الدكتور محمد شحرور أنقذ الفكر الإسلامي من سجون التراث وقفز بالتفسير والفقه نحو العصرنة والتطور والحضارة الديمقراطية

komari
0


الحاجة إلى مجدد ومطور الفقه والتفسير الإسلامي بما يناسب مع عصرنة التطور البشري هو الدافع الأساسي في أطروحات المفكر محمد شحرور رحمه الله، ويمكن أن نسمي ذلك بإنقاذ الفكر الإسلامي الحضاري من سجون التراث الكلاسيكي الذي مني به الإسلام على طول الحاكمية الإسلاماوية خلال 1400 سنة، وما نراه حقيقة في فكر الدكتور شحرور هو قفزة حقيقية بالتفسير والفقه نحو العصرنة والتطور والحضارة الديمقراطية، وتقديم الإسلام على إنه حقيقة صالح لكل زمان ومكان. والدكتور شحرور هو على رأس القائمة التي جدد هذا الطرحه وقدمه للعالم من منطق معرفي وقراءة عميقة تتوافق مع حقيقة القرآن الكريم والرسالة المحمدية.
محمد شحرور (1938- 21 ديسمبر 2019) مهندس وباحث ومفكر سوري، وأحد أساتذة الهندسة المدنية في جامعة دمشق ومؤلف ومنظر لما أُطلِق عليه القراءة المعاصرة للقرآن . بدأ شحرور كتاباته عن القرآن والإسلام بعد عودته من موسكو واتهمه البعض باعتناقه للفكر الماركسي (رغم نفي جميع مؤلفاته لذلك. في سنة 1990 أصدر كتاب الكتاب والقرآن الذي حاول فيه تطبيق بعض الأساليب اللغوية الجديدة في محاولة لإيجاد تفسير جديد للقرآن مما أثار لغطا شديدا استمر لسنوات وصدرت العديد من الكتب لنقاش الأفكار الواردة في كتابه ومحاولة دحضها أو تأييدها. هذا وقد كسب محمد شحرور العديد من المؤيدين والمعارضين لأفكاره في العديد من البلدان.

حياته

ولد محمد شحرور بن ديب في دمشق عام 1938 من عائلة متوسطة حيث كان والده صباغا، أتم تعليمه الثانوي في دمشق وحاز على الثانوية العامة 1958 وسافر بعد ذلك إلى الاتحاد السوفيتي ليتابع دراسته في الهندسة المدنية، وتخرج بدرجة دبلوم 1964 من جامعة موسكو آنذاك ثم عاد لدمشق ليعين فيها معيداً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق حتى عام 1968. أوفد إلى جامعة دبلن بإيرلندا عام 1968 للحصول على شهادتي الماجستير عام 1969، والدكتوراه عام 1972 في الهندسة المدنية – اختصاص ميكانيك تربة وأساسات. عين مدرساً في كلية الهندسة المدنية – جامعة دمشق عام 1972 لمادة ميكانيك التربة، ثم أستاذا مساعداً. افتتح مكتباً هندسياً استشارياً لممارسة المهنة كاستشاري منذ عام 1973، واستمر يمارس الدراسات والاستشارات الهندسية في مكتبه الخاص في حقل ميكانيك التربة والأساسات والهندسة حتى سنوات حياته الأخيرة. وقدم وشارك في استشارات فنية لكثير من المنشآت الهامة في سوريا. له عدة كتب في مجال اختصاصه تؤخذ كمراجع هامة لميكانيك التربة والأساسات. بدأ في دراسة التنزيل الحكيم وهو في أيرلندا بعد حرب 1967، وذلك في عام 1970، وقد ساعده المنطق الرياضي على هذه الدراسة، واستمر بالدراسة حتى عام 1990، حيث أصدر الكتب التالية ضمن سلسلة (دراسات إسلامية معاصرة) الصادرة عن دار الأهالي للطباعة والنشر في دمشق.

مؤلفاته

أصدر الكتب التالية ضمن سلسلة (دراسات إسلامية معاصرة) الصادرة عن دار الأهالي للطباعة والنشر في دمشق:
الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة) عام 1990. (822) صفحة.
الدولة والمجتمع) عام 1994. (375) صفحة.
الإسلام والإيمان – منظومة القيم) عام 1996. (400) صفحة.
نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – فقه المرأة ” الوصية – الإرث – القوامة – التعددية – اللباس”) عام 2000. (400) صفحة.
تجفيف منابع الإرهاب) عام 2008. (300) صفحة.
وصدر له عن دار الساقي، بيروت – لبنان، الكتب التالية:
القصص القرآني – المجلد الأول: مدخل إلى القصص وقصة آدم) عام 2010. (359) صفحة.
الكتاب والقرآن – رؤية جديدة) عام 2011. (711) صفحة.
القصص القرآني – المجلد الثاني: من نوح إلى يوسف) عام 2012. (286) صفحة.
السنة الرسولية والسنة النبوية – رؤية جديدة) عام 2012. (229) صفحة.
الدين والسلطة – قراءة معاصرة للحاكمية) عام 2014. (480) صفحة.
الإسلام والإيمان – منظومة القيم) عام 2014 (336) صفحة.
فقه المرأة – نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي) عام 2015 (384) صفحة.
أمُّ الكتاب وتفصيلها: قراءة معاصرة في الحاكمية الإنسانية – تهافت الفقهاء والمعصومين) عام 2015 (464) صفحة.

