الرواية الصحيحة حول " نوروز " (عادات وتقاليد الشعوب التي تحتفل بعيد النوروز)

آدمن الموقع
0

إعداد البحث: إبراهيم مصطفى (كابان)
خاص: شبكة الجيوستراتيجي للدراسات

نَّوْرُوز - ني روز- وتلفظ بالكردية نو/ الجديد، روز/ اليوم، كما تلفظ حرف ز باللغة الكردية هكذا " چ "، أي اليوم الجديد من السنة، هو عيد رأس السنة الكردية، وأيضاً الفارسية، ويحتفل بها اكثر من 300 مليون في المنطقة الممتدة بين الهند وكردستان. ويوافق يوم الاعتدال الربيعي، أي الحادي والعشرين من شهر آذار في التقويم الميلادي. ويرجع أصل هذا العيد وفق الروايات الكثيرة إلى عدة تقاليد بعضها دينية وأخرى قومية وثورية، واعظمها تتعلق بالانتصار في الحرب إلى جانب علاقتها الوثيقة بالديانة الزرادشتية التي مارست الاحتفالات وإقامة المهرجانات بهذه المناسبة منذ المئة السادسة قبل الميلاد، بعد الانتصار الذي حققه الميديين على الأمبراطورية الاشورية في نينوى. ولعظمة هذا اليوم الذي يعتبر أحياء للثورة والإنتصار لدى الشعوب الآرية كافة، أستمر الشعب الكردي في ممارسة الطقوس الخاصة به في هذه المناسبة من بوابة الاحتفال به كمناسبة قومية، وجزء من ممارسة إستمرارية الثورة ضد الظلم والاضطهاد الذي يتم ممارسته على الشعب الكردي الكردي خلاص قرون طويلة، وبالرغم من الثقافات المتعددة التي اجتاحت المنطقة ومنها الديانة الإسلامية، فقد استمر الكرد بمارسة الطقوس الثورية لعيد النوروز، وهو ما تذكره معظم المصادر التاريخية.

ولأهمية نشر الطمأنينة والرخاء التي شهدتها المنطقة ككل بعد انتصار الميديين وشركائهم على إمبراطورية آشور، وإسقاط الظلم عن المنطقة، تحول هذا العيد إلى طقس تقليدي لكافة الشعوب التي تعايشت في المنطقة وعلى بعد مسافات طويلة، حيث كانت هذه الأمبراطورية التي مثلت الشهر تمارس الوحشية بحق كافة الشعوب، وهو ما جعل للميديين القدسية لدى كافة المنطقة، وأيضاً ديانتهم الزرادشتية مرحبة بها في معظم مناطق التواجد الأراي في الشرق. 

التاريخ المنطقي لهذه المناسبة في حياة الكرد والشعوب الآرية التي كانت تعيش في موزبوتامية وإيران وسلسلة جبال طوروس وزاغروس هو إن الامبراطورية الاشورية كانت تمارس الإستبداد بحق الجميع، وكان السبيل للتخلص من تلك السطوة هو توحيد هذه الشعوب لمواجهة الظلم المفرط الممارس بحقهم. وهنا كان الدافع هو الغالب في الاتحاد الذي تم تحت مسمى " ميديا "، لقيادة المقاومة ضد الآشوريين، فالتحق البابليون وغيرهم من شعوب البادية، وألتحاق الليديون " أجداد الأرمن " القادمون من بحر الاسود، بقافلة الحرب المفتوحة التي أنتهت بنصر عظيم لإسقاط إمبراطورية أشور بتاريخ 21.03.612 قبل الميلاد، وتحقق النصر في عاصمة الاشوريين " نينوى " وأنتهت الحرب فعلياً في ليلة 20.03، وفي اليوم التالي 21.03 احتفل المنتصرون بيوم الجديد، وتسمى بالكردية وفي لغة معظم الشعوب الآرية بـ " نو روچ (ز)"، وتعني اليوم الجديد، وبعدها عمت السلام في المنطقة وتقاسم المنتصرون الأرض حيث سيطرت ميديا وسط نينوى وشمالاً، بينما البابليين جنوبها، وحصلت بين العائلة المالكة في الأمبراطوريتين حالة تزاوج وتقارب وتفاهم وتحالف. فيما تحولت أرض الأمبراطورية الميدية إلى حديقة لتفاهم القبائل والشعوب التي اتحدت للأنتصار على الشر. 
قصة كاوا الحداد 

هي أسطورة تم إقرانها بعيد النوروز، حيث تحول يوم النوروز إلى مناسبة سنوية للنصر والتخلص من الظلم. وبعد تطور امبراطورية ميديا وتحول قادتها إلى أستعباد الناس كان لا بد من ثورة جديدة ضد الظلم، وهذه المرة ضد الظلم الداخلي، حيث انتفض سكان إحدى المناطق الإمبراطورية ضد حاكم تلك المنطقة ليلة نوروز، والذي كان يسمى بـ أزدهاك، وكان بطل هذه الملحمة رجل يعمل في الحدادة ( هسنكار ) وكان أسمه كاوا، حيث دخل قصر الملك بعد العصر مع عدد من الثائرين، وقضوا على الملك قبيل غروب الشمس، فكانت إشار النصر المعتادة هو إشعال النار، والنار هنا مقرن بالديانات الكردية القديمة (الزرادشتية) التي كانت سائدة آنذاك. حيث أشعل كاوا هسنكار النار بعد التخلص من الملك، وفي اليوم التالي احتفل أهل المنطقة بالنصر على الظلم، وسمي باليوم الجديد في المنطقة التي حصلت فيها القصة، وطبعاً هو تقليد للنصر الكبير الذي تحقق على الآشوريين. 
وفي رواية: إن كاوا الحداد كان أحد قيادات الثورة الميدية الميدانيين الذين دخلوا نينوى وكان ذلك في 20 آذار، وبينما كانت المواجهات العنيفة دائرة في المدينة أستطاع كاوا الدخول في قعلة الملك الآشوري، وقتله، وكانت الاشارة التي يجب إظهار النصر من خلاله هو إشعال النار، حيث أشعل كاوا النار كإشارة لقتل الملك. 

