ألا .. وتجار الدين؟ والسياسة.

آدمن الموقع 12:08:00 م 12:08:30 م
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A


نعيش الآن عصرا يمتلئ في طياته بمظاهر الاستقطاب الفكري والسياسي شدا وجذبا بين كل الأطراف على كل المحاور البشرية، والتي تجعل كثيرا من الشباب في مفترق طرق تتجاذبه رياح وتأثيرات قوية تأخذ بنواصيه إلى أفكار هدامة وتسيطر عليه بمشاعر دينية أحيانا وقومية في أحيان أخرى، وبلا شك فإن التغيرات التي حدثت بعالمنا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر مرورا بثورات عربية وغيرها، أصبح الصراع على أشده يحمل لشبابنا أفكارا مضللة جعلته أكثر ميلا للتطرف والتشدد.
قوة الشباب في عالمنا العربي تمثل نسبة كبيرة ولذلك فهي المعركة الأكبر للاستحواذ عليه وهو الطرف الغالب في كل المعارك لأنه قوة مجتمعنا الفاعلة، وعلى أكتافه تنهض الشعوب ومن لا يريد لك نهضة فلا بد أن يزداد تركيزه على أسباب نهضتك فيحبطها، ولا شك أيضا أن كثيرا من الفشل السياسي والإحباط الاقتصادي في بعض الدول كان دافعا لأن يتجه بعض الشباب إلى بدائل أخرى تعمل بطريقة أو بأخرى لجذب هذه القوة في صفوفها، وهنا تظهر داعش إلى المشهد لتجتذب هذه الفئات وتقطف آثار إهمالنا كمجتمعات، لهذا كان علينا أن نرى كيف نحمي شبابنا من هذه الأفكار الهدامة وكيف نحميهم من الفكر الداعشي، فلا يخفى على أي عاقل هذا الخطر المحدق بشبابنا وأطفالنا من كل ما تحمله هذه التنظيمات الإجرامية والمتاجرة بالدين التي لا تفعل إلا قتلا وتدميرا للنفوس والعقول وتسيء لكل مسلم وتصدر الفكر الدائم بأن الإسلام دين الارهاب والتدمير.
علينا أن نتوجه إلى بناء الشباب حتى نؤسس لأمة على أساس متين ونحميهم وندرك الخطوات التي يجب علينا أن ندركها ونتبعها حتى نصنع سياجا آمنا حول أبنائنا ونؤدي رسالتنا نحوهم بأن نحميهم من كل ضرر قد نضعهم فيه أو نعرض أمن أوطاننا لهذا الخطر والذى أصبح مرضا يحتاج إلى تكاتفنا للقضاء عليه فكريا، ولهذا لا بد أن نعرف ماذا علينا فعله دينيا ثم ما الخطوات الاجتماعية في المقام الثاني؟.
من الناحية الدينية لا بد أن نعظم في حياتنا دور العلماء النيرين المصلحين لا المفسدين على قدر علمهم ومكانتهم دائما فهي التي تجعل الثقة الكبيرة في علمهم ومنهاجهم وفتواهم فلا بد أن نستفتي العلماء الثقات ونبتعد عن غيرهم، وأن نتابع أبناءنا ونناقشهم ونحاورهم ونصحح المفاهيم، فتدارك الأفكار في بدايتها أقل خطرا من أن نتركها تنمو ثم نحاول إصلاحها، ولو اتبعنا أسلوب الحوار الصحيح فسوف نستطيع حل الكثير من مشاكل أبنائنا.
أن نتعرف على عقول أصحاب أبنائنا وأن نلتزم مادئ ومنهج الدين الحنيف الذي يدعوننا إلى الوسطية والإعتدال ومراقبة الأبناء ماذا يقرؤون ويشاهدون، فهذه تقوي الصلات بيننا وبين أبنائنا وتمنعهم من الانحراف في دوائر فكرية بعيدة عنا وعن ديننا القيم.
وأما من الناحية الاجتماعية والمجتمعية، فلا بد من إيقاظ حالة الحس والانتماء الوطني وزيادة درجات الوعي والتسامح بين المجتمع بشكل عام وبين الشباب بشكل خاص.
إصلاح نظام التعليم، ولا شك أن هذا حجر الزاوية والأساس القوي الذي تبنى على أساسه العقول وتغيير مبادئ التلقين البالية والاعتماد على العقل كطريقه للتعليم.
البعد عن الانسلاخ الذي حدث لنا عن قيمنا الأخلاقية والمجتمعية وعن مبادئ ديننا الإسلامي الصحيحة والتفريط فيها والنظر إليها على أنها أفكار بالية بعيدا عن التحضر الحديث وذلك على الرغم من أن هويتنا وثقافتنا هي المصدر الملهم لكل الحضارات.
مبادئ الحوار المجتمعي الذي هو حق واجب على الدولة لكل أبنائها من أجل ترسيخ مبادئ الحب والولاء والانتماء والإخاء والمساواة الحقيقية في الفرص بين أبنائنا وتحفيز طاقات الشباب دائما بمبادئ الوطنية وتذليل العقبات أمامهم.
الجوانب الرياضية والثقافية وإبراز معانيها السامية وبعث الحوافز على التفوق وزيادة التركيز على المعاني الحقيقية للرياضة والانتماء الوطني وتمثيل الوطن في المحافل الرياضية الرسمية والعالمية بزيادة التحفيز.
توسيع آفاق العقول بالثقافة سواء كانت ثقافة دينية أو ثقافة إبداعية بالانشطة الفنية والأدبية وممارسة هواياتهم وعدم التضييق عليها في حدود ما يسمح به إطار المجتمع بالتأكيد.
إن حاجتنا إلى حماية أبنائنا تدفعنا لأن نوقف استنزاف طاقاتهم ودمائهم بعيدا عن الأفكار الهدامة والصراعات الطائفية، وما أحوجنا الآن حقيقة إلى تغيير نظرتنا إلى الشباب باعتبارهم القوة الفاعلة ونقطة الانطلاق نحو المستقبل. 

الأستاة نهى زلوم
سفيرة السلام للمركز الدولي
مديرة الحملة التكنولوجية لمناهضة الفكر والمتطرف والإ هاب..!؟

شارك المقال لتنفع به غيرك

آدمن الموقع

الكاتب آدمن الموقع

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

3113545162143489144
https://www.geo-strategic.com/