الجزء الثاني من مقالة الماركسية اللينينية المغربية

آدمن الموقع
0
يكتبها للجيوستراتيجي: عبدالعالي العبدلي/ الكاتب و الباحث السيكو اجتماعي/ المغرب

1. تجربة الفكر الماركسي اللينيني في واقع المجتمع المغربي ما بين 1971 و 1973
بعد التحديد البسيط لبنية النظرية الماركسية و ظروف نشأة الحركة الماركسية اللنينية المغربية في الجزء الاول من مقالتي المعنونة " الماركسية اللنينية المغربية" المنشور في موقع غوغل جيو استراتيجي للدراسات. نود الشروع في الجزء الثانى، الجزء الذي أحاول فيه مشاركة التجربة الدموية الذي عاشتها شوارع المدن المغربية، و ما خلفت من شهداء و عهات مستديمة في حق مناضيل أخدو هموم الوطن على عاتهم و التضحية و النضال دفاعا عن كرامة الإنسان و ضمان أبسط شروط العيش و التعليم و التطبيب...
خلال السبعينات من القرن القرن الماضي ظهرت أول منظمة سياسية ثورية تمارس الصراع الطبقي في مستوياته الثلاثية الاقتصادية و السياسية و الاديولوجية. أطلقت على نفسها اسم 23 مارس سنة 1971، نظرا للانتفاضة الشعبية 23 مارس 1965 الذي جاءت على أرضية القرار السياسي المتعلقة باقصاء أكبر شريحة إجتماعية من أبناء و بنات الشعب المغربي من حقهم في التعليم، و سوء معيشة الكثير من الأسر القروية و الحضرية الفقيرة. و لهذا سمية 23 مارس، حيث جل مناضليها هم مناضلين مستقلين عن الأحزاب السياسية الذي اكتشفت كل نوايها بعد الانتفاض و خروج كل فئات الاجتماعية المكونة المجتمع المغربي و الانشقاق الذي تعرفه.
لا شك فيه أن مفهوم التغير يعتبر أهم مفهوم في الفكر الحديث، و التغير المجتمع جزء من هذا الاهتمام المتواصل الذي حملته منظمة 23 مارس قبل و بعد التأسيس. مثل جميع المنظمات و الحركات الاحتجاجية التي ميزت تاريخ الشعب المغربي مند معاهدة إيكس لبنان الخيانة سنة 1955. باعتبارها الوسيلة الانجح للمستعمر لضمان مصالح الاقتصادية و السياسية على أرضنا و ربط المغرب بالسوق الإمبريالية الفرنسية على وجه الخصوص.
على هذا الأساس حاولت المنظمة السياسية المذكورة أعلاه، و المنظمات الماركسية التي جاءت من بعدها، معرفة أصول مفهوم التتغير الفكرية و الفلسفية، و شروطه الموضوعية و الذاتية لحدوثه. مما صارت الماركسية اللنينية كإديولوجيا الطبقة العاملة و استراتيجية التغير مرشد ممارسة المناضلين وسط الجماهير الشعبية و الجماهير الطلابية، باعتبار هذه الاخيرة جزء لا يتجزء من الجماهير الشعبية.
في مقابل هذا المد الشيوعي الساخن على مستوى الاممي و الوطني و الاقليمي، و تنامي وعي الجماهير الواضح في سلسلة الوقفات الاحتجاجية و الانتفضات المتتالية وتشبت المناضلين بالتغير. لم يبقى النظام السياسي التبعي المغربي مكتوف الأيدي ، بل سخر أجهزته القمعية لإجهاد هذه التجربة الثورية الذي يقدموا عليها مناضلين الفكر الماركسي اللنيني. عبر الاعتقالات و الاستشهادات في حقهم على سبيل المثال (عبداللطيف زروال سعيدة المنبهي و القائمة قويلة...) التي بدأت تشكل قوة التغير المجتمع المغربي.
مما فرض على مؤسيسن و أعضاء الخلية الماركسية اللنينية المغربية إعادة النظر في النظرية و الشروط الموضوعية و الذاتية للنضال الطبقي . ليصبح الاختلاف ممكن بين هؤلاء المناضلين ينتهي بتأسيس منظمة إلى الأمام سنة 1972. يمكن حصر هذا الاختلاف على مستوى كيف العمل مع الجماهير هل نعمل بشكل سري حتى تأسيس الحزب الثوري أم نعمل بشكل علني؟ هل نعمل وفق المركزية في التنظيم أم اللامركزية؟ هذه النقط الأساسية الذي كان يطبع الاختلاف أم العمل الجماهيري كان عمل موحد و موافق من القضايا الوطنية و الاجتماعية و السياسية موحدة.
