هل تحرير موقع عمر النفطي في دير الزور يمنح ق س د ورقة جديد في المفاوضات القادمة ؟؟

آدمن الموقع
0


المصدر: نيويورك تايمز
الترجمة من الإنكليزية: الموقع الجيوستراتيجي

استولى مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة على اكبر حقل نفط سوري من الدولة الاسلامية " الداعش " يوم الاحد، وفقا لما ذكرته هذه القوات، مما ادى الى ضرب القوات المؤيدة للحكومة فى منطقة حرجة للاقتصاد الذى مزقته الحرب.
على الرغم من أنه من غير الواضح ما هي قدرة حقل النفط اليوم، بعد سنوات من الضربات الجوية من قبل التحالف على مواقع الدولة الإسلامية المؤقتة، والسيطرة على هذه الحقول تعتبر ضربة قوية لهزيمة الإرهابيين الذين باتوا يفقدون الأراضي ومصادر الإيرادات.
وقد تم توجيه المسلحين الأسبوع الماضي من مدينة الرقة السورية، التي كانت عاصمة بحكم الأمر الواقع لخلافة الداعش المعلنة ذاتيا، وهم الآن يكافحون من أجل التمسك بآخر أراضيهم الهامة في سوريا، ومعظمهم في محافظة دير الزور المجاورة على طول الحدود العراقية.
مقاتلو الدولة الإسلامية يتعرضون للضغط بين جبهتين هناك، مع تحالفين دوليين متنافسين يتقدمان من اتجاهات مختلفة: الحكومة السورية، المدعومة من روسيا وإيران؛ والمجموعة المدعومة من قبل الولايات المتحدة، وتسمى القوات الديمقراطية السورية، التي أخذت حقل النفط.
وهاتان المجموعتان تتسابقان للاستيلاء على الأراضي الاستراتيجية مع فقدان الدولة الإسلامية للأرض، ووضع نفسها في الفصل التالي من حرب سوريا متعددة الطبقات.
ولا تزال الصراعات في سوريا، وستستمر حتى لو هزمت الدولة الإسلامية بين حكومة الأسد ومجموعة من المتمردين العرب، فضلا عن الجماعات الكردية التي أقامت منطقة الحكم الذاتي النسبي في شمال شرق سوريا خلال الحرب.
ويعتبر حقل عمر الذى تم ضبطه يوم الاحد جائزة كبرى فى تلك المسابقة. وقال شهود عيان، فضلا عن مجموعات مراقبة الصراع، إن القوات الموالية للحكومة كانت على بعد أميال قليلة من حقل النفط ولكنها تراجعت بعد هجمات شديدة شنتها الدولة الإسلامية.
والآن بعد أن استولت القوات الديمقراطية السورية على حقل النفط، يمكن أن تجد نفسها تواجه قوات موالية للحكومة عبر خط الجبهة، مما يزيد من خطر وقوع اشتباك بينهما أو بين مؤيديها الدوليين. وقد اتهم التحالف الذى تدعمه الولايات المتحدة والائتلاف الروسى - الايرانى بعضهما البعض باطلاق النار على قواتهما بالوكالة فى المنطقة.
نفت وسائل الإعلام الموالية للحكومة أن الحزب الإتحاد الديمقراطي . سيطرت على حقل النفط، وقال ان القتال مستمر. في الماضي، اتهموا الولايات المتحدة باستخدام الدولة الإسلامية كحليف بحكم الأمر الواقع ضد أعدائها - وهو اتهام أيضا ضد الحكومة عندما هاجم تنظيم الدولة الإسلامية مقاتلي المعارضة المتناحرين.
وقد تمكنت مجموعة يقودها الاكراد في الاشهر الاخيرة لاجتذاب تحالف اكثر تنوعا بما في ذلك العرب والآشوريون من السيطرة على مناطقها. لا يبدو أن إدارة ترامب لديها خطة لإعادة بناء المناطق أو الدفاع عنها لفترة طويلة بعد انتهاء المعركة ضد الدولة الإسلامية. وبدون الدعم الجوي للولايات المتحدة للمتمردين، من المرجح أن تستعيد الحكومة السورية الأراضي.
وتسيطر الحكومة بقيادة الرئيس بشار الاسد على حوالى 60 فى المائة من البلاد وتعهدت باستعادة ما تبقى منها.
ومع ذلك، فإن مسؤول كردي، تم التوصل إليه عن طريق الهاتف في القامشلي، المدينة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق البلاد، كان بنشوة. واشار الى شرط عدم ذكر اسمه لانه غير مخول لمناقشة السياسة. وهو الآن يسيطر على أكبر سدود الطاقة الكهرومائية وحقول النفط في سورية وكذلك حقول الغاز المترامية الأطراف والأراضي الزراعية.
وقال ان ذلك يمكن ان يعطي الاكراد وحلفائهم النفوذ للحصول على مقعد على الطاولة فى اى محادثات سلام مستقبلية. وحتى الآن لم يتم الاعتراف بها كطرف في المحادثات الطويلة التي عقدت في جنيف بين الحكومة السورية وتحالف معترف به من قبل الولايات المتحدة وحلفائها كممثل وحيد للمعارضة السورية.
ويمكن أيضا أن يكون الاستيلاء على حقل عمر النفط نعمة اقتصادية للمنطقة التي يسيطر عليها هذه القوات. فالوقود يبيع بالفعل في أراضيه بجزء بسيط من التكلفة كما هو الحال في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وقال المسؤول الكردي ان الادارة المحلية تستطيع بيع النفط ليس فقط فى اراضيها ولكن ايضا فى المناطق الاخرى التى لا يسيطر عليها الاسد وتوسيع قاعدته الاقتصادية.
وقال عضو في قبيلة عربية هرب من منزله في مدينة ميادين في شرق سوريا هذا الشهر عندما اشتد القتال بين تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الحكومية هناك، وطلب عدم الكشف عن هويته لتجنب الأعمال الانتقامية، معربا عن أمله في أن يكون قوات سوريا الديمقراطية والأكراد سيكونون أكثر إنصافا مع الاحتياطات مما كانت عليه الحكومة السورية.
وقال الرجل، رياض، وهو مدرس، إن الحكومة أعطت أفراد قبيلة عربية سنية محلية مثله على وجه الخصوص وظائف منخفضة المستوى، موفرة لهم أجور جيدة للمهنيين الحكوميين وترك السكان المحليين للتعامل مع المشاكل البيئية من هذه الصناعة.
وقال إن القوات الموالية للحكومة نهبت مدينته عندما استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الرغم من انه قال لا يثق تماما بالاكراد، إلا أن وجود عدد من القبائل العربية ضمن قوات سوريا الديمقراطية يمكن أن تحصل على بعض الفوائد.

--------------------------------------
الكاتب: آن بارنارد/ وساهم في إعداد التقارير موظف في صحيفة نيويورك تايمز في دمشق.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!