لماذا جعلوا الخرافة بدل الحدث التاريخي

السبب في ذلك هو تغييب الأحداث التاريخية التي يظهر فيها الكرد على إنهم شعب شجاع لهم تاريخ وحضارة، ولتحقيق وتكريس المغالطات ساهم بعض المثقفون الكرد "متأثرين بالحملات البعثية والطورانية والفارسية في تغييب الحقائق" وأيضاً بالخرافة والبروبغندا المقصودة، وترويجها بغير قصد، وتسبب ذلك في تغييب الحدث التاريخي مقابل تكريس والترويج للخرافة حول معاني نوروز وأبعادها الثقافية. حيث إن قصة وجود ملك ظالم يأكل كل يوم عقل شابين أو فتاتين بسبب وجود أفاعي على أكتافه، وذلك يضمن له البقاء والخلود، وإن كاوا اعلن الثورة عليه وقتله يوم نوروز فأصبح يوماً للنصر. هنا تم تسريب الخرافة إلى الحدث التاريخي لجعله كأسطورة خيالية بغية تشويه الحقائق التاريخية، لأن وجود أفاعي على كتف ملك يأكل كل يوم عقل شابين، إنما خرافة وأسطورة لا يمكن أعتماده في استحضار الحدث التاريخي، يعني واضح تكريس الخرافة بدل من الحدث الذي وقع.
مظلوم دوغان أحد المناضلين الكرد الذي أحرق نفسه ليلة نوروز في معتقل ديار بكر بتاريخ 20 آذار 1982
سليمان آدي شهيد نوروز 21 آذار 1986 حيث تظاهر الالاف الكرد في العاصمة السورية دمشق تنديداً بمنع الاحتفال بعيد النوروز، وقد استخدمت القوات الامن السورية الرصاص الحي لمواجهة المتظاهرين الكرد السلميين ووقع آدي شهيداً وعدد من الجرحى. 
المجموعات المسلحة للمعارضة السورية المدعومة من تركيا تهدم تمثال كاوا هسنكار 
وسط مدينة عفرين 20 آذار 2018، بعد إحتلال المدينة وتهجير سكانها الكرد منها.
التقويم الكردي وميراث النوروز

التقويم الكردي (بالكردية: Salnameya kurdî) هو تقويم شمسي ومستخدم رسمِيّاً في منطقة الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا/ روجآفا، وإقليم كردستان العراق،  إلى جانب التقويم الإسلامي والميلادي. يرجع تاريخه إلى 21 مارس -612 (منذ 2632 سنة) قبل الميلاد. اعتبارًا من 21 مارس 2021، يكون العام الكردي الجديد 2633.
تاريخ: تميزت بداية التقويم بمعركة نينوى، غزو الآشوريين من قبل الميديون والبابليين عام 612 قبل الميلاد.حدث تاريخي في تاريخ الكرد يقابل تقريبًا إقامة إمبراطورية ميديا.
على الرغم من اعتماد التقويم رسميًا في كردستان العراق، إلا أن استخدامه محدود. يستخدم كرد إيران التقويم على نطاق واسع لأنه مطابق تقريبًا للتقويم الإيراني. لا يستخدم الكرد التقويم في تركيا وسوريا لأنه يرتبط بالقومية الكردية ويصطدم بالتقويمات الرسمية للدولة.
تفاصيل تقويم الكردي: تم تصميم التقويم ليتناسب مع هياكل المجتمع من خلال تقسيمه إلى موسمين (الصيف والشتاء). تنقسم السنة إلى أربعة مواسم تتكون من 12 شهرًا لكل شهر سبعة أيام. تمتد الأشهر التي تقع في فصل الصيف لمدة 31 يومًا بينما تمتد الأشهر التي تقع في فصل الشتاء لمدة 30 يومًا. الاستثناء من ذلك هو الشهر الأخير من فصل الشتاء الذي يعمل بمثابة سنة كبيسة وبالتالي سيتراوح بين 29 و30 يومًا.

