ماذا بعد القلق الامريكي

 

- عاطف صبري

هل انتهى الشهر العسل التركي الامريكي قبل إن يبدأ يبدو أن التقارب الأمريكي التركي امر تكتيكي وليس استراتيجي لان الخلافات بين تركيا وامريكا كثيرة جدا تركيا اخر دولة انضمت الى الحرب ضد داعش اما الأكراد ابلوا بلآ حسنا في محاربة داعش بشهادة الغرب جميعا وليس الولايات المتحدة الأمريكية فحسب ونجحوا خلال أربع سنوات الماضية في القضاء على داعش وتحرير غالبية الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش  فيما فشلت العلاقات التركية الغربية خلال ستون عاما ضمن حلف الناتو وبالتالي هذا يعني وبشديد اللهجة ان تركيا تجاوزت الخطوط الحمر التي رسمت لها من قبل امريكا وهي عدم التعرض لحلفائها قوات سوريا الديمقراطية ان ما حدث وما يحدث ولاسيما في شرق الفرات يوحي بأن الكبار أمريكا و روسيا لم يصلوا إلى توافقات بالنسبه للحدود الشرقية والا ان يتم ذالك التوافق ستستغل تركيا بعض الثغرات وتحاول أن تمارس ضغط متجدد عل  قوات سوريا الديمقراطية الا ان حقيقة قوات سوريا الديمقراطية تعلم ان العبرة في الخواتم لان لديهم مشروع مستقبلي وخصوصا  مع الدعم الأمريكي علما ووفق تصريحات صدرت من قيادات أمريكية في وقت سابق ان للأكراد نصيب في ميزانية امريكا لعام  ٢٠١٩ اذا تركيا تعلم ان الرهان الغربي الأمريكي على الاكراد قائم ولن يزول لا اليوم ولا غدا علما انه لم يتم التوصل بعد الى اي توافق بين روسيا  وامريكا على الحدود الشرقية ان اعادة ترتيب الحدود هو الاهم ولذااك سنسمع دائمآ عن تسخين الجبهات مثل داعش ينشط في العراق وداعش ينعش في سوريا وهذا يدل على ان  ادوار داعش الجيوستراتيجية لم تنتهي بعد الى ان يتم التوافق الروسي الأمريكي مثلما حدث في الجنوب السوري وقد يكون هناك امل فيما يقال عن اجتماع مرتقب بين بوتين و ترامب وهنا اذا تم الاجتماع بالتاكيد سينتهي دور تركيا بالنسبة للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال سوريا  و لسوريا ايضا ولا سيما ان الجميع يعول على الاكراد في حماية الحدود السورية من العراق الى تركيا الى الاردن ولا ننسى ان هناك كلام كثير عن مستقبل بناء دولة كردية من العراق الى سوريا وهذا ما يخوف تركيا وايران بشكل كبير ولا سيما ان هناك ضوء اخضر من الغرب في بناء هذه الدولة على المستوى القريب وليس البعيد