التوزيع الديني واللغات في سوريا

آدمن الموقع
0

تمتاز سوريا بتنوع ديني ومذهبي، ووفق التقديرات الأميركية: 77 % من السكان مسلمون سنة، و 10 % علويين ومرشدية، و 9% من السكان مسيحيون من طوائف مختلفة، 4% دروز وإسماعيلية وشيعة اثني عشرية وإيزيدية.

السنة: يأتي المسلمين السنة في المرتبة الأولى كأكبر مذهب، إذ يغلب على سوريا مشهد الاختلاط والتمازج السكاني والطابع الإسلامي. ويتركز تواجدهم في المحافظات التالية: دمشق، حلب، حمص ، الرقة، درعا، دير الزور، الحسكة، واجزاء هامة من محافظة حماه والقنيطرة، وبنسبة أقل من العلويين في اللاذقية وطرطوس، ويشكلون أقلية في محافظة السويداء.
المسيحية: ينتشرون في دمشق وحلب والساحل وحمص وحماه وطرطوس والجزيرة، معظم المدن السورية يتواجد فيها نسبة من المسيحيين. ويتألفون من السريان والكلد والأشوريين والأرمن. 
علويين: ينتشرون في الجبال الساحلية للبلاد، ويشكلون الغالبية ضمن محافظتي اللاذقية وطرطوس، وأحياء صغيرة من حمص وحماه ودمشق، ولواء الإسكندرونة. 
الدروز: يشكلون الغالبية العظمى في محافظة السويداء، ويقدر نسبتهم بـ 3% من سكان سوريا. ينتشرون بكثافة في مناطق صلخد والقريا، ومركزهم التاريخي جبل الدروز ( العرب )، وأحياء جرمانا قرب دمشق، ومجدل شمس وغيرها في الجولان
اسماعيليين: وفق الإحصاءات نسبتهم بحدود 1% من إجمالي سكان سوريا. يشكلون عدد لا بأس به في ريف محافظة حماه، وبعض النواحي في محافظة طرطوس، وغالبية ساحقة في منطقة السلمية، التي تعتبر عاصمة الطائفة في سوريا والشرق الأوسط، والإسماعيلية فرع من المذهب الشيعي.
إيزيدية: طائفة كردية يتوزعون في مقاطعتي الجزيرة وعفرين، يبلغ تعدادهم وفق الاحصاءات المحلية 150,000.
الشيعة: نتيجة لفتح النظام السوري الابواب أمام عمليات التشييع عبر مراكز ثقافية إيرانية، أستطاعت من خلالها تشييع مئات العوائل السورية، وإقامة المزارات وأماكن العبادة المتعلقة بهم في عدة مدن، ومنها دمشق والرقة ودير الزور وحلب. بالإضافة لهجرة مئات العوائل الشيعية العراقية واللبنانية في فترة الثمانينات والتسعينات وسكنت في عدة مناطق داخل سوريا، ويمكن إحصاء مناطق سكنهم على النحو التالي:

دمشق - زين العابدين والجورة والأمين، ويعتبر حي الأمين أهم مركز للشيعة في سورية وفيه مسجدان الأول مسجد الإمام علي بن أبي طالب وحسينية يمتد نشاطها على مدار السنة، والمسجد الآخر مسجد الزهراء.حوش الصالحية ( زين العابدين) وهي بلدة صغيرة في الغوطة الشرقية وفيها مسجد وحسينية، ويوجد عدد كبير من الشيعة العراقيين في منطقة السيدة زينب وحولها الكثير من الحسينيات والحوزات العلمية.الجورة (حي الإمام جعفر الصادق) تقع بجانب باب توما، وفيها مسجد كبير هو مسجد الإمام جعفرالصادق وحسينية. و أيضاً فيها مدارس وجمعيات ومنتديات خاصة بالطائفة. 

حلب- بلدة نبّل: تقع شمالي حلب 22 كم، كل سكانها شيعة. الفوعة: وهي قرية شرق ادلب كل سكانها شيعة عددهم 15ألف نسمة. كفريا : تقع غرب الفوعة وأيضا سكانها شيعة عددهم 4 آلاف نسمة. معرة مصرين: تقع شمال كفريا ربع سكانها شيعة عددهم 4آلاف نسمة. 

حمص - يتوزع الشيعة على قرى كثيرة أهمها أم العمد.

درعا - يوجد حوالي ألف نسمة وتوجد أقلية مهاجرة من لبنان تمركزوا في عدة مناطق منها: الشيخ مسكين، نوى- مزيريب، المليحة، الكسوة.
توجد أقلية شيعية في الرقة ومنبج والباب ودير الجمال (منطقة أعزاز). وخلال الثورة السورية أستطاعت الكثير من العوائل الإيرانية والعراقي واللبنانية الشيعية التمركز في دمشق وحمص وغيرها كجزء من سياسة التغيير الديمغرافي.
اليهود: قبل الستينات القرن العشرين كان عددهم في سوريا عشرات الالاف وفق التقديرات المحلية، قبل أن يهاجر معظمهم في مطلع التسعينيات. وحسب التقديرات فإن المئات منهم لا يزالوا يقطنون في حلب ودمشق والجزيرة حصراً.