المظاهر الرئيسية للإحتفال بعيد النوروز حول العالم

في كردستان عادة ما يحتفل به في مساء 20 آذار عن طريق أداء الطقوس مثل إشعال النار فوق التلال والجبال وفي وسط القرى والمدن، بالإضافة إلى القفز فوق النيران والإضاءة من المفرقعات والألعاب النارية.
وفي اليوم التالي 21 آذار، تبدأ الاحتفالات بخروج الناس إلى الغابات والجبال ويقومون بتنصيب مسرح كبير لأدار الغناء والدبكة، حيث يتم التحضير للنوروز من قبل الفرق الموسيقية والفنانين، وكذلك يتجهز الناس بشراء اللباس التقليدي الكردي للكبار والشباب والأطفال والنساء. وعيد النوروز غالباً ما تكون بالنسبة للشعب الكردي يوماً للتعبير عن الفن والثقافة والفعاليات السياسية والنضالية الكردية.
يحتفل الكرد في تركيا/ شمال كردستان في أكبر ساحات المدينة، الصورة من مدينة آمد /ديار بكر/ اكبر المدن الكردية 
حيث يحتفل اكثر من مليون ونصف شخص في أكبر تجمع للاحتفال. 
وبالرغم من القوانين والتصرفات الأمنية الإرهابية التي تمارسها أجهزة الامن التركية وقيامها بعمليات اعتقال واسعة كل سنة بحق الشباب الكرد المحتفلين بالنوروز، إلا أن كل تلك الاجراءات الإرهابية لم يثني الشعب الكردي من الاحتفال بالنوروز.
محافظة كردستان في إيران/ شرقي كردستان
حيث يحتفل الشعوب الإيرانية كافة بعيد النوروز، إلا أن النظام الإيراني ظل يقمع الاحتفالات الكردية بسبب التعبير الكردي المختلف للنوروز، وإن النوروز لدى الكرد هو الخلاص من الظلم والاستبداد والطاغية وتحقيق الحرية والديمقراطية والسلام والمساواة والعدالة.
إشعال النار في ليلة نوروز بمنطقة الادارة الذاتية/ روجآفا
مارس النظام السوري منذ الستينيات كافة انواع الظلم والاضطهاد بحق الشعب الكردي، وكان يمنع الاحتفالات بعيد النوروز، ولم يمضي نوروز في سوريا إلا وكان هناك سلسلة من الاعتقالات أو شهداء إلى جانب بث التزييف وتكريس الفكر البعثي الفاشي لدى المكون العربي حتى لا يكون مطلعاً على الثقافة والتراث الكردي.
مظاهر الاحتفال بالنوروز في عاصمة إقليم كردستان العراق
مظاهر الاحتفال بالنوروز في مدينة كوباني
مظاهر النوروز في مدنية الحسكة
في أذربيجان حيث يبدأ التحضير لنوروز عادة قبل شهر ، يقام المهرجان كل ثلاثاء خلال أربعة أسابيع قبل عطلة النوروز، ويحتفل الناس كل يوم ثلاثاء بيوم أحد العناصر الأربعة - الماء والنار والأرض والرياح. في عشية الإجازة ، يتم زيارة قبور الأقارب وتميلهم، بينما يتوجه الأطفال إلى منازل وشقق جيرانهم يوم الثلاثاء قبل العيد ، يطرقون الأبواب ويتركون قبعاتهم أو سلة صغيرة على العتبات، ويختبئون بالقرب من انتظار الحلوى والمعجنات والمكسرات. وتستمر الاحتفالات لعدة أيام وتتضمن موسيقى الرقص الاحتفالية العامة والمسابقات الرياضية. في المناطق الريفية.
احتفالات شعبية حاشدة في أوزبكستان بمناسبة عيد النوروز
الفرس يغنون في النوروز : سرخی تو از من ، زردی من از تو ( أصفر لك ، لونك أحمر)، على النار خلال المهرجان مطالبة النار بالتخلص من اعتلال الصحة والمشكلات واستبدالها بالدفء والصحة والطاقة. درب مزيج والتوت يتم تقديم أيضا خلال الاحتفال. وايضاً يرتدي الأشخاص التنكر ويذهبون ملاعق من الباب إلى الباب على الأطباق ويتلقون الوجبات الخفيفة المعبأة. تستمر ثلاثة عشر يومًا. في اليوم الثالث عشر من السنة الجديدة، ثم يغادرون منازلهم للاستمتاع بالطبيعة ونزهة في الهواء الطلق، يتم التخلص من المساحات الخضراء المزروعة في منطقة المياه الجارية. ومن المعتاد أيضًا أن يقوم الشباب العازبون، وخاصة الفتيات الصغيرات بربط أوراق المساحات الخضراء قبل التخلص منها ، معربين عن رغبتهم في العثور على شريك. 
طقوس النوروز لدى الفرس
في أفغانستان، يستعد الناس من خلال تحضير شراب من سبع أنواع فواكه، هفت میوه بالافغانية، حيث يتم تقديمها مع المكسرات إلى الضيوف الذين يتقدمون إلى زيارة بعضهم للتهنئة بالعيد. ويحتفل النوروز بعيد رأس السنة الميلادية في أفغانستان مع التقويم الهجري الشمسي كتقويمهم الرسمي. في أفغانستان ، مهرجان (كول سور (، هو المهرجان الرئيسي لنوروز. يتم الاحتفال به في مزار الشريف خلال الأيام الـ 40 الأولى من العام ، عندما ينمو زهور التوليب الحمراء في السهول الخضراء وعلى التلال المحيطة بالمدينة. يسافر الناس من جميع أنحاء البلاد إلى مزار الشريف لحضور مهرجانات نوروز. تقام بطولات Buzkashi خلال مهرجان كول سور في مزار الشريف وكابول وغيرها من مدن شمال أفغانستان.
شبان يحتفلون بعيد النوروز على مرتفع في مدينة كابول الافغانية
 
