الورطة التركية وإشعال الداخل التركي وإعادتها إلى موقع الضعف والتقسيم ( القسم2 الجزء3 صراع السني - الشيعي )

آدمن الموقع
0
يوهم من يعتقد إن حكومة حزب العدالة والتنمية تقود وحدها حرباً ضد معاقل حزب العمال الكردستاني لمآرب انتخابية ، وإن كانت الانتخابات وفرض حزب العدالة وجوده بالقوة على الساحة وخاصة المنطقة الكردية التي خسر فيها أردوغان نصف مناصريه ويعمل بشتى الوسائل لإعادتهم إلى حاضنته - 
كإحدى المفرزات الحرب الجارية الآن ، إلا أن قرار الحرب وفتح جبهة بهذا الشكل ضد حزب العمال الذات الشعبية الواسعة في الداخل التركي ودول تواجد الكورد ليس بالأمر السهل ، لأن قرار الحرب التركية تم اتخاذها من قبل الدولة العسكرية التركية وبصمت البرلمان ومباركة الأحزاب المركزية المعارضة لسلطة أردوغان في جميع المسائل إلا في حربه ضد الكرد .؟
بالإضافة إن العملية الجارية تمت بموافقة أمريكية وبشكل واضح وإن كانت أمريكا تحاول تبرئة نفسها من العملية ، إلا أن التحالف التركي الأمريكي له أبعاد عسكرية واقتصادية لن تتخلى عنها أمريكا ما لم تكن هناك بديل أقوة من تركيا في المنطقة ، ويظهر الأمريكيين عدم تدخلهم بالقرارات التركية وفي المقابل دفع الأتراك إلى الصدام مع الكرد في الوقت الذي يدرك الأمريكان قوة وإمكانية وشعبية حزب العمال الكردستاني ، فالمعارضة التركية من طرف تحارب الكرد كجزء من عملية إقناع جماهيرها القومية التركية والمعبئة أصلاً ضد الكرد ومن طرف آخر دفع أردوغان إلى مستنقع الكرد لأنهم يدركون تماماً إن هذه الحرب لن تنتهي إلا بحل سلمي يكون قد أرتكب حزب العدالة فيها حماقات كبيرة يخسر جرائها الشعبية الكردية ويدفع ضرائب كبيرة جداً يضعفها مستقبلاً أمام المعارضة وبنفس الوقت يتحمل العدالة والتنمية مسؤولية هذه الحرب وحدها ولا تتهم فيها المعارضة بشكل رسمي لأنها ووفق القوانين التركية : السلطة وحدها تتحمل مسؤولية أية نزاع أو حرب ، لهذا فإن مواقف المعارضة أصبحت براغماتية وذكية للتخلص من قوة أردوغان وبنفس الوقت تضعيف حزب العمال الكردستان .
من الواضح إن الأتراك في عمليتهم الجديدة يسعون إلى تحجيم قوة وتحركات حزب العمال وفي المقابل استطاعت أمريكا الاستفادة من الحدث وجر تركيا إلى المستنقع السوري حيث أيضاً لدى أنقرة أطماع مبطنة ورغبة في التدخل لمصالحها الخاصة ومنها منع تحرير المنطقة بين جرابلس وعزاز بيد الكرد - ودعم التركمان هناك حتى يكون لهم نفوذ عسكرية مستقبلية يضمن الحضور التركي في سوريا وفي ظروف تحتاج المعارضة السورية في حلب وأدلب إلى غطاء جوي – أي الأرضية مناسبة لتقبل التدخل التركي مهما كان السبب - وفي المقابل السماح للأمريكيين وحلف الناتو والتحالف في اتخاذ الأراضي التركية قواعد لانطلاقة الطائرات حتى يكون مركز العمليات قريبة من العراق وسوريا ضد منظمة الداعش الإرهابية والتخفيف من تكاليف بُعد المسافة بين قواعد الأمريكية في الخليج وبحر المتوسط ومركز الأحداث ..
إلا أن العملية بمجملها لها أبعاد إستراتيجية أخرى حيث إن التركيبة الديمغرافية التركية والطبيعة السياسية والنزاع المستمر لأكثر من ثلاث عقود وعملية السلام المبعثرة واستمرار الكفاح المسلح من قبل حزب العمال والشعبية التي يمتلكها الحزب الشعوب الديمقراطية الجناح السياسي للعمال في الداخل التركي وتطور الأحداث في روج آفا بعد تحرير نقطة تل أبيض وسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي إحدى تنظيمات العمال الجناح السوري والتقارب الأمريكي المفاجئ مع الحزب في سوريا وحصول حزب الشعوب الكوردي في تركيا على أكثر من ثمانين مقعد في البرلمان وتجاوزه للخط العاشر ، كل هذه العوامل السياسية والعسكرية والديمغرافية والجغرافية لديها مفرزات جديدة لها معطيات واضحة وصريحة على إن حزب العمال أصبح لاعب أساسي في الشرق الأوسط وتركيا ويطوق تركيا على طول الحدود مع إيران والعراق وسوريا ويسيطر على مناطق إستراتيجية حساسة على الحدود والنفط والمياه والبحيرات والثروات والطاقة مما يدفع بالغرب والأمريكيين إلى التقرب منه وإجراء مصالحات معه في بعض الأماكن والصمت على التدخل التركي في أماكن أخرى ، حيث إن الخبراء الأمريكيين والغربيين باتوا يدركون تماماً إن عملية تطور الأحداث والهبة الكردية نحو تطلعاتهم القومية في تركيا والمؤلفة من قوات العسكرية ( كريلا ) لديها ميراث وخبرة لأكثر من ثلاث عقود إلى جانب حراك سياسي في عشرات المدن التركية ابتداء من هكاري على الحدود مع إيران وصولاً لقلب اسطنبول .
لهذا فإن عملية خلق البديل عن تركيا واستمرارا لعملية التقسيم وحتى تضعف تركيا كأكبر دولة مسلمة على الحدود مع أوروبا وسادس قوى عسكرية من حيث التعداد والتسليح فإن قضية التآكل الداخلي والانقسام والتصادم وتضعيف الاقتصاد هو بالضبط ما يجري الآن بعد جر تركيا إلى الحرب الداخلية وفي سوريا .
وأعتقد إن العملية الجارية تؤكد إن الكرد في تركيا سيشكلون قوة عسكرية خاصة بهم حتى يتفادون تهمة كريلا حزب العمال لدى السلطات التركية وسينضمون الآلاف من الشباب الكوردي والثوريون اليساريون إليه وبشكل سريع وقوي في المدن الكردية والتركية على شكل لجان حماية وتنتهي بقوة رسمية مسلحة تهتك بالنظام الإسلامي السياسي لأردوغان ..

في القسم 3 من الجزء 3 تتابعون : الاحتلال التركي لسوريا من بوابة التركمان لمنع الكرد في تحقيق وحدة اقليم الإدارة الذاتية في شمال سوريا ..
في القسم 4 من الجزء 3 تتابعون : القضية الكردية والدعم التركي للمتطرفين ..
في القسم 5 من الجزء 3 تتابعون : اللعبة التركية الإيرانية في إقليم كردستان العراق وأزمة الرئاسة .. 


إبراهيم كابان 

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!