باريس وواشنطن تقاطعان، وتركيا تمثل الجماعات المتطرفة في سوتشي؟

آدمن الموقع
0

خاص/ الموقع الجيوستراتيجي

الممثل الأممي "ديمستورا" لا يحضر الجلسة الأولى للمؤتمر رغم إنه يقيم في غرفة قريبة من القاعة، ولكنه حضر الجلسة المغلقة بعد نشوب اشتباكات بين الاطراف المختلفة على كرسي عضوية لجنة رئاسة المؤتمر. وباريس وواشنطن تقاطعان المؤتمر. والجماعات المسلحة في إدلب وغيرها تكلف تركيا بمهمة التمثيل الرسمي عنها، ومعارضة الفنادق تتأرجح بين القرار التركي في الحضور أو عدمه من داخل غرف الفنادق في أستنبول  وسوتشي، بينما تشكيلة الرئاسية المختارة من قبل روسيا ضمت نصف أعضائها شخصيات وفد النظام، والنصف الآخر معارضة محسوبة على النظام. وشخصية مسيحية وآخرى تركمانية والبقية عرب، والغياب الواضح للمشاركة الكردية المتمثلة بالإدارة الفدرالية في شمال سوريا والتي قاطعت المؤتمر بسبب غزو التركي والمجموعات المتطرفة على عفرين.
إلى ذلك تأخر إفتتاح المؤتمر بسبب بعض الخلافات الروسية التركية وإنسحاب بعض المعارضة التي دفعت إلى أخذ الممثل الأممي " ديمستورا " لأخذ موقف المخالفة مع عقد هذ المؤتمر، وإن كان ذلك في بعض المواضيع المحددة. وشهد المؤتمر قطع البث المباشر والمخصص لنق افتتاح المؤتمر، وتعليق جلسة الافتتاح لساعات، وهو ما دفع ديمستورا إلى ربط وجوده بمشاركة المعارضة التي وقع بينها ووفد النظام والمعارضة المحسوبة عليها.
وحسب الخارجية الروسية إن إحدى مجموعات المعارضة وضعت شروطاً إضافية للمشاركة. بينما وجود علم النظام السوري على الإشارة المعلقة في قاعة المؤتمر أثار حفيظة البعض الآخر.

مقاطعة الإدارة الذاتية والإئتلاف

الإصرار الروسي كان ينصب في مجمله لمشاركة كل الطيف السوري ومن ضمنه الإدارة الذاتية في شمال سوريا كأحد أهم الأطراف المسيطرة على الأرض وعلاقات دولية، رغم الإعتراض التركي، إلا أن الاتفاق الروسي مع الأتراك في تسليم بعض المناطق الهامة من محافظة إدلب مقابل السماح لها بالتوغل في مقاطعة عفرين، كان دافعاً وراء موقع الإدارة الذاتية في مقاطعة هذا المؤتمر. حيث إن الجيش الغزو التركي يحاول بشتى الوسائل إحتلال مقاطعة عفرين، بعد إتفاق مع الجهات الروسية والإيرانية والنظام السوري، في ظل صمت أوروبي وتهرب أمريكي والتحالف الدولي لمحاربة الداعش والمنسق مع قوات سوريا الديمقراطية. وتستخدم تركيا الاسلحة الثقيلة والمدمرة، إلى جانب القصف بالطيران الحربي والصواريخ نتج عن وقوع العشرات من الضحايا والمئات الجرحى، بينما يشارك المجموعات المسلحة المتطرفة " درع الفرات " وبعض الفصائل الأخرى هذه الحرب ضد مقاطعة عفرين، حيث يشارك الجماعات المتطرفة بمجموعة تجاوز 25 ألف عنصر إلى جانب 20 الف عنصر من الجيش التركي. 
وتأرجحت مواقف المجموعات المتطرفة ومظلاتها السياسية المتمثلة بـ الائتلاف الوطني للمعارضة لتنصب في خانة الفائدة التركية التي تحرك هذه المعارضة وفق مصالح أمنها القومي، لا سيما بعد دفع المعارضة المسلحة والمجموعات المتطرفة في تسليم معظم مناطقهم داخل المدن الكبرى والأرياف إلى النظام السوري مقابل ترحيلهم إلى محافظة إدلب ومناطق السيطرة التركي في إعزاز وجرابلس والباب، والغاية منها إستخدام تلك المجموعات في محاربة الكرد بغية إعاقة مشروع الفدرالية لشمال سوريا وإعاقة تطوير هذه المنطقة الحيوية التي تحاول واشنطن فتح علاقات دبلوماسية معها.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!