تركيا وإستيراد اﻷزمة الداخلية

آدمن الموقع
0

خﻻل الثمانية الشهور الماضية تحولت فيها تركيا إلى ساحة حرب داخلية، تطورت فيها العمليات النوعية لمنظومة حزب العمال الكردستان، وقابله في ذلك عمليات التصفية الداخلية التركية داخل المؤسسة اﻹسﻻماوية التي أنشقت عن بعضها بين جماعة كولن وحزب طيب أردوغان، الذي نجح في إختراق صفوف الكيان الموازي، ودفعهم من قبل سلطة أردوغان وإٍستخباراته إلى خلق سيناريو الإنقﻻب داخل الجيش، والذي أنتهى بسقوط الكيان الموازي وتصفية الكم الكبير من أنصار وأعضاء وضباط وجنود كيان الموازي لجماعة كولن، وهو ما نجم بطبيعة الحال عن زيادة سيطرة سلطة أردوغان الذي أستطاع مؤخراً إجراء تعديﻻت دستورية تقوي من سلطته وسلطة حزبه، لتدخل معها تركيا في دهليز جديد يتكون أركانه من اﻹتحاد بين التيارين المتطرفين في المشهد التركي - القومويين والإسﻻماويين.

خﻻل هذه التحوﻻت التي نجمت عن التضييق على الحريات وخلق بؤرة توتر مع أوروبا وأمريكا من طرف، ومحاولة القضاء على المعارضة الديمقراطية المتمثلة بحزب الشعوب الديمقراطية، وزج قادته في المعتقﻻت، إلى جانب ظهور التقسيم الواضح في الشارع التركي الذي أظهر بشكل واضح مؤخراً ضمن عملية اﻹستفتاء، المننتهية لصالح نجاح سلطة أردوغان والقومويين في تمريره، ولكن بنتيجة لم تكن بالحسبان، حيث ظهر المجتمع رافضاً نصفه هذا اﻹستفتاء رغم كافة اﻹمكانيات التي سخرها أردوغان وحزبه وسلطته ورغم العمليات التضييق التي مارسه ضد القوى الديمقراطية في البﻻد.

هذا وإن اﻹقتصاد التركي المتدهور ورفض نصف اﻷتراك للإستفتاء رغم تمريره، إلى جانب تطور عمليات حزب العمال الكردستاني في العمق التركي، هذه العوامل كافية لدفع سلطة أردوغان إلى التصرف بجنون حيال القضاية الداخلية ونقل آتون الوضع التركي المتردي والمتأزم إلى الخارج من خﻻل خلق بؤرة توتر في منطقة محددة يراد التيار القوموي منه إقناع مناصريه في خطوته اﻹتحادية مع اﻹسﻻماويين.

الضربات التركي اﻷخيرة على مناطق ديريك في روجآفا – شمال سوريا، ومناطق شنكال في إقليم كردستان العراق، تندرج ضمن هذه التحركات التركية في خلق بؤرة حرب خارجية ﻹقناع وإشباع الداخل، وإلهاء الجميع بهذه الحرب كي تستطيع سلطة أردوغان المنهكة في إخراج نفسها من اﻷزمة الداخلية، وبنفس الوقت إقناع القومويين الذين أتحدوا معه في اﻻستفتاء باﻹجراءات العنيفة ضد الكرد.

ولعل أمام هذا الجنون التركي، يجب على الكورد الاتحاد والوحدة والاتفاق أمام هذا العدو الهمجي الذي يريد أن ينقل مشاكله الداخلية إلى سوريا والعراق من بوابة الحرب ضد الكورد.

 

الخﻻصة

- يقال إنه ظهر في اﻹغريق سلطة مستبدة أنهكت أحوال الناس، إﻻ أن اﻹغريقيين كانوا واعيين فأرادوا أن يثوروا ضد ملكهم الظالم، فجمع الملك الفﻻسفة والعلماء والمفكرين وأخذ استشارتهم، وكان بينهم حكيماً محنكاً طرح فكرة أن يخلق الملك حرباً خارج الحدود على شكل صدمة كبيرة مع إحدى الجيران اﻷعداء والذي يتعطش الإغريقيين لذلك، وبالفعل فعل ذلك الملك وألتها اﻹغريقين بتلك الحرب حتى نسيوا أمر ملكهم الظالم، وأستغل الملك ذلك حتى قضى على المعارضة.هذا ما فعل أردوغان بعد اﻹنقﻻب واﻵن هو يكمل قصته وسيفعل أردوغان الكثير في هذا الوقت المتقطع ﻹسقاطه ..القصف لن يتوقف وسيتكرر بين فينة وأخرى .. وعلينا أن نصبر ونضبط انفسها .. ونعد العدة ونقوي داخلنا وحصوننا وقوتنا ونكبر وكثر ونكثر ....


التحليل – إبراهيم كابان

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!