هذا ما جعل النظام الرأسمالي الكولونيالي المغربي تسخير أجهزته القمعية و اللوجيستيكية لكبح التطور النوعي المتمثل في وعي الجماهير بحقيقة أمر الواقع و قوة المنظمتين و وحدتها الجماهيرية. بعبارة أخرى تم اعتقال و تعديب في صفوف المناضلين الحركة الماركسية اللنينية التي عرفت تطور كبير في أوساط الطلاب من خلال عمل شبيبة أو الخلية الماركسية اللنينية داخل الحركة الطلابية المغربية.
باعتبار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الإطار الذي يوحد الطلاب بدون نظر لاختلافاتهم الطبقية و لا لتحيزهم السياسي مند نشأته سنة 1956 انعقد 17 مؤتمر أهمها المؤتمر 15 سنة 1973، فيه تم تحديد و تدقيق رؤية سياسية للحركة الطلابية. نتيجة هذا التطور الكمي و النوعي التي تعرفها الجماهير الطلابية و جدية و مسؤولية المواقف الواضحة في مقررات المؤثمر الخامس عشر لاطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، تم حضر المنظمة الطلابية بشكل قانوني مباشرة بعد المؤتمر 24 يناير 1973 الذي توفق فيه الخط الديمقراطي المتمثل في الطلبة التقدميون.
بالرغم من الحضر التعسفي للإتحد الوطني لطلبة المغرب الأسرة والعائلة بالنسبة للطلاب والطالبات لم يتوقف النضال بالعكس زاد للمناضلين و الجماهير قوة و وضوح وجه النظلم استمرت بكل ما في جعبتها و خطواتها التابتة حتى رفع الحضر القانوني و انعقاد المؤثمر السادس عشر سنة 1977. أهم ما ميز هذه المرحلة استمرار القمع و الاعتقال و نشر الرعب بين صفوف الجماهير الطلابية و الشعبية، و تفجير انتفاضات عارمة بينت على قوة الجماهير.
2. النهج الديمقراطي القاعدي
أولا هو تنظيم سياسي ماركسي لنيني ظهر سنة 1979 داخل الحركة الطلابية المغربية بعد نقاشات دامت ستت أيام بين المناضلين التقدميون، ستة أيام من الرصد و التحليل. كما هو الابن للأب الذي لم يولد بعد ( الحرب الثوري ) حسب ما يقال عنهم و امتداد نوعي للطلبة التقدميون الخلية الماركسية اللنينية المتبقية بعد انهيار المدى الشيوعي العالمي و الوطني، بسبب حملة الاعتقالات و الاستشهادات و هجومة النظام الرأسمالي التبعي على مكتسبات و حقوق المواطن و المواطنة بالمغرب. 
قد وضعوا برنامج نضالي كخلاصات عامة للنقاش و أداة عمل في أوساط الجماهير الطلابية ، كما تم تحديد و تدقيق فيه مجموعة من المواقف كقضية المرأة كقضية طبقية ، و قضية فلسطين كقضية وطنية، و إعادة النظر في موقف من النظام السائد...البرنامج الذي تم تدقيقه في ثلاث نقط سنة 1986 بعد ظهور أول ورقة تحريفية سنة 1984 بالضبط ذكرة الأربعنية الاستشهاد الدريدي و بلهواري مناضلين هذا النهج. أطلقت على نفسها وجهة نظر. باعتبارها نقط استراتيجية وهي:
5. النضال من أجل رفع الحضر العملي على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
6. مواجهة ما يمكن مواجهته من بنود التخريب الجامعي في أفق المواجهة الشامة
7. مواجهة البيروقراطية في شقيها الذاتي و الموضوعي
مما أصبح الحديث عن النهج الديمقراطي القاعدي البرنامج المرحلي، من أجل التمييز بينهم و بين الورقة التحريفة الذي أشرنا إليها سابقا و الأوراق الأخرى التي تظهر في السياق المتسم بالمد النضالي و تشبتهم بالتوابت الذي يجب على المناضل أن تتوفر فيه لنقول أنه مناضل النهج الديمقراطي القاعدي و هي ثلاث توابت موزعة حسب مستويات الصراع الطبقي:
• التابت الايديولوجي هو الماركسية اللنينية كمرشد عمل.
