من قال بان النازية لا دين لها؟

آدمن الموقع
0

بقلم: عزالدين محمد
خاص: الجيوستراتيجي للدراسات

اثناء بحثنا في التاريخ النازي، وخاصة عن المستندات و القصص الخاصة باعتقادات هتلر الدينية. فنجد انه شخص لا يؤمن بالمسيحية ولا بمعتقداتها. ففي مذكرات يوزف غوبلز، ومذكرات ألبرت شبير، ومحاضر محادثات هتلر الخاصة التي سجلها مارتن بورمان في جدول حوار هتلر، هي دليل آخر على معتقداته المعادية للمسيحية، تسجل هذه المصادر عدداً من التصريحات الخاصة عن المسيحية والتي وصفها هتلر بأنها سخيفة، مخالفة للتقدم العلمي، ومدمرة اجتماعياً. ولكن لكي يكسب ود الناخبين ودعم الجماهير الالمانية اثناء رحلته في الصعود الى تشكيل دولته النازية ومحاربة الإلحاد الذي ربطه هتلر بالشيوعية والمادية اليهودية كان يغازل المسيحيين احيانا. ويعلن تأييده لهم.
واذا ما عدنا لسنوات حكمه الاولى روج الحزب النازي الالماني لفكرة المسيحية الجيدة او المسيحية الإيجابية وهذا النموذج كان ايضا يرفض التعاليم اليهودية.

وعندما وصل هتلر كليا الى الحكم و اراد القضاء على اليهود قام بطرح ايديولوجيته المعادية للسامية حيث حاول كسب كل المسيحيين عن طريق الخطب العامة حيث وصف المسيح في احد خطاباته بأنه "المقاتل الآري" الذي ناضل ضد "قوة الفريسيين الفاسدين" والمادية اليهودية. فبهاذا الوصف وكأن هتلر يقول للمسيحين هدفنا واحد وهو ان نقضي على هذه الاقلية التي بيننا. لنبني دولتنا القائمة على نقاء العرق الآري.
كما يذكر المقربين منه انه كان يقول لهم كثيرا ان عدم تهجمه على الكنيسة له دوافع سياسية وتكتيكة.و لكن الكنيسة التي مازالت حتى يومنا هذا تقوم بإلقاء جريمة قتل المسيح على اليهود. كان لها ايضا اطماعها في الدولة الجديدة. لذلك تحالف الاثنان على علاقة تكتيكية فيما بينهم.
البعض يقول انه الخوف. ولكن السؤال يبقى كيف يخاف من يريدون نصرة المظلوم و تحرير الإنسان ؟ هل يتم ذلك بقتل المظلوم؟ ام بالوقوف ضد الجاني؟. ربما بمجرد التفكير بهذه الأسئلة سيخطر على بالنا ان هدف الكنيسة هو السلطة، وهدف هتلر تنفيذ مخططاته التي عمل عليها لسنوات.

فباتت سياسة الاثنين في تكميل بعضهم الاخر

الدعم و اصوات الناخبين والجنود ، مقابل قتل اليهود في مجازر ممنهجة ومدروسة من قبل الزعيم السفاح. فأصبحت الكنيسة احد نوافذ البروباغندا الجديدة للايديولوجية النازية. و كان يتم إلقاء خطابات الكراهية في الكنيسة عن اليهود، وانهم قد قاموا بخيانة الالمان في الحرب العالمية الاولى وانهم المسؤولين عن قتل المسيح وانهم سبب الفقر والازمة الاقتصادية في البلاد. وان المسيح بنفسه قد حاربهم. وهنا نستذكر مقولة هتلر عن الجهاد ضد اليهود `بالدفاع عن نفسي ضد اليهود، اجاهد من أجل عمل الرب'. فكل هذه النقاط كانت، اولا" لتثبيت حكم السفاح، ثانيا" خلق صورة سيئة عن اليهود في المجتمع، ثالثا" تنفيذ جرائم القتل المنظم ضد اليهود او ما يعرف بالإبادة. وبالضبط هذا ما حدث. شاركت الكنيسة بأعمال الإبادة الممنهجة مع النازيين وجناحهم المخابراتي الخاص SS. وهنا نذكر ان قلة قليلة جدا من المسيحيين رفضت هذه الفكرة وهذه القلة اما ان اعتقلوا او قتلوا او اعفوا من مهام القس في الكنيسة. ونتيجة لمخطط هتلر ودعم الكنيسة العلني له ولإيديولوجية النقاء العرقي (الآري)، قتل ما يقارب الستة ملايين يهودي. وكانوا ضحايا لسفاح اكتسب المسيحية كدين وداعم له و لافكاره المجرمة. و هنا لكي لا يقول البعض بأنني اتهم الكنيسة، او انني اعاديهم. فهذه هي الحقيقة التي اعترفت بها الكنيسة بعد خسارة المانيا للحرب. 
واضمحلال الايديولوجية النازية المعادية للسامية.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!