دور المرأة في التصدي للتطرف والإرهاب

آدمن الموقع
0


أ. هالة حكيمي

تعد المرأة عماد الاسرة وهي محور اساسي في بنائها، ولها دور فعّال في المجتمع سواء أكانت المرأة عاملة في اي مؤسسة من مؤسسات الدولة، أم غير عاملة . وبعض الأحيان تقوم بدور الأب في التربية وإدارة الاسرة، ليكتسبوا منها الحيوية ونكران الذات والطموح والأمل، لذلك هي القدوة والنواة في الأسرة، ولها الدور البارز في محاربة الإرهاب والحدّ من التطرّف والعنف، وغرس حب الوسطية والإعتدال لدى الابناء
يجب عدم الخلط بين التطرّف والعنف، فالتطرّف «فكر» يقود إلى العنف «سلوك»، فالتطرّف جاء من خطاب ديني متعصب ليس له علاقة بالدين ولكن بقناعتهم الشخصيّة. إنّ المرأة مؤثرة في التطرّف وهي أيضا متأثرة به ولا يخفى عليكم توافد الفتيات والنساء من بقاع العالم إلى مناطق سيطرة داعش الإرهابي في الأراضي العراقية والسورية والليبية والمرأة قادرة أن تنشيء أجيالا منخرطة في التطرّف، لذلك عليها عبء كبير في مواجهة التطرف والعنف. ويقع عليها دور كبير في التوعية والتنبيه والتذكير بخطورة التطرُّف و العنف الذي يلجأ إليه الشّباب . و قد تدعم المرأه غير الواعية الارهاب، وهناك عدد من العمليات الانتحاريّة قامت بها سيّدات، لذلك تبدو الحاجة ملحّة إلى اشراك المرأة في مكافحة التطرف والعنف ومحاربة الارهاب في جميع استراتيجيات التوعية .وكذلك اشراكها في صياغة استراتيجية الاعلام لمحاربةالتطرف والإرهاب، فالله سبحانه وتعالى أعطى ا لمرأة العقل والحكمة والبصيرة كما أعطى الرجل، لذلك عليها دور أساسي ومهم في محاربة الارهاب لكونها هي المربيّة والمؤثرة في الابناء سواء أكان ايجابا ام سلبا. والنساء لهن دور كبير في مواجهة الإرهاب، وعلى المرأة أن تراقب سلوك أبنائها والتغيرات التي تطرأ عليهم، وتعرف مع من يتواصلون على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما يتحدثون حيث تبقى بعض وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي هي الأدوات والوسائل الأخطر لنشر الفكر الارهابيّ. و أن المرأة عامل مهم قادر أن ينشر ثقافة التسامح بدلا من التطرف، والعلم والثقافة بدلا من الجهل.
عندما تتم المقارنة بين دور الأسرة في الحاضر والأسرة في الماضي، نجد أنّ الأسرة في الماضي تؤدِّي دورها، ولم تشهد مثل هذه الظواهر الغريبة على المجتمع العربي والإسلاميّ على وجه الخصوص، ولكن حينما فقدت الأسرة شيئاً من ذلك الدور وأصبح الاجتماع العائليّ نادراً شهدت المجتمعات بعض تلك الآثار الهدّامة في الفكر والسلوك. و إنّ الأسرة والمرأة تحديداً لهما دور في مكافحة الإرهاب، و هناك خطرٌ كبيرٌ يهدّد الأجيال الناشئة وهو: قيام بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض القنوات الفضائية؛ غير المضبوطة بقوانين وانظمة وتعليمات، في بث السموم في عقولهم؛ والتي تسعى إلى انتشار الإرهاب وإضعاف انتماء وولاء الشباب إلى وطنه ما يؤدِّي إلى تخبُّط الشباب بسبب عدم وعيهم بدينهم الصحيح واتباع ا(لخوارج) الذين يسيؤون الى الدين الاسلامي الحنيف.
والمرأة مؤهلة علما وثقافة؛ لتكون شريكاً فعالاً في جهود مكافحة التطرّف والعنف واعتبارها حصناً واقياً ضد التطرّف والعنف. وعامل تغيير ايجابي ضمن أسرتها ومجتمعها، بهدف الحيلولة دون أن يقود التشدد الى التطرف والعنف وارتكاب الأعمال الإرهابية.
وفي النهاية نستطيع القول بأن انتشار الإرهاب المرتبط بالدين والمذاهب، والذي يمثلة الخوارج (الدواعش) ويعتمدونه لغسيل فكر الشباب والتغرير بهم، يؤدي الى اتخاذ الدين جسرا ليبرروا قيامهم بالأعمال الارهابية. و لتفادي الخلط بين الدين الإسلامي والإرهاب، تظهر ضرورة مشاركة عدة جهات من» الأسرة،، والتربية، والامن،والاوقاف، والإعلام»، في وضع خطط استراتيجية لمحاربة الارهاب. و التركيز على ايصال الصور الصحيحة للدين الإسلاميّ الحنيف. وتوضيح الفرق بين الدين ومظاهر التدين للأبناء. علما بان المجتمع الدولي الان بحاجة أكثر من أي وقت مضى، الى إعادة التفكير في كيفية وضع استراتيجيات لمكافحة التطرف و العنف ومحاربة الارهاب. وعلى جميع المستويات، ( المحليّة والاقليمية والدوليّة). ولابد من زيادة مشاركة المرأة

--------------------
المركز الدولي "الحملة التكنولوجية لمناهضة الفكر المتطرف والإرهاب

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!