ويتم الاحتفال به في المسجد الأزرق في مزار الشريف من خلال رفع لافتة خاصة تشبه المعيار الملكي Derafsh Kaviani . يحضره مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى مثل نائب الرئيس والوزراء وحكام الأقاليم وهو أكبر تجمع نوروز مسجل ، حيث يحضره ما يصل إلى 200،000 شخص من جميع أنحاء أفغانستان.
مظاهر الاحتفال بالنوروز في افغانستان
في مهرجان دهقان- داري الذي يحتفل به أيضًا في اليوم الأول من رأس السنة الجديدة ، يمشي المزارعون في المدن كعلامة على تشجيع الإنتاج الزراعي. في السنوات الأخيرة ، يحدث هذا النشاط فقط في كابول والمدن الرئيسية الأخرى حيث يحضر رئيس البلدية ومسؤولون حكوميون آخرون.
خلال الأسبوعين الأولين من السنة الجديدة، المواطنين من كابول نزهات العائلية عقد في Istalif ، شاريكار وأماكن خضراء أخرى حيث redbuds تنمو. وخلال نظام طالبان من 1996-2001 ، تم حظر نوروز باعتبارها "عطلة وثنية قديمة تتمحور حول عبادة النار.بينما من تقاليد الأفغان في النوروز، تقليد المسير الفلكلوري الذي كان كامبيراك وحاشيته يمرون بقرية من خلال قرية توزع جمعيات خيرية بين الناس. إنه رجل ملتح عجوز يرتدي ملابس ملونة مع قبعة طويلة ومسبحة ترمز إلى الإحسان وقوة الطبيعة التي تعطي قوى الشتاء. لوحظ التقليد في المحافظات الوسطى، وخاصة باميان و دايكندي.
الاحتفال بعيد النوروز في كازاخستان
من طقوس القفز فوق النار في أرمينيا في نوروز، وهو عيد التنقية في الكنيسة الرسولية الأرمنية و الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية ، الذي يحتفل به بعد أربعين يوما من ولادة المسيح إلا أنه ومنذ القرن التاسع عشر لم يعد يحتفل الأرمن بالنوروز، وليست عطلة عامة في أرمينيا . ومع ذلك يتم الاحتفال به في أرمينيا من قبل كرد أرمينيا.
مناظر الاحتفال بالنوروز في قرقيزستان
حيث كانت الاحتفالات بعيد النوروز ممنوعة في عهد الاتحاد السوفيتي، وبعيد أنهيارها عادت الاحتفالات 
في بنغلاديش، يحتفل مسلمين الشيعة في دكا و شيتاغونغ وراجشاهي و خولنا بعيد النوروز بشكل منتظم كل عام، ويعود التقليد إلى ارتباط البنغال الشرقي التاريخي بالإمبراطورية المغولية، حيث كانت الإمبراطورية المغولية تحتفل لمدة 19 يومًا بعيد النوروز مع أبهة ومرح. شوهد المسلمون الشيعة في بنجلاديش وهم يرشون المياه حول منازلهم ويشربون تلك المياه لحماية أنفسهم من الأمراض. يتم ترتيب جماعة لطلب البركة الإلهية. أعضاء الأسرة نواب دكا اعتادت أن تحتفل به وسط أبهة وبلون. وفي المساء اعتادوا على تعويم آلاف أضواء الشموع في البرك القريبة والأجسام المائية، وقد وصف الشاعر البنغالي قاضي نصر الإسلام مهرجانات النوروز، بأنها منصة لفضح الجمال البدني والعقلي للشباب إلى آخر مقابل لقهر قلبه.

في الصين يتم الاحتفال بعيد النوروز بشكل رئيسي في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في الصين من قبل الأويغور ، الطاجيك الصينيين ، سالار ، والعرق الكازاخستاني .
منصة الاحتفال بعيد نوروز في الصين
في جورجيا لا يحتفل الجورجيون بعيد النوروز ، لكن يحتفل به على نطاق واسع الأقلية الأذربيجانية الكبيرة (حوالي 7٪ من إجمالي السكان)، وكذلك الكرد والإيرانيين الذين يعيشون في جورجيا. في كل عام تقام الاحتفالات الكبيرة في العاصمة تبليسي، وكذلك في المناطق التي توجد فيها عدد كبير من الأذربيجانيين، مثل كفيمو كارتلي ، كاخيتي ، شيدا كارتلي ، و متسخيتا.
نوروز في جورجيا
في الهند تعود تقاليد النوروز في الشمال إلى الإمبراطورية المغولية، ويتم الإحتفال لمدة 19 يوماً . ويعود جذور ذلك وفق المؤرخين إلى وجود المجتمع الزرادشتة في غرب الهند ، الذين هاجروا إلى شبه القارة الهندية من الآريين في الشرق الأوسط خلال الفتح الإسلامي لبلاد الكرد والفرس بين أعوام 636-651 م. 
في ولاية حيدر آباد الأميرية ، كان نوروز أحد الأعياد الأربعة حيث يقيم نظام دربار العام ، إلى جانب العطلتين الإسلاميتين الرسميتين.
قبل حكم عساف جاهي في حيدر أباد احتفلت سلالة قطب شاهي بعيد النوروز بطقوس تسمى بانجيري، واحتفل الجميع بالمهرجان في موكب مهيب. قاضي نصر الإسلام خلال النهضة البنغالية سلط الضوء على جوانب كثيرة إحتفالات هذه المنطقة باعياد النوروز .
مظاهر الاحتفال بالنوروز "هولي" في الهند
وتشتهر أيضاً بـ "هولي" باستخدام الألوان في جميع المناسبات والاحتفالات والأفراح والأعياد بشكل عام وفي عيد الربيع "هولي" بشكل خاص.
تشكل الألوان الزاهية جزءًا أساسيًا في هذه الإحتفالات التي تشهدها الهند بأعياد الربيع، ويعتبر عيد "هولي" من أهم الأعياد في الهند حيث تكتسي الشوارع بالألوان سواء ملابس وماسكات أو ألوان مرشوشة لتزيين شوارع المدن، بالإضافة إلى المساحيق الملونة التي يتراشق بها المحتفلون والمصنوعة من النباتات والأزهار والجذور المختلفة للنباتات.
يعتبر الهنود «هولي» بمثابة انتصارًا للحق على الباطل، ويحرص الجميع على الاحتفال به والاستعداد المتكامل له من تنظيف المنازل وشراء السلع وصنع الألوان والأزياء الملونة.
ومن الطقوس الغريبة التي يقوم بها الناس في عشية احتفالية "هولي" إيقاد نيران كبيرة والتي ترمز في اعتقادهم إلى القوة القادرة على تدمير القوى الشيطانية والهدامة، وذلك بالرغم من الانتقادات التي توجه لهم من قِبل حماة البيئة في الهند.


