الإسلام السياسي وخطره عبر التاريخ ..!؟

آدمن الموقع
0


المركزالدولي يملك إستراتيجية واضحة وأهداف هادفة فهو نقطة سلم وسلام فلا يزال يقدم حلولا لتحديات وقضايا العصر. فإن من أصعب القضايا وخاصة قضية الإسلام السياسي
إن الحركات السياسية تتخذ خلفياتها الأيديولوجية العقدية بحسب توجهاتها واتفاقات مؤسسيها. وللحركات السياسية بعامة تيارات رئيسة تضمها، من بينها في بلدان المنطقة (تيار الإسلام السياسي). ومثل كل التيارات السياسية يضم الإسلام السياسي أطيافا وتنوعات تجرّ باتجاهات متعارضة منها ما يتجه نحو التشدد والتطرف ومنها ما يحاول استثمار الاعتدال تقربا من أوسع جمهور من المؤمنين أو المسلمين. المشكلة لا تقف عند تخوم التعدد بمكونات الإسلام السياسي وما يخفي تحت عباءته بل أيضا بجوهر الموضوع من جهة الاعتقاد بأن استغلال الدين هو أفضل طرق الكسب السياسي والانتشار الجماهيري، على الرغم من أنّ الفرق جدّ بيِّن بين عمل الحركات والأحزاب السياسية في الدولة المدنية المعاصرة وبين حركات الدعوة الدينية بما يقع في إطار العمل الجمعوي المدني غير الحزبي وغير السياسي...قإنّ التجاريب التي رصدناها في منظمات وحركات مثل:حركة الإخوان المسلمين .و حركة مورو الفلبينية وفي حركة طالبان الباكستانية الأفغانية وفي السلفية الجهادية ومنها القاعدة وجبهة النصرة،وداعش المجرمة وأنصار الشريعة في تونس وغيرها من تفرعاتها الأفريقية والآسيوية، سنجدها برمتها تستخدم العنف المسلح وإرهاب الناس لفرض عقيدتها الدموية ومن أجل تمويل جرائمها الإرهابية تستغل مافيا المخدرات وجهاد النكاح وتجارة السلاح غير الشرعية وشبكات التسفير وكل ما يمكن أن يدعم عملياتها القذرة.غير أنّ قوة الإرهاب لم تأتِ من المال السياسي القذر والعنف المسلح الإرهابي حسب بل جاءت أيضا من استغلال أرضية المجتمعات التي ينتشر بها الدين. إذ تنتشر حركات سياسية متأسلمة مدعية الاعتدال والوسطية، تستغل من جهة الحركة الدعوية؛ تحديدا استغلال العلاقة بين الجامع ومن يؤمّه من المصلين. وهي بهذا الادعاء تخلط الأوراق وتقدم نفسها ليس بحقيقة كونها حركة سياسية المآرب عنفية الأساليب بل بالتظاهر بأمرأو زعم تمثيلها مرجعية تدين الناس؛ فتفرض نفسها وسيطا بين قلوب الناس وإيمانهم الديني من جهة وبين الله من جهة أخرى!!هنا تكون تلك الحركات الموصوفة بالاعتدال بوجهين. فبعضهم يرى أنّ فسح المجال لها يشكل منعا لانضمام فئات بعينها لقوى التطرف؛ وهذا الطرف يرى بتلك الحركات (الإسلاموية) أنها قوة اعتدال جاذبة لمن يحاول الانتظام بمجموعة فتكون متنفسا وحاجزا بوجه التطرف.. لكن هذه صورة متفائلة وخارجية سطحية مبسطة للحقيقة... إذ بالمقابل يوجد من يرصد الأمور بنتائج سلوك تلك المجموعات السياسي، كونها الأرضية التي تمثل الجسر بين أتباع الدين [المسلمين] من جهة وقوى الإرهاب من جهة أخرى.فالوسط الذي تنشط فيه قوى الإرهاب يجابه سؤالا مباشرا ينص على أنه: طالما آمنتَ أيها السيد بالإسلام السياسي فإن الصحيح أن تختار الفئة الأكثر وضوحا والأكثر تمسكا وقربا من السماء والدين، يقصدون واجب الانتماء إلى تلك الجهة التي تكفِّر كل الفئات مدعية أنها الجهة الوحيدة السليمة التي تمتلك مفاتيح الجنة والوسيط الشرعي بين الإنسان وربه، الأمر الذي حدا ببعضهم توزيع صكوك لدخول الجنة وآخرين وزَّعوا مفاتيح للجنة وغيرهم وزّع أوهام الانتقال مباشرة للعشاء أو الغداء هناك مع الأئمة والصالحين والحصول على الحور العين!!ذلك الخطاب هو ما يجعلنا نعود للتذكير بأهمية ضبط العمل الحزبي السليم بقوانين الدولة وطهو ما يلزمنا بضرورة فصل الدين عن الدولة ومؤسساتها كونها جهة حيادية لا تمثل لا وسيطا بين المؤمن وربه ولا تجسد جسرا أو سلّما نحو السماء؛ إنّ الدولة ومؤسساتها هي جهة للبناء، جهة لكل تفاصيل العمل اليومي المباشر للإنسان يكد من أجل لقمة عيشه...