تقرير إستراتيجي: طبيعة الصدام بين النظام وقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور

آدمن الموقع 6:28:00 ص 5:22:38 م
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A


تقرير إستراتيجي لـ: إبراهيم كابان
خاص: الموقع الجيوستراتيجي


تعد معركة دير الزور هي الأهم من بين المواجهات الجارية في سوريا، حيث تشهد إنهياراً لدولة الداعش المزعومة، وسباقاً بين القوتين المركزيتين" قوات سوريا الديمقراطية " المدعومة من التحالف والولايات المتحدة، وتسيطر على مساحة 27% من سوريا، و" النظام ومليشياته " المدعومة من روسيا وإيران ويسيطرون على 47%. وحسب التوقعات ستكون نهاية وجود الداعش وحجم سيطرة الطرفين ق س د والنظام رسماً لملامح الوضع والحلول القادمة في سوريا. بعد أن تم حصر مناطق سيطرة المجاميع المعارضة المدعومة من الأتراك في إدلب، إلى مناطق إحتلال التركي وكتائبه " درع الفرات " التركمانية بين جرابلس وإعزاز والباب، وصولاً إلى مناطق إتفاق وقف إطلاق النار بين النظام والمجاميع المسلحة في الغوطة وحمص والمنطقة الجنوبية.

أهمية دير الزور

يدرك النظام السوري إن توسيع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بين المحافظات الثلاثة " الرقة – الحسكة – دير الزور" له دلالات إستراتيجية لا يمكن التغاضي عنها، في ظل دعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لهذه القوات، والتدفق الكبير للأسلحة الثقيلة المقدمة إلى ق س د في عملية توسيع رقعة سيطرتها على أكبر قدر من المناطق المتبقية في دير الزور على حساب تراجع وإنهيار دولة الداعش. لا سيما إن أهمية هذه المناطق تكمن في إحتوائها على منابع النفط والغاز والمياه. لهذا يحاول النظام السوري والميليشيات المدعومة من العراق وإيران في توسيع رقعة سيطرتهم شرقي مدينة دير الزور، بعد أن تقدمت قوات سوريا الديمقراطية إلى مياه الفرات الفاصلة بينها والنظام. بينما تجري معارك عنيفة شرقي نهر الخابور بعد تحرير بلدة الصور وتمدد هذه القوات نحو مساحات شاسعة شمال دير الزور. 

خريطة سيطرة قوات ق س د والنظام السوري وميليشياته ودولة "الداعش" على حقول النفط والغاز

تعتبر دير الزور ثاني أغنى محافظة في سوريا لإمتلاكها الثروة النفطية والغاز والزراعة، ويتنافس قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي وجيش النظام وميليشياته على تحرير ما تبقى من مناطق يسيطر عليها منظمة " الداعش ".
يسيطر كل طرف على المواقع الحقول النفطية التالية:
قوات سوريا الديمقراطية و"مجلس دير الزور العسكري" تسيطر على:
-    معمل غاز كونيكو معمل وتبعد 20 كم شرق مدينة دير الزور.  بالإضافة إلى حقول: ديرو، طيبة، العصبة، وحقل جفرة الكبير والجنوبي. 
النظام ومليشياته يسيطرون على :
-    حقل شميتة النفطي، محطة خراطة النفطية محطة نفط الخراطة 20 كم جنوب غرب مدينة دير الزور.
-    حقل التيم النفطي حقل التيم 10 كم بالقرب من مدينة موحسن جنوب مدينة دير الزور. ومحطة المهاش النفطية، وحقول المزرعة والشولا ونيشان.
الداعش يسيطر على:
-    حقل العمر النفطي (شركة الفرات النفطية) يقع 15 كم شرقي بلدة البصيرة.
-    حقل الورد النفطي حقل الورد يقع بالقرب من قرية الدوير بريف دير الزور الشرقي.
-    حقل التنك النفطي حقل التنك في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي.
-    بالاضافة إلى حقول غواري، والعمر الشمالي، وسيجان.

المناوشات المستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام ومليشياته في سباق السيطرة على أكبر مساحة من دير الزور

في ظل أنهيار دولة "الداعش" وفقدانها ما تبقى من المناطق في محافظة دير الزور. تستمر المنافسة بين ق س د والنظام في السيطرة على أكبر مساحة متبقية. في ظل تأكيد ق س د على إنها لن تتجاوز نهر الفرات وحدود سيطرتها لن تتجاوز النهر في دير الزور. فيما يحاول النظام وميليشاته بدعم روسي تجاوز النهر وخلق بؤر مواجهات، وهو ما نشاهده من خلال القصف بين حين وآخر، ويتم الرد عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
هذه المواجهات فصلت المحافظة بين القوتين، فيما يقود دولة " الداعش " حربها ضد النظام وتجري عمليات الكر والفر جنوب النهر، فإن قوات سوريا الديمقراطية تتقدم شرقي نهر الخابور بإتجاه الحدود العراقية سعياً في تحرير كافة شمال النهر.

النظام والداعش وعمليات كر وفر جنوب النهر الفرات

تمسك النظام بجنوب وغربي نهر الفرات في محافظة دير الزور ادخله في مواجهات عنيفة أمتدت بين المحافظة والصحراء وصولاً إلى تدمر والمناطق الشرقية في محافظة حمص، وقد وقعت إشتباكات عنيفة بين الطرفين أستولى من خلالها دولة " الداعش " على أسلحة ثقيلة وقتل المئات من عناصر النظام والميليشات وكذلك اسر عدد من الجنود الروس وقتل البعض الاخر.
ومن المتوقع أن تستمر هذه المواجهات العنيفة بين الطرفين، وتمتد على طول الصحراء في ظل عدم تدخل قوات التحالف الدولي في المعارك جنوب النهر بإتفاق مع الروس الذين يقومون بمهمة القصف وحماية النظام وميليشياته.

الخلاصة

معارك " الداعش " مع النظام ستطول لأسابيع إذا ما سارت بنفس الوتيرة الحالية، بينما بقيت مساحات صغيرة أمام قوات سوريا الديمقراطية في إنهاء عملياتها شمال وشرقي النهر الفرات. وفي المحصلة ستضطر روسيا الاستعانة بامريكا وقوات ق س د في القضاء على الداعش، لأن دولة الداعش ستحاول من خلال تجميع قواتها في سوريا والعراق والصمود أمام محاولات النظام في القضاء عليه، ستكون معارك الداعش مع النظام مصيرية إذا ما لم يتم الأتفاق بين الطرفين في سحب الداعش من دير الزور، لأن خسارة الداعش لمناطقه جنوب النهر يعني إنتهائه كلياً في سوريا، لهذا سيحاول بكل قوته البقاء لفترة أطول.
ستتمكن قوات سوريا الديمقراطية من خلال عمليات سريعة في القضاء على " الداعش " شمال النهر وشرقها خلال أيام قليلة، بعكس النظام وميليشياته الذين قطعوا مسافات طويلة من حمص وحماه ودمشق وتركوا فراغات كبيرة تمكن الداعش بسهولة في التمدد مجدداً داخل الصحراء، لهذا فإنه من المتوقع إستمرار عمليات كر وفر قد تأخذ وقتاً أطول مما تتوقع.

11.9.2017
-----------------------------
تنويه: يمنع نقل أو نسخ المادة دون ذكر المصدر (www.geo-strategic.com )

شارك المقال لتنفع به غيرك

آدمن الموقع

الكاتب آدمن الموقع

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

3113545162143489144
https://www.geo-strategic.com/