• التابت السياسي التورة الوطنية الديمقراطية الشعبية و كل المواقف السياسية.
• أخيرا التابت التنظيمي الحزب الثوري
حيث أن هذه الثوابت هي مقياس حسب ظن الطلبة القاعدين ليمييز نفسهم عن الأوراق التحريفية المرضية في جسم الحركة الطلابية. التي جاءت كتشويه و ضرب في تضحيات الشهداء و معتقلين الفكر التحرري على مستوى العالمي والوطني بدافع فهمهم المغلوط لتطبيق النظرية. حيث أن أخدوا النظرية كغطاء فقط لتخضير الجماهير و تفاوضهم مع إدارات الكلية و الاحياء الجامعية و منهم الكثير يعرف أنفسهم جيدا أنهم تحرفيون.
التشويه الذي بدأ بالمبادرة الجماهيرية ، مجموعة بنيس وجهة نظر سنة 1982، وجهة نظر الكراس أنصار جريدة النهج الديمقراطي سنة 1984، الكلمة الممانعة أنصار نشرة الشرارة الطلابية الافعى التي تغير جلدها سنة 1989، و تكتلات أخرى أكثر خبتا من الأولى ساهمت بانهيار تجربة النهج الديمقراطي القاعدي سنة 2011 مع انفجار الربيع العربي المعروف في المغرب ب 20 فبراير لتصبح حركة و منظمة تحتوي على أعضاء النهج الديمقراطي القاعدي الذي غير مواقفهم مثل الاشجار فصل الخريف.باستثناء موقع سايس الذي يعرف بدور هذا الانهيار بعد سنتين تقريبا
3. الربيع العربي و واقع المجتمع المغربي
تلخص كلمة الربيع العربي سلسلة من الاحتجاجات و الانتفضات الاجتماعية و التمردات بفهم الماركسي اللنيني. إنطلاق من حدث حرق بوعزيزي نفسه بمصر سنة 2010. مما جعلت من جميع الدول العربية و غيرها الاعلان عن تضامنه‍م و إعادة النظر في أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية. 
باعتبار المجتمع المغربي جزء من هذا المد النضال المجتمع الذي عرف ظاهرة محمد بوعزيزي في كثير من المناطق أهمها: مواطن (من الدار البيضاء) – أحرق نفسه في 21/1/2011. و أخر (من العيون) - - أحرق نفسه في 22/1/2011 م . كذلك مواطن (من بني ملال) – أحرق نفسه في 22/1/2011 م. و مواطن (من الرباط) – أحرق نفسه في 2/2/2011 م.و مراد رحو (من بنجرير) – أحرق نفسه في 10/2/2011 م، وتوفي في 12/2/2011 م.تم فدوى العروي (من الفقيه بن صالح). مما يجعل من بعض علماء الاجتماع و الكتاب و الصحافيين و الأقلام الشريفة وصف ظاهرة بوعزيزي بظاهرة عامة ، و حرق الذات خطوة نضالية.
تتلخص المطالب الأساسية للاحتجاجات الشعبية في المغرب، ضرورة إقرار دستور ديمقراطي، وحل الحكومة والبرلمان الحاليين، وتشكيل حكومة مؤقتة، فضلا عن إقرار قضاء مستقل، ومحاكمة المتورطين في الفساد، ووضع حد للبطالة خاصة بين حاملي الشهادات العليا. كما طالبت بالاعتراف بالأمازيغية لغة رسمية، وإطلاق جميع المعتقلين السياسيي. 
في هذا الإطار يتبين الخط الثوري من الخط الانتهازي في تنظيم النهج الديمقراطي القاعدي ، حيث أن الكثير من أشباه الماركسيين اللنينيين قبل بدعوة حركة 20 فبراير التي لازالت حتى الان تنتهز على الجماهير. أخير يبقى الربيع العربي بالمغرب عاصمة عارمة توقفت بطرح الانتخابات الدستور بشهر شتنبر 2011. و الربيع العربي بصفة عامة يبقى تجربة راديكالية و ايديولوجيا التغير تشمل مناطق العربية الاسلامية. تم من خلالها تجديد الأزمة و الاستغلال و تجديد المستغلين في بعض الدول كاسبدال رئيس زين العابدين بن علي بتونس، ثم حسني مبارك في جمهورية مصرالعربية كما استبدلو الليبيون نظام معمر القذافي في ليبيا الى رؤساء أكثر فساد من هؤلاء. أما المغرب استبدل الدستور و المناضلين استبدلو القشرة مثل الافعى. من هنا يطرح سؤال هل تغيير في المواقف تجديد لنظرية أم تشويه مصداقيتها؟
قبل الشروع في الاجابة عن السؤال، نود الإشارة إلى مسألة جيد مهمة عرفتها الحركة الطلابة، مسألة تدني الوعي في صفوف الجماهير و المناضلين. حيث أن بعد الربيع العربي المعروف ب20 فبراير في المغرب تحول الصراع من بين الجماهير و الإدارات الكلية و الاحياء الجامعية كأجهزة مصغرة لنظام الحاكم الى صراع بين التنظيمات السياسيين و المناضلين و الجماهير. نتيجة سيطرة البراجماتية و المصلحة الذاتية.