اللغات السورية وفق النسبة السكانية
العربية – الكردية - السريانية الاشورية الكلدانية- الأرمنية – الشركسية – التركمانية.
اللغات المضافة في المدارس والجامعات: الإنكليزية – الفرنسية- والروسية.

ظلت الدساتير السورية تركز على فرض عربية الدولة واللغة والثقافة على معظم المكونات الأخرى داخل البلاد، وقد جاء في المادة الثالثة من دستور 1920: ( إن اللغة الرسمية في جميع المملكة السورية هي اللغة العربية )، فيما ثبت بنفس الصيغة في المادة الرابعة من دستور 1950( اللغة العربية هي اللغة الرسمية )، وجاء دستور عام 1973 في ظل حزب البعث ونظامه القوموي بإضافات جديدة بعد أن ثبت بدوره نفس صيغة الدساتير السابقة في ان اللغة العربية هي الرسمية، حيث شرعت في الفصل الثالث منه على فرض الثقافة واللغة العربية كأساس للدولة والشعب دون الإشارة إلى وجود لغات اخرى، ولم يكن دستور عام 2012 أفضل حالاً من سابقها بل كرست فرض اللغة العربية دون الاشارة إلى وجود لغات سورية أخرى.
إعتماداً على تلك النصوص من الدساتير السورية المتعددة خلال 90 عاماً شرعن التيار العربي القوموي المتصاعد بعد عام 1959 جميع القوانين العنصرية التي تساعد في تذويب الثقافات الأخرى داخل البوتقة العربية، لتصبح ممارسة اللغة والثقافة الكردية المكتوبة والمقروءة في مرمى التجريم والعقوبة والاحكام القاسية امام محاكم أمن الدولة. بعد عام 2012 مع تحجيم نفوذ النظام وهيمنته وقوانينه في المنطقة الكردية بسبب الحرب الأهلية السورية، توقفت المشاريع العنصرية وعمليات التعريب الممنهجة، وبدء العهد الجديد تقلص وجود النظام ونفوذه، وإقامة إدارة ذاتية ديمقراطية التي اهتمت باللغة والثقافة الكردية، وبناء هيكلية جديدة وسلك تدريس كردي استطاع بعد عام 2014 تجاوز الكثير من الظروف والعوائق الناجمة عن المشاريع العنصرية السابقة للنظام، واصبحت اللغة الكردية رسمية في روجآفا – شمال سوريا، إلى جانب اللغة العربية. وهو ما فتح المجال أمام اللغات الأخرى كالسريانية والآشورية وغيرها في التمتع بالتدريس والتعليم بشكل أوسع، وبدأت الإدارة بفتح دورات لتخريج المعلمين والأساتذة وإدخال المنهاج الجديد للتدريس في الصفوف الإبتدائية ومن ثم الإعدادية والثانوية لتصل إلى فتح المعاهد والجامعات داخل المقاطعات في شمال سوريا. 
هذا التطور فتح المجال امام جميع المكونات الصغيرة بـ روجآفا – شمال سوريا في ممارسة ثقافتهم ولغتهم على كافة المستويات والمجالات في الإعلام المتعدد.
- اللهجة الكردية المتداولة في سوريا هي " الكرمانجية "، ويتحدث معظم الكرد في سوريا اللغتين الكردية والعربية، وبنسبة تتجاوز 7% يتحدثون التركية، بالإضافة إلى شريحة واسعة من الطلاب يتحدثون اللغة الإنكليزية. بالتالي اللغات المتداولة في الشارع الكردي هي 4. 

- فيما نسبة كبيرة من الكرد القاطنين في المدن الداخلية السورية " حي الأكراد بدمشق – جبل الأكراد باللاذقية – قرى الكردية في ريف حماه " وبعض الشرائح في مناطق الشهباء وريفي جرابلس وأعزاز باللغة العربية، ولا يجيدون التحدث باللغة الكردية بسبب عمليات التعريب التي تعرضوا لها.

- يتحدث معظم العرب لغتهم الأم دون وجود لغة ثانية، ونسبة تقريبية 10% منهم يتحدثون الإنكليزية، خاصة الطلبة والجامعيين وأصحاب الإختصاصات. ويتألف المجتمع العربي في سوريا من لهجتين رئيسيتين وعدة لكنات، فالمناطق " دير الزور - الرقة - الحسكة - منبج وصولاً إلى أطرف حلب الشرقية والجنوبية والبدو في تدمر وأطراف حمص ودرعا والقنيطرة يتحدثون اللهجة الـ شاوية بشقيها الأردني والعراقي، بينما المناطق الأخرى من سوريا يتحدثون اللغة العربية المشتقة من الآرامية، وتحتوي اللهجات العامة السورية على مفردات سريانية وآرامية. نسبة متوسطة من المكونات "السريان كلد آشور- الأرمنية – الجركسية – التركمانية" يتحدثون بالغتهم الأم إلى جانب اللغة العربية، فيما نسبة ليست بقليلة يتحدثون اللغة العربية فقط.

للإطلاع أكثر على هذه المادة حمل كتاب: ( طريق الحل - المكونات السورية وسبل العيش المشترك ) مجاناً، بالضغط على:


إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!