الاحتفال بالنوروز حول العالم

الأمم المتحدة تحتفل بالنوروز
اعتبرت منطمة اليونسكو عام 2009 عيد النوروز، الأقدم في العالم، جزءا من التراث الثقافي العالمي. وتحتفل به الشعوب من الشرق الأدنى وحتى أواسط آسيا وشمال الصين. وفي الأمم المتحدة يتم الاحتفال بهذا العيد بتقديم رقصات ومراسم خاصة ويعد عيدا لتوحيد وربط الشعوب مع بعضها.
أقر البرلمان الكندي في 30 مارس 2009، بموافقة إجماعية ، مشروع قانون لإضافة عيد النوروز إلى التقويم الوطني لكندا. 
بينما اعترفت الأمم المتحدة رسميًا بـ "اليوم الدولي للنوروز" باعتماد قرار 64/253 في عام 2010.
إحتفالات النورزو في المانيا
مظاهر الاحتفال بالنوروز لدى المهاجرين الآسيويين في الولايات المتحدة الأمريكية
عظمة الحرب التي وقعت في نينوى وأهمية النصر والاحتفال باليوم الجديد

ترجع معركة نينوى إلى ما بين الأعوام 613 و 611 قبل الميلاد، مع أن تاريخ 612 قبل الميلاد هو التاريخ الأكثر تأييدًا. تمرد جيش متحالف يتكون من الميديين والكلدانيين ضد الآشوريين، بجانب السكيثيين والكيميريون، وحاصر 750 هكتار من المدينة التي كانت في ذلك الوقت أعظم مدينة في العالم. أدى الحصار إلى تدميرالإمبراطورية الآشورية الحديثة على مدى السنوات الثلاث المقبلةباعتبارها الدولة المهيمنة في الشرق الأدنى القديم. بعد هذه المعركة، يُظهر السجل الأثري أن عاصمة الإمبراطورية الآشورية، التي كانت في يوم من الأيام قوية، قد تحطمت على نطاق واسع وهُجر منها سكانها.
أصبحت بابل المركز الإمبراطوري لبلاد ما بين النهرين لأول مرة منذ أكثر من ألف عام، حيث أصبحت الإمبراطورية البابلية الحديثة، مدعيةً استمرارها من الإمبراطورية البابلية القديمة كسلالة جديدة.
نشأت الإمبراطورية الآشورية في القرن العاشر قبل الميلاد ووصلت إلى ذروتها في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، كاكبر مستعمر في عهد " أشور بانيبال" يخرج من المناطق الجنوبية لكردستان ( جنوب نينوى في العراق الحالي وجنوب نهر الفرات في سوريا ) ليحتل بلاد الكُرد والقوقاز وأرمينيا الحديثة وجورجيا وآذربيجان وشمال مصر وشبه الجزيرة العربية والنوبة في الجنوب وبلاد فارس وشرق قبرص وسواحل البحر الأبيض المتوسط اليونانية، والفينيقية في الأناضول وبلاد الشام. 
إلا أنها فقدت قدرتها وقوتها بعد وفاة آشوربانيبال في العام 627 قبل الميلاد، وأصبحت إمبراطورية آشور التي كانت قوية في يوم من الأيام متقلبة بشكل متزايد، مع اندفاع آشور إلى سلسلة من الحروب الأهلية الداخلية. أدى هذا إلى تمرد عدة دول داخلها، في حين أن الدول والمجموعات المجاورة، مثال الميديين الكرد والفرس والبابليين والكلدانيين والسكيثيين والسيمريين أصبحت اكثر عداية في ظل الهيمنة والتسلط الآشوري.
لوح مسماري باللغة البابلية يوثق سقوط نينوى بيد الميديين سنة 612 ق./ المتحف البريطاني
كان الآشوريون، وفقًا لسجلاتهم الخاصة، وحشيون حتى بمقاييس الزمن، وبالتالي فقد تسببت وحشيتهم في تراكم الأعداء. لقد ضعفت بسبب صراع الجبهات الثلاث للحفاظ على السلطة في مصر، وهي حرب مكلفة ولكن منتصرة ضد العيلاميين الآريين، وأخمادها ثورات بين أبناء المناطق التي احتله الآشوريين ، رغم أن جوهر الإمبراطورية كان في سلام إلى حد كبير. كتب الملوك الأشوريون باستمرار عن الخطر الداخلي، وعن خوفهم من مكائد القصر والتمرد.
عند وفاة آشوربانيبال، وقعت سلسلة من حروب الخلافة المريرة والدموية، مما أضعف الإمبراطورية - من 625 قبل الميلاد فصاعدًا، حيث بدأت هيمنة الإمبراطورية الآشورية على الشرق الأوسط وآسيا الصغرى والقوقاز وشرق البحر المتوسط بالتلاشي تدريجيًا.
نشأ تحالف بين عدة شعوب في المنطقة، وكان الميديون يقودون هذه الثورة بدعم من أقرانهم خارج سيطرة الإمبراطورية الأشورية، وألتحق بهم أيضاً الكلدانيين، الذين استغلوا الاضطرابات في المناطق الجنوبية من الإمبراطورية بهدف العمل الجماعي لإسقاطها، فيما أتفق الميديون مع البابليين لجعل نينوى مركزاً للعمليات الهجومية على اهم مراكز السيطرة الأشورية والإطاحة بها، لم تكن نينوى عاصمة سياسية فحسب، بل كانت موطنًا لأحدى المكتبات العظيمة للألواح الأكادية ومتلقي الجزية من جميع أنحاء الشرق. (انظر مكتبة آشوربانيبال).

