الانكشارية وغلمان الثورة السورية

komari
0


المادة: تقرير إستراتيجي
الكاتب: بوزان كرعو
خاص: الجيوسترتيجي للدراسات 

تأسست قوات الإنكشارية في عهد السلطان مراد الأول (1362-1389) وكان للانشكارية تنظيم خاص بهم من خلال ثكناتهم العسكرية وشاراتهم ورتبهم وامتيازاتهم، وكانوا أقوى فرق الجيش العثماني وأكثرها نفوذاً ، هي قوات مشاة من النخبة بالجيش العثماني، شكلوا الحرس الخاص للسلطان / دروع بشرية / . 
اما تشكيل هذا الجيش فكان من اسرى الحروب من الغلمان و الاطفال القصر من الايتام التي يتم فصلهم عن ذويهم و اصولهم وهم من جنسيات مختلفة / اوربا ، البلقان ، روسيا / ، حيث كان يقوم بتدريبهم مجموعة من علماء الدين المقربين من السلطان من خلال تلقينهم دروس نفسية و روحية خاصة معتبرين ان السلطان هو الاب الروحي لهم و صنعتهم الاولى و الاخيرة الحروب و التضحية في سبيل تحقيق احلام السلطان و كانوا يمنعون من الزواج و بناء الاسرة .
لقد عرف هذا الجيش بكفاءتهم القتالية و تعطشهم للدماء و الحروب و كثرة عددهم و بسالتهم في القتال ، و قد كانوا اداة رخيصة في يد الدولة العثمانية ، نظراً لانعدام الروح الانسانية فيهم ولان لا معنى لبقائهم على قيد الحياة بسبب عدم امتلاكهم العائلة و الاسرة و المنزل ، حيث اختزل حياتهم بحياة السلطان .
كانوا يأخذون مكانهم في مقدمة الحروب و قلبها و يقف السلطان و اركان جيشه خلفهم و بفضلهم احتلت الدولة العثمانية اراض تقع خارج نطاق اراضي الاسلام ز المسلمين كما حصل في اجزاء من اوربا.

نهاية الانكشارية  

ان الاهتمام الكبير من السلطان بالفرقة الانكشارية التي تحولت رويداً رويداً الى مركز قوة نغصت حياة الدولة العثمانية و كانت سببا في تعرضها للكثير من حركات التمرد و القلاقل بعد ان انصرف زعماء الانكشارية الى التدخل في شؤون الدولة من خلال زج انفسهم في السياسة العليا للدولة من أمور الحكم و السلطان ، فكانوا يطالبون بخلع هذا و تعيين ذاك ، و يأخذون العطايا عند تولي كل سلطان جديد ، الذي اصبح حقا مكتسبا لا يمكن تجاهله مهما كانت قوة السلطان و إلا تعرض للإهانة من قبلهم .
و قد امتد هذا التدخل الى القتل و العزل مثلما فعلوا مع السلطان عثمان الثاني عام 1622 و خنق ابراهيم الاول عام 1648 ، استمر الانكشارية على هذا النهج حتى عهد السلطان محمود الثاني عام 1808 م الذي تعامل معهم باللين في البداية لاقناعهم بالانخراط في الجيش و نتيجة رفضهم قصفهم بسلاح المدفعية في سنة 1826 و التي ادت الى مقتل اكثر من ستة الاف قتيل . 

الانكشارية السياسية و غلمان الثورة السورية 

منذ اليوم الاول للثورة السورية ،استدرج اردوغان الرئيس التركي ، الاطراف السياسية المعارضة للنظام السوري الى اسطنبول لبناء انكشارية جديدة من غلمان الذين ركبوا على ظهر الثورة على خطى اجداده و لكن بطريقة عصرية ، اردوغان الذي بنى اسس لحكمه على نهج سلاطين بني عثمان من خلال اعتبار نفسه ولي امر الاحزاب المتطرفة ذو التوجه الراديكالي و على راسهم و جماعات اخوان المسلمين الارهابية التي انتجت / القاعدة و توابعها وصولا الى الدولة الاسلامية في العراق و الشام / وأنتشرت في معظم الدول العربية و الاسلامية . 