وصدر عن دار بريل في هولندا، كتاب:
The Qur’an, Morality and Critical Reason – The Essential Muhammad Shahrur

مشروعه 

يتلخص بإعادة قراءة التنزيل الحكيم وفق الأرضية المعرفية لعصرنا، على اعتبار أن كتاب الله من حي لأحياء، وهو ما تركه لنا الرسول الكريم محمد (ص) عند وفاته، وأن كل ما كان بين أيدينا هو تفاسير واجتهادات توقفت قبل ألف سنة بأفضل الأحوال، ومهمتنا كمسلمين مؤمنين هي قراءة كتاب الله بعيون العصر، ومهمة الأجيال القادمة قراءته بعيون عصرها لا بعيوننا أيضاً.
ووفق هذا المفهوم، فإن أي قراءة قابلة للمراجعة والنقد، وهذا ما فعله الراحل مراراً وتكراراً بحيث أصدر عدة مرات تنقيحاً لكتبه عدل من خلاله رؤيته لبعض المواضيع، وهو رحمه الله دعا لاتباع منهجه في إعادة القراءة، وليس اتباع ما توصل إليه هو حرفياً دونما تمحيص أو تدقيق، وهو القائل: "أهم ما أريد إيصاله للقارىء أن هذه الرؤية هي إنسانية قابلة للنقد والمراجعة، وليست منزلة ولا مقدسة، وسأصل لهدفي إذا تمكنت من تحريك المياه الراكدة في المستنقع الفكري الذي نعيشه، لا أن يتم اتباعي اتباعاً أعمى دونما تفكير أو نقاش".
ونحن إذ نتابع طريق أستاذنا، نؤكد على الأسس التي وضعها، في أن الغاية هي تدبر كتاب الله كما يجدر به، عن طريق استعمال العقل، باحثين عن "صدق الله العظيم" فيما حولنا، فمنهجه رحمه الله يقوم على التفكير قبل أي شيء آخر، سواء أوصلك تفكيرك إلى ما توصل إليه أم لا، فليس بالضرورة أن تكون أفكاره كلها صحيحة.

قيل في رثائه 

خالد منتصر- الإعلامي الطبيب: يعد المفكر الراحل محمد شحرور مِن أهم مَن قدموا قراءة جديدة جسورة للنص القرآني 
سيد المختار عبد الله: رحل الدكتور شحرور بعد أن ألقى حجراً في بئر التراث الراكد فأحدث هزة وأربك من يعتقد أن التراث ثابت لا يُقرأ إلا بمنطق واحد ومن زاوية واحدة.. 
محمد ملاّك: الدكتور محمد شحرور حارب الوثنية الفكرية وعبدة التراث 
أشرف عاشور: الدكتور محمد شحرور كان أينشتاين الفقه الإسلامي 
إبراهيم كابان: الدكتور محمد شحرور أنقذ الفكر الإسلامي من سجون التراث وقفز بالتفسير والفقه نحو العصرنة والتطور والحضارة الديمقراطية 
أحمد عصير: الدكتور محمد شحرور حارب فقه العار وفتاوي الشنار 
حسام أبو حامد: الدكتور محمد شحرور يعني نصف قرن من هندسة التراث الإسلامي 
حسين شبكجي: رحيل رجل أحترم العقل 
حسن طالب: الدكتور محمد شحرور كان يحمل راية التجديد الحقيقي في الفكر الإسلامي

انتقادات

وجهت العديد من الانتقادات لأفكار الدكتور محمد شحرور، خاصة كتابه الأول الكتاب والقرآن، وقد صدرت عدة مؤلفات تنقد أفكار الدكتور محمد شحرور منها:
الحداثون العرب في العقود الثلاثة الأخيرة والقرآن الكريم - دراسة نقدية - د.الجيلاني مفتاح - دار النهضة، دمشق 2006
القراءة المعاصرة للدكتور شحرور - مجرد تنجيم/ كذب المنجمون ولو صدقوا - سليم الجابي - دمشق 1991
القراءة المعاصرة للقرآن في الميزان - أحمد عمران - دار النفائس، بيروت 1995
تهافت القراءة المعاصرة - د. منير الشواف - الشواف للنشر والدراسات، قبرص 1993
بيضة الديك - نقد لغوي لكتاب "الكتاب والقرآن" - يوسف الصيداوي - دمشق، سورية
القرآن وأوهام القرآة المعاصرة - م. جواد عفانة - دار البشير، عمان 1994

وفاته

أعلن حساب المفكر محمد شحرور الرسمي على تويتر والفايسبوك والموقع الرسمي عن خبر وفاته في مدينة أبوظبي  تاريخ 21 ونقل جثمانه إلى دمشق بناءً على وصيته ليدفن في مقبرة العائلة. 

يمكنكم تحميل وقراءة كتب المفكر الدكتور محمد شحرور في الروابط المرفقة

- الكتاب والقرآن

- الدولة والمجتمع

نحو أصول جديد للفقه الإسلامي ( فقه المرأة )

- تجفيف منابع الإرهاب

- القصص القرآنية - 1

- القصص القرآنية - 2

- السنة الرسولية والسنة النبوية

- الدين والسلطة ( قراءة معاصرة للحاكمية )
....................................... حمل من هنــــــــــــــــــــــــــــــا.............................

مصادر المعلومات: موسوعة ويكيبيديا والموقع الرسمي للدكتور محمد شحرور.

إبراهيم مصطفى ( كابان )
باحث وكاتب صحفي كردي سوري
رئيس تحرير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات/ ألمانيا

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!