إسقاط إمبراطورية الظلم كان يوماً جديداً على المنطقة

توقفت الأحداث الآشورية في عام 639 قبل الميلاد بعد تدمير شوشان عاصمة عيلام الآريين وإخضاع بابل المتمردة التي يحكمها شقيق آشوربانيبال نفسه شمش شوم أوكين.
سجلات العمل مفقودة بعد العام 631 قبل الميلاد. كُتبت المصادر الأولية بعد ذلك بواسطة البابليين الجدد المنتصرة من عهد نبوبولاسر. التاريخ الابتدائي رقمه 21901 وقد ترجمه سي. جاي. جادد في العام 1923م، حيث يمكن العثور عليه في المتحف البريطاني. من خلال التقليد البابلي الذي وضعه هيرودوت في وقت لاحق، تقليدًا عبرانيًا نُسب إلى ناحوم، وبالرجوع إلى سجلات المصريين، فقد كانت جميعها معاديةً لآشور. هناك أيضا أساطير نشأت بعد قرون بين المنحدرين من الجنسيات المشاركة.
كان حاكم الميديين حين المعركة هو سياخريس. ورغم أن الآشوريين هزموا جيشه في البداية، إلا أنه أعاد بناء جيشه وهاجم نينوى بالتعاون مع الشعوب الأخرى.
لوحة للرسام العالمي جون مارتن يشخص فيه صورة خيالية لسقوط نينوى على يد الكرد الميديين والبابليين
أفضل إعادة سرد للمعركة الفعلية موجود في مقتطفات من البرسا التي كتبها كتسياس المحفوظة في ديودور الصقلي وفوتيوس التي ربما زخرفها مع معارك أخرى.
وفقًا لما ورد بالسجلات البابلية، فقد كان هناك صراع مرير دام 12 عامًا بين بابل وآشور، فضلًا عن الحروب الأهلية في آشور نفسها. تصف الأخبار أنه في السنة العاشرة من حكم نبوبولاسر 616 قبل الميلاد، هزم البابليون الجيش الآشوري وساروا في النهر من أجل إقالة مان وساهري وبالي هو.
تجدد الصراع في العام التالي بحشد الآشوريين لجيشهم وطرد البابليين مرة أخرى إلى تكريتين. قام نبوبولاسر بتركيز جيشه في قلعة تكريتين حيث تقاتل الجيشان هناك في العام التالي. تم ضرب الآشوريين الذين تراجعوا إلى آشور.
ثم تحالف البابليون مع الميديين والفرس والسيميريين والسكيثيين. استولى الجيش الميدي على تاربيسو بالقرب من نينوى ونزلوا في مكان قريب، ثم هاجم مدينة آشور، حيث روى السجل البابلي كيف أن حليفهم الميدي في العام 614 قبل الميلاد دمر معابد آشور وضم المدينة إلى الإمبراطورية الميدية، لكن جيشهم لم يصل إلى المدينة إلا بعد قتال عظيم.

في العام 612 قبل الميلاد، أنضم البابليون مجدداً إلى الجيش الميدي مرة أخرى وانضموا إلى سياخريس ضد نينوى. لقد حاصرو المدينة لثلاثة أشهر وفي أغسطس، كسرت الدفاعات، ونهبت المدينة، ثم أُحرقت بعدها، وحسب بعض المصادر إن الإنتصار الكامل تحقق في تحرير نينوى تمت في ليلة عشرين من آذار 612 قبل الميلاد، ليصبح اليوم التالي هو نو روز، أي اليوم الجديد. وقد لعب الميديين دورًا رئيسيًا في سقوط المدينة. وقُتل الملك الآشوري سين شار إشكون في الحصار.