بداية تشكيل الانكشارية السياسية او حركة الغلمان  

طلبت تركيا من حلفائها الاسلاميين و الليبراليين و شخصيات كردية و تركمانية و اشورية النظام السوري الاجتماع في اسطنبول لإعلان اطار سوري جامع ، حيث اجتمعوا في 02 تشرين الاول عام 2012 و اعلنوا عن تأسيس المجلس الوطني السوري ، و الذي تكون من 310 عضوا من المكونات التالية : 

  • الحراك الثوري
  • كتلة المستقلين الليبراليين
  • إعلان دمشق
  • المنظمة الآثورية
  • الأخوان المسلمين وحلفائهم
  • ربيع دمشق
  • حركة العدالة والبناء
  • الكتلة الوطنية الكردية ويضم ( تيار المستقبل الكردي و بعض الشخصيات المستقلة و التنسيقيات )
  • الكتلة الوطنية
  • شخصيات مستقلة

ولأن هذا الاطار لم يكن شاملا و خاصة لعدم مشاركة الاطراف الكردية الفاعلة فيها / المجلس الوطني الكردي – مجلس شعب غرب كردستان / و خاصة مع تشكيل الهيئة الكردي العليا من المجلسين المذكورين الذي قد يشكل خاطرا على مصالح تركيا في المنطقة حسب رواية م تركيا مما دفعت بغلمانها في المعارضة الى تشكيل اطار اخر بدعم من دويلة قطر ، دعا المجلس الوطني السوري اطراف اخرى في نوفمبر 2012 وشكلوا ما يسمى الائتلاف الوطني السوري و الذي تكون من 63 مقعدا من الاطراف السياسية التالية : المجلس الوطني السوري والهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والمجلس الثوري لعشائر سوريا، ورابطة العلماء السوريين، واتحادات الكتاب، والمنتدى السوري للأعمال ، وهيئة أمناء الثورة، وتحالف معا، والكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، والمكون التركماني، والمكون السرياني الآشوري، تيار المواطنة ، منبر المواطنة ، الكتلة الكردية التي كانت تضم بعض المستقلين و تيار المستقبل الكردي . 

انضمام المجلس الوطني الكردي الى حركة الغلمان او الانكشارية السياسية : 

اتفق المجلس الوطني الكردي و الائتلاف الوطني السوري في 26 آب 2013 على مشروع انضمام الاول اليهم و تضمن ما يلي : 

- يؤكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية التزامه بالاعتراف الدستوري بهوية الشعب الكردي القومية، واعتبار القضية الكردية جزءاً أساسياً من القضية الوطنية العامة في البلاد، والاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعبا.
- العمل على إلغاء جميع السياسات والمراسيم والإجراءات التمييزية المطبقة بحق المواطنين الكرد ومعالجة آثارها وتداعياتها وتعويض المتضررين، وإعادة الحقوق لأصحابها.
- يؤكد الائتلاف أن سوريا الجديدة دولة ديمقراطية مدنية تعددية، نظامها جمهوري برلماني يقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل السلطات وتداول السلطة وسيادة القانون، واعتماد نظام اللامركزية الإدارية بما يعزز صلاحيات السلطات المحلية.
- تضمن سوريا الجديدة لمواطنيها ولكافة المكونات ما ورد في الشرائع والمواثيق الدولية حول حقوق الإنسان والحريات الأساسية والمساواة في الحقوق والواجبات دون تمييز في القومية أو الدين أو الجنس.
- سوريا دولة متعددة القوميات والثقافات والأديان، ويحترم دستورها المعاهدات والمواثيق الدولية 
- الالتزام بمكافحة الفقر وإيلاء المناطق التي عانت من سياسات التمييز الاهتمام الكافي في إطار التنمية، وتحقيق العدالة في توزيع الثروة الوطنية، والعمل على رفع مقدرات ومستوى معيشة المواطنين بمختلف شرائحهم ومناطقهم، وخاصة المناطق التي عانت من الحرمان في ظل نظام الاستبداد الحالي.
- تشكل سوريا الجديدة بنظامها المدني الديمقراطي ودستورها الضمانة الأساسية لكافة مكونات الشعب السوري القومية والدينية ونسيجه الاجتماعي
- كما شارك الأخوة الكرد في فعاليات الثورة السورية وأنشطتها من خلال التنسيقيات والقوى والأحزاب، فإنه ينبغي المشاركة الفاعلة والمميزة في إطار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريةوهيئاته، إضافة إلى التفاعل الكامل مع متطلبات المرحلة الانتقالية بما تقتضيه من تخطيط وإدارة ومشاركة على المستوى الوطني
- تلتزم القوى والأحزاب والشخصيات المنضوية في إطار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالسياسات والبرامج التي يتم إقرارها في مؤسسات الائتلاف وفي المقدمة منها البرنامج السياسي

- كما أن الثورة السورية العظيمة تبنّت علم الاستقلال كرمز سيادي لها، فإننا نتبنى اسم الدولة في عهد الاستقلال

