منتدى الحوار الكردي - العربي في عُمان، ونغمة المواطنة، وتقديم الكردي شهادة تبرأة من تهمة العلاقة مع إسرائيل

آدمن الموقع
0
خاص: هيئة تحرير الجيوستراتيجي للدراسات
رغم كل الظروف التي تمر بها المنطقة من حروب عنيفة وفوضى كبيرة أخلفت الكثير من المتغييرات الجيوسياسي والإقتصادية، وحتى الديموغرافية، وتعرض مناطق مهمة في الشرق الأوسط إلى هزات وفوضى ناجمة عن حروب أهلية تهدد مستقبلها، ووحدة دولها كما في الحالة السورية والعراقية والليبية واليمنية والسودانية، وتبيان زيف الخطاب القوموي العربي الذي تكرس لأجيال خلال العقود السبعة الماضية في ذهنية الشريحة العظمى من العامة والمثقفين، ونجم عن فشل ذريع وتشرذم كبير يعانيه اليوم الدول العربية، إلى جانب فشل المشاريع القوموية التي أدت بدورها في هذه البلدان إلى التفكك والهزات الإقتصادية بعد الثورات الربيع العربي، إلا أنه لا يزال العقل الجمعي العربي ينظر إلى القضية الكردية بعيون الروايات الانظمة الدكتاتورية التي تحتل كردستان، ولم يستطع الشارع العربي رغم التطور الكبير في الوسائل الإعلامية والإجتماعية والتواصل مع المجتمعات وفهم أكثر للمحيط والاسباب التي أدت إلى بداية تفكيك بعض هذه الدول بسبب الانظمة القوموية المقيتة التي حاربت الوجود الكردي في العراق وسوريا. الشريحة الكبرى من الشارع العربي لم يطور بعد نظرته إلى الشعب الكردي، وطبيعة نضاله المشروع، والاسباب والظروف التي مرت به المقاومة الكردية.
ضرورة تكثيف اللقاءات والحوارات بين الطرفين وفوائدها الإستراتيجية
شهدت العقود الماضية جموداً حقيقياً في التواصل الثقافي والسياسي بين الحركة السياسية العربية والكردية بسبب صعود التيارات القوموية على المشهد العربي من طرف، ومساهمتها في دفع النظامين العراقي والسوري لممارسة القمع والتنكيل وإنكار الوجود بحق الشعب الكردي، وكان يتطلب بعد ثورات الربيع العربي أستفاقة سياسية وفكرية للمثقف والعامل في الشأن السياسي والحراك المدني العربي في فهم المتغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وصعود القضية الكردية إلى المشهد كأحد أهم القضايا التي تبحث عن حلول سريعة، كونها بوابة لحل الكثير من الإشكاليات في المنطقة، إلى جانب الدور الفاعل الذي يمكن للعامل الكردي القيام به لإفشال المشاريع التوسعية التركية - الإيرانية في المنطقة العربية، كون التواجد الجغرافي الكردي مهم جداً على المستوى العسكري والإقتصادي، بمعنى الفائدة المتبادلة بين الطرفين على المستوى السياسي، والتقارب الثقافي. وبالتالي تصحيح العلاقة مهم للغاية.
تهمة الكردي بالتعامل مع إسرائيل؟
تكاد لا تمضي أية مؤتمرات أو المنتديات دون التطرق من قبل المثقف العربي وإعلامها إلى اتهام الحركة السياسية الكردية بالتعامل مع إسرائيل، وكإن هذا الكردي أرضه وخريطته تواصل مع الحدود الإسرائيلية، دون أدنى معرفة بطبيعة النضال التحرري الكردي الذي ثبت خلال جميع مراحله الثورية الإبتعاد عن هذه النقطة الحساسة كجزء من العمل الإستراتيجي الكردي في عدم التعامل مع إسرائيل حتى لا يخدش مشاعر هؤلاء المتحاملين على الشعب الكردي بالدرجة الأولى، وإظهار عادوتهم لإسرائيل تحت الأضواء بينما حكوماتهم وشركاتهم ضالعة في التواصل والتطبيع مع إسرائيل. في الواقع لايزال يسيطر على ذهنية هؤلاء فكرة تحليل كل شيء لأنفسهم تحت يافطة الظروف الموضوعية، بينما يحرمون على الكردي أن يتأثر في كردستان مع المواطنين الكرد الإسرائيليين الذين يتجاوز تعدادهم ٣٠٠ الف.
