هل سيسلم أردوغان الباب للروس بعد مرور الغاز الروسي إلى صربيا وبوسنا والهرسك من تركيا؟

آدمن الموقع
0
فريق التحليل الإستراتيجي في شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
بدأ يوم أمس توريد الغاز الروسي عبر الأراضي التركية إلى صربيا والبوسنة والهرسك، حيث يتم نقل الغاز من روسيا عبر خط أنابيب الغاز البحري "السيل التركي"، ثم عبر أراضي تركيا، ثم عبر منظومة نقل الغاز الوطنية في بلغاريا، حيث يتم نقله إلى صربيا، وهناك يتم توزيعه على المستهلكين في دول الشراء. ويبلغ طول المقطع 403 كلم، وقدرته التصميمية 13.9 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
تظهر هذه الاتفاقيات الاخيرة مدى توجه العلاقة الحميمية بين النظام التركي والروس في المجال الإقتصادي والاسلحة وكذلك النفط والغاز. ولعل نتائج الاتفاقيات التي تمت في أذربيجان وليبيا بين الطرفين، وألحقت بها هذه الاخيرة، إنما تنذر بواقع جيوسياسي جديد في المنطقة، وإن النظام التركي لا يمكن له أن يتراجع عن هذه الاتفاقيات البديلة عن الإعتماد الكامل على العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإن التشبث الروسي بالوضع السوري هو جزء من التنازل التركي عن الملف السوري للنظام السوري، وبالتالي إن النتائج على الأرض في سوريا وما يتم من صفقات بين النظامين التركي والسوري إنما هي جزء من الاتفاقيات بين الطرفين.
أستمرارية الصفقات بين الطرفين
كثيراً ما دخلت تركيا مع الروس لصالح النظام السوري في صفقات تبين إنها تمت على حساب الشعب السوري، لا سيما الجزئية المتعلقة بالمعارضة المرتهنة في الحضن التركي، بشقيها السياسي "الإئتلاف الوطني" ومجموعاتها المسلحة " الجيش الوطني – بقايا الداعش" الذي يتحكم فيه فرقة سلطان مراد التركمانية. 
ومع كل صفقة تتقارب أنقرة من دمشق، وبرعاية روسية وإشادة إيرانية، لدرجة، ولعل تسليم بعض مناطق محافظة إدلب إلى النظام السوري تمت بشكل منظم، حيث بدأت أحجار الديمنو تتساقط بعد إتفاق النظامين السوري والتركي أبتداءً من حلب وحمص وصولاً إلى ريفي دمشق ودرعا وسحب المجموعات المسلحة إلى الشمال السوري، ليتم تدريبهم وتسليحهم مجدداً وتصفيتهم لصالح المصالح التركية الخاصة مقابل تسفير والتخلص من أية مجموعات وشخصيات مسلحة كانت موجه ضد النظام السوري.
المحصلة
من المؤكد إن معظم المناطق الاستراتيجية التي بقيت فيها المجموعات المسلحة التابعة لتركيا ستكون جزءاً م الصفقات التي ستضحي بها تركيا لصالح تعميق العلاقة وتكريس المصالح مع الطرف الروسي، وقد يكون دافع هذه التطورات هو تقارب النظام التركي مع النظام السوري في أقرب وقت ممكن، وقد يكون هناك تبادل الزيارات السرية والعلنية بين الطرفين، وعربون هذه العملية ستكون مناطق جديدة يتم التضحية بها من قبل النظام التركي، وبالطبع في ادلب عملية استلام وتسليم مستمرة، إلا إننا نتوقع هذه المرة في منطقة الباب، قد يتم تسليمها أو اجزاءً منها للنظام السوري، مقابل السماح للنظام التركي للمجال الجوي في عين العيسى، مع التأكيد إن النوايا التركية لن تحقق لأن مناطق شرق الفرات لديها حساسية بالنسبة للتواجد الأمريكي، وبالتالي تركيا بحاجة لموافقة أمريكية في التحرك لأي معركة جديدة شرق الفرات. أو ربما يتم تسليم الباب بتمثيلية بعد الاتفاقيات الروسية - التركية والنظام السوري، وخاصة في الملف الغاز الاخير. 

02.01.2020

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!