الجذور القديمة

الرواية الفارسية 

وفق بعض المؤرخين الفرس ( إن تاريخ نوروز يعود إلى الملك الآري جمشيد ، الذي أنقذ البشرية من فصل الشتاء المقدر لقتل كل مخلوق حي لهزيمة الشتاء القاتل ، قام جمشيد ببناء عرش مرصع بالجواهر، جعله شياطين ترفعه فوق الأرض إلى السماء، هناك جلس يلمع مثل الشمس. تجمعت مخلوقات العالم وجواهر المجوهرات حوله وأعلنت أن هذا هو اليوم الجديد (نوروز)، وهو الشهر الأول من التقويم الفارسي). 
من الواضح إن النمط الاسطوري في رويات الفرس يسيطر عليه الخرافة، وإسقاط الحكايات الاسطورية على المناسبة، وبالتالي لا يمكن الأخذ بهذه الحكايات الغير منطقية حول تفسير مناسبة النوروز.
تشرح ماري بويس وفرانتز جرينت تقاليد المهرجانات الموسمية وتعلق: "من المحتمل أن روعة الاحتفالات البابلية في هذا الموسم دفعت الإيرانيين إلى تطوير مهرجان الربيع الخاص بهم إلى عيد رأس السنة ، مع الاسم نافاساردا"عام جديد". على الرغم من أنه يشهد لأول مرة من خلال المشتقات الفارسية والكردية ، يُنسب إلى الفترة الأخمينية . منذ الملاحظات المجتمعية للإيرانيين القدماء بشكل عام كانت ملاحظات موسمية ومرتبطة بالزراعة" ، من المحتمل أنهم أقاموا تقليديًا مهرجانات في كل من الخريف والربيع ، للاحتفال بنقاط التحول الرئيسية للسنة الطبيعية .

متجذر نوروز جزئيا في تقليد الأديان الآرية مثل الميثراسية و الزرادشتية
يذكر كتاب الأبستاق (الكتاب المقدس لدى الديانة الزرادشتية ويعرف أيضاً باسم "أفيستا") أن الإنسان قد خلق في ذلك اليوم.
في الميثراسية كانت للمهرجانات صلة عميقة بنور الشمس، والزرادشتية هي التوحيدية الأولية، تركز على مفاهيم واسعة مثل العمل المطابق للخير والشر في العالم ، وربط البشر بالطبيعة. كانت الممارسات الزرادشتية هي السائدة في معظم تاريخ التواجد الآري في الشرق الأوسط والممتدة بين أقاصي أفغانستان إلى سلسلة جبال طوروس وكردستان كمركز والبحر المتوسط. في الزرادشتية أهم تكون سبعة مهرجانات مهمة، وأهمها النوروز، والتي تحدث في الاعتدال الربيعي . 
وفقًا لماري بويس . ويبدو من المنطقي أن نوروز أقدسهم جميعًا ، مع أهمية عقائدية عميقة ، أسسه زرادشت نفسه". على الرغم من عدم وجود تاريخ واضح للمنشأ بين غروب الشمس في يوم السادس من غمبر وشروق نوروز . ( حماس باثمايديايا) المعروف لاحقًا ، في شكله الموسع باسم Frawardinegan ، ويعرف اليوم باسم Farvardigan )) تم الاحتفال به. هذا و Gahambars هي المهرجانات الوحيدة المذكورة في النص الباقي من كتاب افاستا الزردشتي يقدم عالم القرن العاشر بيروني في كتابه " كتاب التفسير لأوائل سيناء التنجيم "، وصفا لتقاويم الأمم المختلفة إلى جانب التقويم الآري ، تم ذكر مهرجانات مختلفة لليونانيين واليهود والعرب والصابئة ودول أخرى في الكتاب. في القسم في التقويم الآري يذكر نوروز ، ساده ، تيران ، مهرغان ، ستة جهامبارز ، فارفارديجان ، باهمانجا ، اسفند أرماز والعديد من المهرجانات الأخرى. وبحسب قوله ، "يعتقد الإيرانيون أن نوروز يصادف اليوم الأول عندما بدأ الكون حركته. 

المؤرخ الفارسي جارديزي ، في عمله بعنوان زين الأخبار، تحت قسم المهرجانات الزرادشتية ، يذكر النوروز (من بين المهرجانات الأخرى) ويشير على وجه التحديد إلى أن زرادشت شدد بشدة على احتفال النوروز ومهرغان.

نوروز في بلاد الآريين " فارس وكردستان "

