تصالح البنية الاجتماعية بقضية المرأة

آدمن الموقع
0

يكتب للجيوستراتيجي: الباحث المغربي عبد العالي العبدلي

إن تاريخ البشرية بدائي كان أو حضاري مليء بالبقع المظلمة فيما يخص المرأة. على هذا الاساس يجب فتح نقاش فكري إنساني حقيقي لمعالجة قضية المرأة مثل القضايا الاجتماعية الأخرى ( كالتحرر و النضال و العدالة الإجتماعية، المساواة...). و تأصيل تاريخي لفهم معانات و فتك كرامة المرأة من طرف تسلط النزعة الذكورية البنيوية. ففي هذا المستوى تم اختيار " تصالح البنية الاجتماعية بقضية المرأة " عنوان هذا المقال المخصص للمرأة الحرة المناضلة داخل البيوت و في كل مجالات الحياة و المؤسسات التي سجلت حضورها فيها بعد وقت طويل من النضال و الصمود. و تشكل الوعي النسائي بواجباتهم و حقوقهم المهضومة من طرف الرجل و المجتمع.

نرجع للوراء قليل، بالضبط سنة 1856 خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كانو مجبرين على العيش تحتها. مثل في معمل النسيج كانو الرجال يعملون 10 ساعات عكس المرأة التي كانت تعمل 16 ساعة بثمن ينقص على الثمن الذي يتقاضه الرجل.
كما تكرر هذا المشهد في 8 من مارس 1908 و عادت النساء للشوارع نيويورك محملين بالخبز اليابس و الورد كرمز لحركتهم النسائية و حركتنا جميعا. هكذا انطلقت الحركة داخل الولايات المتحدة تطالب بكافة الحقوق من الحق في العيش الكريم مثلها مثل الرجل و تحسين ظروف العمل. فالورد يرمز للحب و التعاطف أم الخبز اليابس فهو رمز للحق في العمل و المساواة فيه.
بعد مرور سنة أي 8 مارس 1909 كان أول إحتفال لتخليد تلك الاحتجاجات و النجاحات البسيطة و انتشرت في أوروبا و كل الحركات التحرر الوطني.مما تم جعل 8 من مارس يوم عالمي للمرأة تخرج فيه لمطالب بحقوقها. وصولا إلى سنة 1977 ليتم الاعتراف من طرف منظمة و.م.أ. بهذا اليوم على أنه يوم عالمي تحتفل بيه كل النساء على بقع الكرة الأرضية.
في سياق هذا العطاء و النضال المتواصل للمرأة بجانب الرجل نسأل البنية الاجتماعية المركبة و غير متجانسة في المجتمع الكولونيالي عن نظرتها للمرأة . و ما البنية الاجتماعية إلا مؤسسات ( سياسية و إقتصادية و ثقافية...) و علاقات إجتماعية التي يجب أن تتصالح مع المرأة و إعطاء حقوقها و قمتها داخل بنية المجتمع قولا و فعلا.

نحن في حاجة لرؤية و عقلية جديدة لهذا النوع الاجتماعي اللظيف، و تصالح المؤسسات التعليمية و التربوية بالاساس و كل مستويات البنية الاجتماعية مع المرأة ككينونة و قيمة إجتماعية و ثقافة ، إن وراء كل معجزة إمرأة كما قال الشاعر نزار القباني في قصيدته أريدك أنثى. إذا كان مفهوم البينة يحيلنا إلى الماضي، خاصة لذي علماء اللغة و الانتروبولوجيا و السوسيولوجيا كعلوم إجتماعية سباقة في تطوير مفهوم البينة بعدما إستخدمه العلوم الطبيعة والفكر الإنساني في سياق متصل ومتسق بين جميع أجزاء وحدة الكون الواسع مع تحدد دور كل جزء على حد خدمتا لتطور حركة المادة. و ما المجتمع إلا جزء صغير و درة لا ترى بالعين المجردة في تخيل حجم الظلام الذي يكسب الكون ، لكنه أرقى حركة المادة.

على هذا الأساس يجب أولا التنسيق بين المرأة و الرجل على مستوى تقبل الرأي في الحوار و النقاش لحد من الإضظرابات التي يعانيها المجتمع من سوء في ربط العلاقات، و إنحراف و مخلافات نفسية و عقلية الناتجة عن الاضظرات الحاصل في نواة المجتمع ( الأسرة ) و تفكك النظام الأمومي كأول نظام إجتماعي تأسست عليه كل الأنظمة الاجتماعية اللاحقة، و ظهور الزراعة و اكتشاف وسائل الإنتاج البسيطة مثل المحركات الخشبي و تدجين الحيونات منها للأكل و أخرى مساعدة للعمل.
أخبر يبقى مطلب الاندماج المرأة في البنيات الاجتماعية و تصالح هذه الأخيرة مع قضية المرأة مطلب ملح باعتباره نصف المجتمع و النصف الأخر يتربى في أحضانها ، و ليس ناقصة عقل و دين كما يروج لها رجال الدين و العقول الضيقة.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!