في كل حلقة؟ 
ج. اسم البرنامج الدائم عزو شو، وعزو هو اللقب الذي كنت معروفا به في عاموده في صغري، في حين ستحمل كل حلقة اسما خاصا بها، يتغير حسب الموضوع الذي نتناوله. سنتطرق الى كل المواضيع السياسية والاجتماعية والثقافية بأسلوب فكاهي ساخر مع مراعاة الشروط الفنية والأخلاقية للعمل في مجال الاعلام، بالابتعاد عن الاساءات الشخصية والاقتراب من نبض الشارع. يسود الاعلام الكردي حالة من التجهم والتخندق الايديولوجي والاحتقان السياسي، هدفنا هو التطرق لكل هذه المواضيع بشيء من الفكاهة والسخرية الجادة وزرع الابتسامة على شفاه من يشاهدنا. 
س. الخروج عن المألوف خيم على طبيعة البرنامج، وخلال وقت قصير تعبرون عن فكرة كبيرة، هل تعتقد إن هذا النوع الجديد من الكوميديا الاجتماعية ستكون أكثر تأثيراً بالمتلقي " المشاهد"؟ 
ج. ليست لدينا طموحات خيالية. كل ما نسعى اليه هو تقديم مادة جادة في قالب ساخر، والاقتراب من جوهر الفن الحقيقي الذي يحمل نبض الشعب ويبتعد عن الشعبوية، بتحقيق التواصل مع أكبر قدر ممكن من المشاهدين الذين يقاسموننا القضايا والهموم نفسها التي تشغلنا جميعا. لنا آراء وأفكار وانتقادات ومواقف نود ايصالهاالى الآخرين دون تعنت أو اساءة أو ارغام، بقليل من الجدية وبكثير من خفة الدم. نحن كفريق عمل ندرك مدى صعوبة هكذا برامج في أجواء مشحونة ومليئة بالاحتقان ورافضة لأي نقد أو ملاحظة خارج سياق المديح والتصفيق، لكننا سنبذل كل جهودنا لأن ينجح البرنامج ويصل الى أهدافه المرجوة. ولا يمكن أن يتحقق هذا الأمر دون مساندة المشاهدين الغيورين على الكلمة الجادة والابتسامة الجميلة. 
-------------------------------------------- 
· برزت الكوميديا السوداء كأسلوب أدبي في الولايات المتحدة الأمريكية في خمسينيات وستينيات القرن العشرين. في عام 1964، قدم المخرج الأمريكي ستانلي كوبريك فيلم (دكتور سترانج لاف) الذي يعد واحدًا من الأمثلة الرئيسية للكوميديا السوداء، وكان موضوع الفيلم حول الحرب النووية وفناء الحياة على كوكب الأرض. وبالنسبة للأفلام، فإن الكوميديا السوداء تستخدم عادة في الأفلام الدرامية والهزلية مع الإبقاء على نمط جاد، ويستخدمها بعض الفنانين الكوميديين كأداة لإلقاء الضوء لدى جمهورهم على موضوعات مهمة وكذلك لتسليتهم. وكتاب ومؤلفون أمثال وليم فوكنر وتوماس بنكن وكورت فونيجت وجوزيف هيللر ومارك توين ولويس فرديناند سيلين وجورج برنارد شو قاموا بكتابة قصص وروايات وأشعار ومسرحيات تعمقت وصورت أحداثًا مروعة بطريقة هزلية. فيما قام فنانون كوميديون أمثال ليني بروس وجورج كارلين وبيل هيكس وبيتر كوك وساشا بارون كوهين وفرقة مونتي بايثون البريطانية بإبراز هذا النوع من الفنون. 
· ( تابوهات أو طابوهات) كلمة بولينيزية تطلق على (المحظور في نظر المجتمع)، أي ما تعتبره أعراف المجتمع (أو السياسة أو جهة أخرى).

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!