على الرغم من أن كلمة نوروز غير مسجلة في النقوش الأخمينية إلا أنه هناك سرد مفصل من قبل زينوفون عن احتفال النوروز في برسيبوليس واستمرارية هذا المهرجان في التقليد الأخميني، كان نوروز يومًا مهمًا خلال الإمبراطورية الأخمينية ( 550-330 قبل الميلاد ) ويعتقد إنهم ورثوها من الميديين. كان ملوك الدول الأخمينية المختلفة يجلبون الهدايا إلى ملك الملوك، و كانت أهمية الحفل بحيث تم إضفاء الشرعية على تعيين الملك قمبيز الثاني كملك بابل فقط بعد مشاركته في مهرجان الأخمينية السنوي المشار إليه.
من هنا ندرك إنتماء عيد النوروز إلى الإنتصار الذي حققه الميديين وحلفاههم في بابل على الإمبراطورية الآشورية، وبحكم إن الفرس أيضاً كانوا جزءً حيوياً من ميديا فإنهم بعد سيطرتهم على الإمبراطورية الميدية تحولت كل الثقافة الميدية وتراثها إلى جزء من الإمبراطورية الإخمينية، لذا أستمروا في ممارسة طقوسهم، ومنها عيد النوروز التي أصحبت إحدى طقوس الثورة والإنتصار على الظلم.
إن عظمة الإمبراطورية الميدية وتأثير ثقافتها على المجتمعات بدأت مع فرض قوتها على المنطقة، وهو ما بث الخوف والهلع في نفوس البابليين الذين بادروا لعقد الصلح مع الميديين حيث قام الملك البابلي نبوخذ نصر بالزواج من ابنة امبراطور الميديين سياخاريس. استمر نفوذ الميديين في المنطقة إلى أن تمرد الملك الفارسي كورش على الميديين وحقق انتصارا كبيرا عليهم سنة 553 قبل الميلاد.
تقول بعض المصادر أن مجمع برسيبوليس الشهير، أو على الأقل قصر Apadana و Hundred Columns Hall ، تم بناؤه لغرض محدد هو الاحتفال بعيد مرتبط بالنوروز.
في عام 539 قبل الميلاد أصبح اليهود تحت الحكم الآري ومركزها إيران، وبالتالي تعرض كلتا المجموعتين لعادات بعضهما البعض. وفقًا لـ Encyclopædia Britannica ، قصة Purim كما تم سردها في كتاب Esther مقتبسة من روايات إيرانية حول دهاء ملكات الحريم ، مما يشير إلى أن Purim قد يكون تبنيًا لرأس السنة الآرية الجديدة. لم يتم تحديد رواية محددة وتلاحظ Encyclopædia Britannica نفسها أنه "لا توجد نصوص يهودية من هذا النوع في العصر الفارسي بعد سقوط ميديا، لذلك لا يمكن التعرف على هذه العناصر الجديدة إلا بشكل استدلالي". يتم الاحتفال بوريم في غضون أسابيع قليلة من النوروز حيث يعتمد تاريخ بوريم على التقويم القمري بينما يحدث النوروز عند الاعتدال الربيعي. من المحتمل أن اليهود والشعوب الآرية في ذلك الوقت ربما شاركوا أو تبنوا عادات مماثلة في هذه الأعياد.
كان عيد النوروز عطلة Arsacid الإمبراطوريات الأسر الحاكمة الذين حكموا إيران (248 قبل الميلاد، 224 م) وغيرها من المناطق التي تحكمها السلالات Arsacid خارج بارثيا (مثل السلالات Arsacid من أرمينيا و ايبيريا ). هناك إشارات محددة للاحتفال بعيد النوروز في عهد Vologases1 (51-78 م) ، لكن هذه لا تتضمن تفاصيل.  
قبل أن يقيم الساسانيون قوتهم في غرب آسيا حوالي 300 م ، احتفل الفرثيون بالنوروز في الخريف ، وبدأ أول فارفاردين في الاعتدال الخريفي. في عهد الأسرة البارثية ، كان مهرجان الربيع Mehrgan ، الزرادشتية واحتفل المهرجان الإيراني - الآري تكريما لميثرا .
تظهر سجلات مكثفة عن الاحتفال بعيد النوروز بعد انضمام الأمبراطور الكردي " أرداشير الأول "، مؤسس الإمبراطورية الساسانية 224-651، وفي ظل الإمبراطورية الساسانية تم الاحتفال بالنوروز كأهم يوم في السنة، وتم تأسيس معظم التقاليد الملكية للنوروز ، مثل الجماهير الملكية مع الجمهور ، والهدايا النقدية ، والعفو عن السجناء.

بعد وصول العرب والمسلمين

أستمر أهمية عيد النوروز لدى الكرد والفرس بعد وصول الجيوش العربية الإسلامية إلى موزبوتاميا وإيران، وفي العصر العباسي أصبح النوروز العيد الملكي الرئيسي .
بعد زوال الخلافة حافظ الكرد والفرس بالتقاليد النوروزية التي تمجد هذا اليوم، وقد أتخذتها الحكومات المحلية والمناطق السكن الكرد والفرس كأهم يوم في السنة للاحتفال فيه. 
إلا أن الفرس عملوا جاهدين في تغييب الرواية الحقيقية لعيد النوروز، ألا وهو إنتصار الميديين على الآشوريين، وبناء امبراطورية عظمى في الشرق الأوسط. وقد كان الفرس آنذاك قبيلة ضعيفة، وأستطاعت الإمبراطورية الميدية حمايتهم وإعطاء أدوار مهمة في الإمبراطورية، بحكم التقارب الإجتماعي، وقد تكون الجذور المشتركة بين الميديين والفرس.
--------------------------------------------------
المصادر: 
مجموعة مقالات واخبار حول الاحتفال بعيد النوروز في الشرق الأوسط وشرقي آسيا.
مصادر كردية اعلامية وبحثية حول تاريخ النوروز.
مكتبة المعلومات الأمريكية.
هيئة الاذاعة الأفغانية.
مصادر إيرانية حول تاريخ النوروز.
الكتاب المقدس (أفيستا).
موسوعة ويكيبيديا العالمية.
ندى حسون. "نوروز ـ نيروز". الموسوعة العربية. هئية الموسوعة العربية سورية - دمشق. مؤرشف من الأصل في 15 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ جمادى الثانية 1437 هـ.
 سونيا سليمان (26 نيسان (أبريل) 2009 م). "عيد النوروز الأصل التاريخي والأسطورة". مجلة تحولات - العدد الواحد والاربعون. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ جمادى الاخر 1437 هـ.
 كريم مجدي (آذار 2016 م). "الإيرانيون يحتفلون برأس السنة الفارسية.. ماذا تعرف عن عيد "النوروز" ومثيله عند العرب؟". هافينغتون بوست عربي. مؤرشف من الأصل في 6 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ جمادى الثانية 1437 هـ.
^ كيف نشأ نوروز؟ - سامي شورش (مجلة أبواب العدد 12 - 1997 م) موقع واي باك مشين.
↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب "يوم نوروز الدولي". اليونسكو. مؤرشف من الأصل في 15 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ جمادى الثانية 1437 هـ.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!