الاحتلال التركي لسوريا من بوابة التركمان لمنع الكرد في تحقيق وحدة إقليم الإدارة الذاتية في شمال سوريا

آدمن الموقع
0
( القسم 3 من الجزء 3 الصراع السني – الشيعي / قراءة مبسطة ) ..
الأطماع التركية التاريخية في المنطقة لم تكن تتوقف يوماً بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية ، وإن كان قد فرضت عليها البقاء ضمن حدودها المرسوم بعد سايكس بيكو من قبل الإنكليز والفرنسيين بعد دعهم للثورات المنطقة إلا أن التفكير التوسعي المتوارث لدى الأتراك بقيء في طور التعبئة المستمرة ، 
ولعل الحركات القومية الراديكالية التركية إحدى تلك المفرزات للتعبئة القومية والتوسعية في المنطقة ، فالخيالات الجغرافية التركية في الموصل وحلب واضحة منذ بداية القرن العشرين ، وقضية إثارة الوجود التركماني في العراق وسوريا جزء من تلك العملية التي يراد لها الأتراك شماعة للعودة إلى احتلال هذه المناطق وإن كانت على شكل هيمنة ومستعمرات ، بالإضافة إن لا يمكن لقوى احتلت المنطقة أربعة قرون وفرضت عليها ثقافتها وهيمنتها أن تتخلى ببساطة عن مطامعها ؟ لأن تلك المنطقة تصبح عمقها الاستراتيجي والاقتصادي . وهذا يعني إن جميع المناطق التي تحد الحدود التركية الحالية هي مشاريع إعادتها إلى حضنها وفق الذهنية التي تربى عليها الأجيال التركية ، وفي ظل التيارات القومية والدينية التي هي نسخة عن العثمانيين .
فالمطامع والمصالح ومرورها بمراحل التطور أفرزت معطيات عديدة ، ولعل أبرزها وضوح المطامع الغربية في إعادة احتلال العالم العربي بطرق مختلفة عن السابق ودون هدر قطرة دم واحدة من المغرب العربي إلى الخليج وسوريا والعراق في عملية الاقتتال والتآكل الداخلي والحاجة إلى منقذ الذي والنجاة ولكنه في الواقع هو احتلال واستعمار بعد خلق حالة الشرخ بين الأنظمة والشعوب ، وفي المقابل لم تتوقف المطامع - التركـ عثمانية - المتوارثة يوماً وبذهنيتها التوسعية وعملية تهيئتها للأرضية المناسبة في المنطقة العربية ودفع الشعوب واستمالتها إلى التوجه لحضنها كمنقذ لهم ومن ثم استغلال تلك الفئات والشرائح لمشاريعها الخاصة وسوريا نموذجاً حياً لهذه العملية ، وبمساعدة تلك الفئات والشرائح التي تجد في تركيا منقذاً لهم من لهيب النظام - سيتم احتلال مناطق الصناعة في شمال سوريا ، وهذا ينطبق على التوجه التركي لكردستان العراق وأذربيجان كما حاولت سابقاً في ألبانيا وكوسوفو وغيرها في منطقة البلقان ؟.
المطبخ السياسي التركي ورسم الخطط ليس بمستوى المخططات الغربية الأمريكية ، والذين بدورهم يتقنون فنون الاحتلال وشفت الثروات بأقل جهد وتكلفة ، فالأنظمة الاستبدادية في البلدان العربية وضعتها الغرب وأمريكا للالتفاف على النهضة العربية في النصف الأول من القرن العشرين ، كما فعلوه مجدداً في الأعوام الأربعة الماضية في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا حيث أفشلوا الثورات الجديدة وخلقوا انظمة كرتونية يتضح إنها من قلب الثورات ولكنها في الواقع للقضاء على الثورات الجديدة – وغدا أمريكا وأوروبا من جديد منقذاً .!!؟؟
فيما الأمريكيين والغرب هم المستفيدين الأعظم في الخلاص من الأنظمة السابقة التي توقفت عن الحرب والصراع الذي كان يستفيد منها شركات صناعة الأسلحة في أمريكا وأوروبا وأيضاً روسيا التي تستفيد كغيرها من هذه العملية ؟، لأن قضية عملية فك وتركيب الدول في الشرق الأوسط تجعل المنطقة أكثر صراعاً وتصادماً ويدفع بالمنطقة إلى تبذير طاقاتها للحصول على القوة لضرب بعضها ، وما يحصل في صومال بين الأطراف دلائل واضحة على تلك النظرية التي تطبق بدقة من قبل الغرب والأمريكيين واستمرار الصراع والصدام يضمن مصالحهم .
فالأتراك لا يتقنون اللعبة جيداً بحكم اختراق منظومتها الأمنية ومراكز التخطيط من قبل الاستخبارات الأمريكية الغربية ويدفعون الأتراك إلى الهاوية بخطة ذكية جداً بدأت تظهر ملامحها جلياً في المشهد الحالي داخل تركيا . وإلا ما هي طبيعة الفوضى الخلاقة لتقسيم الشرق الأوسط من جديد وتركيا من ضمنها رغم إن تركيا حليفة أمريكا .؟!!
ما تخشاه تركيا في سوريا هو التقسيم ، فأمريكا التي قسمت العراق ستقسم سوريا حتماً ، وهو جزء من إعادة تركيب المنطقة من جديد مع مرور مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو ، وتركيا ضمن هذا المخطط وإن كانت العملية ستأخذ وقتاً أطول ، وكلما تمكنت تركيا من التفاهم مع كردها كلما تأخرت تطبيق عملية تقسيم تركيا لوقت آخر ؟ ، إلا أن النظام التركي المركب من السلطة العميقة والدولة الخفية والاستخبارات والجيش والقوميين والإسلاميين ..
مفتاح التقسيم في تركيا هم الكرد .. وحزب العمال الكردستاني الذي بات في مستوى دولة داخل الدولة التركية يتطور بشكل سريع جداً ليصبح حاكماً على ثلث الأراضي التركية ، ولأن الأحداث تشير إلى قرب هذا الحدث فإن تركيا تحاول بشتى الوسائل تغيير المعادلة وتصعيبها كما فعل النظام السوري في العراق بعد 2004 حيث كان من المقرر التوجه نحو إسقاط النظام السوري أمريكياً إلا أن مستنقع العراق وأفغانستان كان عائقا أمام التطورات التي كانت ستكون آنذاك .

فريق الجيوستراتيجي

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!