وخلال السنوات العشرة الماضية مع تطور القضية الكردية في سوريا والعراق، كانت الدوائر الاستخبارات التركية والسورية والإيرانية تثير فكرة رفع الكرد لعلم إسرائيل، بينما هذا العلم ترفرف فوق السفارات الإسرائيلية من أنقرة إلى المغرب، وعلى بُعد كيلومترات قليلة من مكان انعقاد الملتقى الكردي - العربي في العاصمة الأردنية عمان، ترفرع العلم الإسرائيلي على سفارتها.
خلال ملتقى عمان للحوار الكردي - العربي الذي أنقعد بتاريخ 22.01.2022 وبرعاية مركز القدس للدراسات الإستراتيجية، وبحضور ملفت، شهدت مجرياته خطاباً أشبه بالمتكرر في مستوى نظرة المثقف العربي إلى الشخصية الكردية، وطبعاً كانت مشبعة بالعرف التقليدي في النظر إلى الشعب الكردي وحركته التحررية، لا سيما الشخصية الكردية التي بذلت الكثير في سبيل إرساء الدولة العربية في المنطقة ظناً إن ذلك سيدفع بالمقابل الجار العربي إلى مناصرة قضاياه العادلة. إذ أن جملة الإتهامات التي وجهت للكردي في العلاقة مع إسرائيل وكذلك إختذال القضية الكردية في حق المواطنة ضمن دولة المواطنة المتساوية والفاعلة ضمن سيادة وحدة التراب للدول التي يتواجد فيها الكرد هو بحد ذاته تكرار للسياسات السابقة لهذه الدول التي لم تتوقف عن دعم النظامين السوري والعراقي لإبادة المجتمع الكردي، وطمس هويته التاريخية في المنطقة، وبالتالي لم يخرج الفهم المثقف العربي عن تلك الدائرة حتى الآن، مما يتطلب جهداً مضنياً من قبله بالدرجة الأولى وبتكرار مثل هذه الحوارات والمؤتمرات.
هوية الكردي المشارك وتقديم الولاء من خلال الخنوع المستمر!
الطرف الكردي الحاضر حاول من خلال تحويله إلى الدفاع عن نفسه وكإنه داخل مربع الإتهام، وغالباً عليه اللغة الطرفية الحزبية، وأثناء حديثه تبين إنه يختلف عن الكردي الآخر، وقدم تبرئته للمحاكمة التي تمت للحضور الكردي بأسم الأسئلة والرأي، على إن الطرف الفلاني الحزبي تعامل مع إسرائيل.
طبعاً الغالب على المؤتمر كان خطاب اليسار الأقرب إلى معاداة إسرائيل حينما ركزت الجلسة الثانية على القضية الفلسطينية، وكان يتطلب من الكردي إبداء موقفه من دولة إسرائيل، وطبعاً الكردي الضعيف قدم ذلك وأكد على معاداته للكيان الصهيوني؟!!
وحول التوسع التركي في المنطقة تعالت الاصوات الرافضة لإدراج اسمها كدولة إحتلالية في سوريا، لتبين حقيقة الذهنية التي تتعامل مع الكرد، ونظرتهم الحقيقية لطبيعة النضال السياسي الكردي.
من الواضح إن معظم الحضور الكردي كان مرتبطاً بدعاة الأمة الديمقراطية، والشخصية الضعيفة التي حاولت أن تقدم نفسها كظليل، وهو غير معتاد بطبيعة الحال على فكر قدم مفكره الشخصية الكردية المتكاملة من حيث الرؤية والأبعاد التاريخية. كما إنه لا يمكن بناء حوار حقيقي بين طرفين يكون خطاب أحدهم استعلائي وأخر ضعيف ومهزوز لا يقوى حتى على تقديم الكم الكبير من الجرائم التي ساهم فيها الانظمة القوموية العربية ضد الشعب الكردي في العراق وسوريا، وهي ليست بأقل من جرائم النظام التركي والإيراني، وإن كان هناك ثمة طرف يريد الحوار عليه بالدرجة الأولى بتقديم اعتذار حقيقي للشعب الكردي لما تعرض له هذا الشعب على يد القومويين العرب في العراق وسوريا، بمعنى تصحيح المسار يبدأ من الإعتراف بالذنب وبناء منهجية عدم العودة إلى تلك التموضعات التي أضرت بالعلاقة العربية - الكردية.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!