ماذا وراء وجود قادة " الداعش " في مناطق الاحتلال التركي ومرتزقة الجيش الوطني السوري؟

komari
0

نقطة نظام: هيئة تحرير الجيوستراتيجي للدراسات

خلال 24 ساعة نفذت فيها القوات الأمريكية بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية عملية قتل أهم شخصين في تنظيم "دولة الداعش" زعيمها أبو بكر البغدادي والعشرات من قيادات المنظمة في قرية باريشا بريف إدلب حيث تسيطر القوات والاستخبارات التركية على المنطقة، والواقعة على بعد بضع كيلو مترات عن الحدود التركية، ومعاون زعيم الداعش المدعو أبو الحسن المهاجر في قرية عين البيضة بريف جرابلس – شمال شرقي حلب.
فالأول كان محصناً في قصر وسط القرية على الحدود التركية، برفقة العشرات من عناصره وعائلته ومجموعة من الاطفال، بينما الاخر أيضاً كان يعيش في قرية عين البيضة حراً طليقاً على بعد 15 كيلو متر جنوب الحدود التركية. 
ورغم إن المنطقتين تشكلان عصبة الاحتلال التركي وتواجدها الاستخباراتي في سوريا، وتقطنها مجموعات كبيرة من المسلحين الموالين لتركيا ويتبعون للإئتلاف المعارضة السورية، بالإضافة إلى أن القياديين معروفين في الداعش ومطلوبين عالمياً، ومع ذلك كانا يعيشان بشكل طبيعي في هذه المنطقة، ويتجولون فيها، ولو لم يجدا الظروف المناسبة لما أتخذتا هذين المنطقتين وبرعاية تركية والمجموعات المسلحة المتطرفة مكان الإقامة لهما.
هذه الحقائق تظهر لنا طبيعة الإرتباط الوثيق بين الداعش والمجموعات المعارضة المسلحة السورية في تلك المنطقة، وبمعرفة الدولة التركية التي تدير جميع هذه المناطق وتنتشر فيها استخباراتها، والسؤال المنطقي هنا: ترى كم إرهابياً بمستوى القيادة والقاعدة من الداعش تتخذ هذه المناطق مأوى ومسكن لهم برعاية الدولة التركية؟ في ظل تاكيد التقارير الاستخباراتية والإعلامية بوجود مجموعات كبيرة من الدواعش تم أستبدال اشكالهم من قبل النظام التركي ودمجهم في ما يعرف بـ الجيش الوطني السوري، وإن قوام هذه المجموعة تتغلب عليه العناصر المتطرفة، وهذا واضح من خلال طبيعة الجرائم التي ارتكبتها هذه المجموعات في عفرين ورأس العين وتل ابيض.
إن مقتل  البغدادي والمهاجر في مناطق الاحتلال التركي وبين المجموعات التي تسمى المعارضة المسلحة، لها دلالات أمنية كبيرة، ويدع تلك المجموعات امام إشارات التعجب والاستفهام بعد قيام تلك المجموعات بإرتكاب عمليات القتل والتصفية والاعدامات الميدانية بحق المواطنين الكرد، وهو ما يوضح لنا مدى توغل العناصر الإرهابية بين هذه المجموعات  المسلحة التي تحتل الشمال السوري برعاية تركية ودعمها وتسليحها، ويكشف لنا مدى الارتباط التركي الوثيق مع هذه المجموعات والأفراد التي تصرح وتمرح في المنطقة برعايتها.

والسؤال المنطقي هنا: هل ستدفع القوى الدولية إلى محاسبة تركيا لدعمها المجموعات المرتزقة في الشمال السوري والافراد الإرهابية التي تقود تلك المجموعات وتختبئ بين ظهرانيها لترتكب الجرائم بحق المدنيين؟

27.10.2019

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!