- يعمل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على إقامة فعاليات وأنشطة تساهم في التعريف بالقضية الكردية في سورية والمعاناة التي مرّ بها المواطنون الكرد على مدى عقود من الحرمان والتهميش، بهدف بناء ثقافة جديدة لدى السوريين قائمة على المساواة واحترام الآخر
- يعمل المجلس الوطني الكردي على إعطاء الصبغة الوطنية لأنشطته وفعالياته من خلال دعوة ممثلي مكونات الشعب السوري كافة والحرص على مشاركتهم، والتواصل البناء مع باقي النسيج الوطني.
- العمل على إقامة برامج تدريب وورش عمل تضمن المشاركة المميزةللإخوة الكرد لغرض التفاعل بين الشباب السوري وزيادة التواصل وتعزيز التفاهم.
- هذه الوثيقة قابلة للتطوير حسب مقتضيات العمل الوطني وبموافقة الطرفين. 
- يُمثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بنائب للرئيس وعشرة أعضاء في الهيئة العامة. وينتخب اثنان من أعضاء الهيئة العامة من ممثلي المجلس الوطني الكردي في الهيئة السياسية.
- الحد الأدنى للتمثيل الكردي بحسب تاريخ هذا الاتفاق هو 14 عضواً. وإذا نقص العدد عن الحد الأدنى فيحق للمجلس الوطني الكردي ترشيح بديل ليصل العدد إلى الحد الأدنى المتفق عليه.
إن المرحلة المقبلة تستوجب توحيد جهود السوريين جميعاً، وتركيزها في إطار واحد لمواجهة النظام الدموي، وحماية شعبنا من بطشه وإرهابه، وإنقاذ سوريا من الطغمة التي استمرأت القتل والتدمير. 
وإن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والمجلس الوطني الكردي ملتزمان بالعمل معاً لحماية شعبنا والدفاع عنه وتأمين كل ما يُؤمِّن إسقاط النظام وبناء سوريا الجديدة التي تحمي مواطنيها وتصون حقوقهم.

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجلس الوطني الكردي 27.08.2013

وذُيل نص الاتفاق بملاحظة تضمنت "تحفظ المجلس الوطني الكردي على البند الثالث ويقترح بأن أفضل صيغة للدولة السورية هي صيغة دولة إتحادية، وسيعمل المجلس الوطني الكردي على تحقيق ذلك دون أن يشكل ذلك عائقا أمام انضمامه إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية .
وبذلك استطاعت الدولة التركية دق اسفين الخلافات بين اطراف الكردية في سوريا ، اذا ان رئيس الائتلاف و بعد توقيع اتفاقية دهوك 2014 بين المجلس الوطني الكردي و حركة المجتمع الديمقراطي ، وجه كلامه للمجلس الكردي بالقول " لن نسمح لكم ان تكون في النهار معنا و في الليل مع حزب الاتحاد الديمقراطي . 

تشكيل الانكشارية العسكرية الجديدة من غلمان الثورة السورية  

أعلنت وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة عن تشكيل ما يسمى “الجيش الوطني السوري " في تركيا بدعم و اسناد من الحكومة التركية يهدف الى محاربة القوات الكردية في شمال شرق سوريا و الدفاع عن وحدة تركيا و قد اعلنوا مراراً استعدادهم للذهاب الى جبال قنديل لمحاربة حزب العمال الكردستاني دعما لحلفائهم الاتراك . 
و في 20 كانون الثاني 2018 اعلنت تركيا عن حربها على الكرد و قواته في مقاطعة عفرين مستخدمةً مرتزقة ما يسمى بالجيش الوطني السوري " الانكشارية الجديدة " كرأس حربة تطبيقاً لخطط سلاطين بني عثمان في حروبهم عند استخدام غلمان الانكشارية . 
و كذلك في 09 اكتوبر 2019 اعلن اردوغان عن بدء حملته الثانية ضد كرد سوريا في سري كانية "رأس العين" و كري سبي " تل ابيض" باستخدام نفس المرتزقة " الانكشاريين الجدد " من الفصائل الارهابية التي شكلها اردوغان على انقاض تفكيك تنظيم داعش الارهابي من العناصر الذين هربوا الى تركيا . 
واخيرا كشف البرلمان التركي عن الغطاء الذي كان يتستر به تلك الفصائل الارهابية " الجيش الوطني " في الثاني من يناير 2020 بعد ان وافق على طلب اردوغان بإرسال تلك القوات الى ليبيا لمحاربة الشعب الليبي تنفيذا لأحلام العثمانية الجديدة و قد وصل بالفعل دفعات من تلك المرتزقة الى ليبيا من خلال مقاطع مصورة للمذكورين وهم يعيثون فسادا بعد أن وقعوا اسرى في قبضة عناصر خليفة حفتر .
وبذلك و من خلال ما ورد يمكننا القول ان الانكشارية الجديدة اكثر خطورة من القديمة ، كون الاخيرة كانت عسكرية فقط يتم استخدامهم كدروع لحماية جيش السلطان ، اما الجديدة تنقسم الى قسمين : سياسية و عسكرية ، العسكرية تقوم بنفس مهمة القديمة اما السياسية فهي اخطر من ذلك لنشر الدعاية الاعلامية لحكومة العدالة و التنمية و اعطاءها الشرعية في محاربة شعوب المنطقة .

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!