حبكِ كلام وانهزام ..

آدمن الموقع
0

تُحاصرني الغربةُ ويشق في الظلِّ كأسمكِ طريقاً ويبني في الوريدِ جنوناً كيْ ينامْ
وكان الوقتُ يسيرُ بعكسِ إزدحامِ الهوى وكنا نسافرُ بين البلادِ ضياعاً مثلَ الحمامْ 
وجاء الصومُ وأَفطرنا حنينُ القبلَةِ فتمردتْ بالدماءِ فقتلني فأُسقطتْ حمامةُ السلامْ
زيدي حربي وأقتلي ما شئتِ من حروفِ الأَبجديةِ وأجمعي وزنَ القصيــدةِ في الركامْ
إِلغيَّ شهادةَ ميلاَد الكونِ فلا سابقٌ كأنتِ ولا ظاهرةٌ تشبهكِ فأنتِ حلالٌ تخطى الحرامْ
قالَ البدرُ المرصعُ بينَ لؤلؤكِ ونداكِ الليلَ وزرتي الشمس يا كوكباً فوقَ مُتنبي الكلامْ
لا شاعرٌ قد وصفَ فيكِ الحسنَ فكلُ مفاتنكِ وطني وأنتِ البلادَ وأنتِ السهادَ وأنتِ القيامْ
أَقمتي الحَّدَ على قصائدي فغيرتي سيرَ القولِ فصارت كل الكلمات تسيرُ في عينيكِ بإنتظامْ
يا حافية النهدين قد إِكتويتكِ ونارُكِ كالرُطبِ في جلدي فإخلعي بعضكِ أَحتاجُ إلى إنهِزامْ
وأَريني كيفَ تُمزجي الليلَ في عروقي ثم تغفي على شفتي فأنامُ بعينيكِ والحَّيُ نيامْ
أيا روج أفا غداً ستقرعُ الطبولُ لإعدامي فإشهدي خيراً أنني ما خنتُ وداً وأني للشهداءِ قد زدتُ إِحترامْ
وإنشدي فوق قبري نشيدٌ. بلادي لَكِ حبي ولَكِ فؤادي أنا شهِيدُ الوطَنِ ووطني قد باتَ للحكامْ
أَخبريهم أَنكِ شهدتي سقوطي وأني المذنبُ فيكِ وأني أَنينكِ عند السقوط . فزرعتي السهامْ
وقتلتيَّ ما شئتي من بوحي أَظننتيَّ أنني مجرمٌ أبوحُ بالوصيةِ الأولَى بعد العراكِ وقدْ أَرضعتني نهدُكِ الغرامْ
قد كنتُ حجرتكِ عند الفرار إلى الفراغ العميقْ في غيومكِ فأَمطرتكِ وكتبتُ لَكِ شعراً بأَطيب المقامْ
ما خنتكِ يا بلادي فإستريِحي هنا فوقَ ريِحي فقدْ أتعبني الحديثُ عن الأمواتِ فيكِ فكلهم هناكَ نيامْ
يصحونَ عند الفجر فيتسامروا علَينا مؤامراتٌ هناكَ وبعضُ بيعةٍ هنا ووطَنٌ كالأشلاءِ مقطعٌ مكبلُ اليمامْ
فكيفَ حبكِ يا روج افا تحاصرني بهوسٍ وقولِيِّ هسيسٌ لا يغنيَ من جوعي فيكِ ولا يشبعَ عطشي فيكِ فماتَ الكلامْ

ماركوس المهاجر

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!