وتطبيقيا لابد من أن نشير إلى زاوية خطيرة مرت بها شعوب المنطقة. ففي حين ثارت تلك الشعوب ضد الدكتاتورية والقمع الذي تحكّم بها عقودا من الزمن فإن ما يسمى القوى المعتدلة في حركات الإسلام السياسي اخترقت الثورات وسرقتها باتجاه لا علاقة له بالتغيير. فالتغيير الذي أرادته الشعوب هو باتجاه بناء الدولة المدنية وإشاعة الحريات بينما كانت تجربة الإسلام السياسي في تونس ومصر في سنة واحدة كافية ليعي الشعبان وحركاتهما المدنية أن البديل الإسلاموي جاء ليكون مصادرة بديلة للقوى القمعية المخلوعة.. وقد ترعرع في كنف سلطة الأخوان مثلا حركات إرهابية بسيناء وفي جبال الحدود التونسية بل في قلب المدن بكلا البلدين!! ولهذا سارعت قوى الحرية والسلم الأهلي لحسم الموقف مبكرا وتصحيح مسار الثورة..والأنكى هنا ما جرى في التجربة السورية. إذ كانت قوى الإسلام السياسي الأرضية المكشوفة لجرّ الثورة نحو العنف والسلاح من جهة ولحرف الثورة نحو أهداف أخرى غير أهداف بناء دولة مدنية بأسس الديموقراطية واحترام التعددية والتنوع..
إنّ العنف ووجهه القبيح ممثلا بإرهاب المجتمع نفسيا فكريا سياسيا وبسطوة مشعلي الحروب والفتن وإسالة الدم، إنما هو السبيل الأمثل لتلك الحركات. فالأخوان حركة تدعي الاعتدال ولكنها وثيقة الارتباط بممارسات وجرائم ما يسمى جبهة النصرة الإرهابية.
وقوة النصرة الإرهابية لا تحارب النظام القمعي إلا من باب سعيها للسلطة المطلقة بين يديها فقط لا غير. وهي تقوم بذلك بوساطة فعالياتها لفرض نفوذهم وإقامة الدولة المعومة الثيوقراطية واستبدادها.. ولهذا السبب نجدها اليوم وقبل الإمساك بالسلطة تفرض على الأماكن التي تحررها قوى الثورة سلطة وفتاوى فلسفة الكهوف بزعم أنها تمثل الدين وأنها ممثلة الله على الأرض!! ومع ذلك لابد من افشارة إلى أن الوقائع تقول: إن جبهة النصرة الإسلاموية لم تدفع قواها إلى الجبهة الأمامية في المعارك مع السلطة وهي تحتفظ بقواها لمعركتها مع قوى الحرية والتنوير في اللحظة التي تناسب رصة قفزها لكرسي السلطة.. وفي الوقت ذاته تعمل اليوم ميدانيا في المناطق المحررة مستأسدة على الشعب الأعزل!كذلك يمكننا القول: إنّ إرهاب ميليشيات النصرة المهزومة ، لا يقل دموية وبشاعة عن الأعمال الهتلرية في الحرب الكونية الثانية. ويمكننا أخذ الدروس واضحة مما فعلته بهجماتها على القرى والمدن الكوردية الآمنة في غرب كوردستان. ومع ذالك بسهولة ظاهرة التعاون بين حركات الإسلام السياسي بجنوب كوردستان وتلك الجبهة الإرهابية عندما نرصد تمرير الرجال بألاعيب مفضوحة؛ لكن ما أن اكتشف الكورد أنهم يحاربون مع النصرة الإرهابية ضد أخوتهم أبناء غرب كوردستان حتى رفضوا الاستمرار وأعلنوا انسحابهم من تلك المعارك التي تمثل جريمة بكل المعايير.إن الدروس المستفادة هنا، تؤكد أن التعامل مع حركات الإسلام السياسي، بحاجة لمحددات وضوابط مكينة لتجنب الآثار السلبية للحظة متوقعة من تلك الحركات. إنها لحظة الاختيار بين الوطن والعقيدة السياسية الإرهابية المسلفنة أو المغلفة بالتدين المزعوم الكاذب، فإنها ستختار مآرب وغايات الحركة على حساب الوطن والناس..وقد أوردنا الأمثلة التي لا يوجد فيها استثناء. إنها أمثلة كل الحركات الإسلاموية وتوجهاتها.. فهي لا تحترم من آليات العمل العام إلا ما يساعدها على التسلط على رقاب الناس وعلى محاور العمل وتفاصيله.وهي بهذا تستغل إطلاق جمل حق مشحونة بما تستبطنه من باطل سرعان ما يفتضح حالما تتمكن أحزاب الإسلام السياسي من مقاليد السلطة في الدولة والمجتمع كما جربو من قبل وفي الختام يؤكد المركز الدولي على مزيد من الفاعلية بتنشيط الخطاب التنويري وفضح أنشطة الإسلام السياسي وأيديولوجيته ومرجعياته وارتباطاته المحلية والإقليمية وعرض كل تلك التجاريب التي افتضحت أمام شعوبها مثلما حصل عبر تاريخهم المظلم.

سماحة الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!