أما الآن سوف أحاول الإجابة عن السؤال المطروح، باعتباره سؤال ملح نحن في حاجة إعادة طرح بعد أشواط و محطات من تطور النظرية و نقد الحركات الثورية. بالطبع الحركات الثورية تبني مواففها من النظرية الثورية الخاضعة هي الاولى لمنطق التطور و التغير. لكن ليس تغيير المواقف من منطقها الشعبي الى منطق النظام السائد ، ليس تغيير الشعارات الثورية بشعارات رنانة. هكذا نفهم الفارق بين تطوير الموقف وفق السياق الحالي و هذا ممكن حسب أن النظرية تتطور، و تجديد المواقف الشيء غير الممكن في الحركات الثورية. فقضية فلسطين قضية وطنية و تحرر فلسطين حرب التحرير الشعبية ، مهما تطورت النظرية تبقى قضية وطنية لها معنى ثوري و قوة موحدة غير قابلة لتجديد.
في هذا المستوى نتقاسم معاكم دهش السؤال، ماذا تبقى من الفكر الماركسي اللنيني؟.سوف أحاول من خلاله كشف مجموعة من الحقائق المقتطفة من تجربتي الجامعية و إحتكاك بالمناضلين و المناضلات الذي يقول عن أنفسهم ماركسيين لنينيين. أه‍مها التراجعات في صفوف مناضلين النهج الديمقراطي القاعدي بعد احتدام الصراع و تكريس الازمة في حقل التعليم، و سيطرة الخط البيروقراطي في التنظيم الذي عرف انشقاقات كثير بدوره كما رأينا سابقا.
تعد كلية الآداب و العلوم الإنسانية الموقع الجامعي الوحيد الذي كانو مناضلين متشبتين بالفكر الماركسي اللنيني الواضح في بلورت خطوات نضالية وقف نقط الاستراتيجية للبرنامج المرحلي بالرغم من الحصار و الرقابة و الخناق من طرف الأوراق التحريفية التي لم تترك سوى 3 مناضلين لا يعرف النظرية بالحكم انهم السنة الأولى جامعية. فتحملو المسؤولية و أسس تنظيم من جديد الذي عرف اختراقات من بعد الموسم الدراسي 2012/2013 و ينتهي أمره بشكل تام في يناير 2019.
على هذا الأساس حسب، ملاحظتي البين الفردية و واقع الأزمة التي يعرف حقل التعليم نستخلص أن لم يتبقى من هذا النوع من التفكير سوى أفكار مشوهة في الكتب الأكاديمية و مفاهيم و مقولات تستخدمها التحريفة لتظليل الجماهير الطلابية. بالتالي صارت الفكر الماركسي اللنيني فكر متجاوز لدى المغارب فكر لا يجلب سوى الأزمة و المعانات. هذا مجرد سوء فهم للنظرية و جزء من التشويه الذي طبعه الفكر الظلامي و الشوفيني و التحريفي المغربي بدافع الأنانية و المصلحة الذاتية و عدم قدرة مسايرة بعض الأعمدة التي كانت قدوة للجماهير.
4. خلاصة
إذن، إن الحديث عن الماركسية اللنينية المغربية و تتبع كل المحطات التاريخية التي مرة منها يطلب بحث كامل بكل معنى للبحث العلمي. في هذا السياق تم كتاب هذا المقال باعتبار موجز و مدخل لفهم تاريخ و أثر الفكر الماركسي اللنيني المغربي القابل للملاحظة و النقد البناء ليس نقد من أجل النقد كما نراه مع الكثير من أشباه المناضلين.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!