(رواية المجنون) لـ عواس علي

آدمن الموقع
0
تقرير : خبات محمد علي/ كوباني
خاص/ شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
صدرت حديثا رواية ( المجنون) لـ عواس علي عن دار آفا للطباعة والنشر، وتم إقامة حفل توقيعه في مركز باقي خدو للثقافة والفن بمدينة كوباني
رواية المجنون تقع في /570/ صفحة، من القطع المتوسط، وتدور أحداثها بالشمال كما أسماه الكاتب لتنتقل إلى دول أوربية ثم عربية ثم يعرج الكاتب إلى أحداث في" ليبيا" ويسلط الضوء على الصراعات الإيديولوجية، والدينية، وما أنجب تزاوج السياسيات، والتي يرويها على لسان أبطال روايته، والتي ترافقه فيها جمالية المفردة أينما حل.
في الرواية أحجام مختلفة لأشخاص متعبين يركضون ولا ينظرون خلفهم، مطاردون من كل الجهات التي تتشابه في الشرق الأوسط. يدلقون ألسنتهم متعبين قد يسعفهم الزمن فينظرون خلفهم يتفقدون خيباتهم المتتالية و القليل من الحب الفاشل. يعدون عشاقهم بالرقص عراة تحت المطر على تخوم وطن يحلمون به. يستنشقون ريح الشمال المفعمة برائحة الشيح و النعناع البري فيستدلون على بعضهم البعض يتجندون و يعتلون حقائب طافحة و عامرة بصور لبعض الأمكنة المركونة باحتشام في جهة ما من ذاكرتهم، و قد نعثر فيها على صور لأشخاص غادروا على عجل، كالحزن جميلين طيبين.
طالما لكلّ بلد دنكشوته الخاص، نجد في رواية المجنون دنكشوت الجهة على صهوة حصانه يقارع الأعداء، يبسطهم على قفاهم بمطرب سيفه الأثلم...
المجنون رواية مزدحمة بالعقلاء، المجانين، العابثين والثائرين.
في الرواية يكون المجنون، هو الإنسان الوحيد، الذي يتكلم بالحرية المطلقة، وهو الوحيد القادر على إسعاد نفسه، ولديه لذة خاصة في الحياة، لذلك قيل "ما لذة العيش إلا للمجانين"
عملٌ روائيٌ بكرٌ بشكله وصوره وأحداثه، شجون وحكايات وتمرد،وذكريات ،وثورة،وجزئيات من حياة يومية،لقرى وجبال نساها الزمن،وتركها الإعلام،ولم يعرف عنها العالم المتحضر إلا ماتحدث عنه المارة من المستشرقين، والباحثين، وظفت فيها أحداث جمعها الكاتب من إرثه الاجتماعي، حيث البيئة البدوية التي ورثها الكاتب، ويتجلى ذلك في مفردات الرواية الجزلة، والتي وظفها أحسن توظيف، وبدت فيها كرصائع تزين تلك اللوحة التي حملها بين يديه بكل ثقة، وبيئة والده القادم من الشمال حيث الجبال وحكاياتها وإرثها الاجتماعي، البيئة الكردية وتقاليدها،وأفكارها، وأوهامها التي استُغلت لتظهر المفاجأة للقارئ في أحداث عدة،كما تضمنت نقل صراعات بعضها ماض ،وبعضها الآخر قائم ، ثم تبدو الصورة أكثر تألقاً، في جل ما احتوت من أحداث، الحدث فيها مركب حيث يمكنك استخراج العديد من القصص منها دون تكلف أو تشابه. 
أسلوب الكاتب غير تقليدي لجهة الحدث المبعثر الملفوف بعناية العارف والداري والمتخصص،حيث تجد فيها عبد الرحمن منيف في مدن الملح ،والآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى في الحديث عن السجون والشرق والصراعات فيه ،وتجد موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح في الحديث عن الرغبة بمجتمع يأخذ الجنس والغيرة والشك شطراً كبيراً من حياة مجتمعه. 
"بطل الرواية"دينك" المجنون الذي يظهر في قرية جبلية في الشمال اسمها"تل الرماد" حيث يظهر بعريه الذي يزرع الشك والغيرة في قلوب بعض رجال تلك القرية. من خلالها يتم سرد واقع المجتمع الكردي الريفي دينك هو ذاته محمد صالح المطار من كل الجهات الكردي الفار من وجه العدالة السلطوية, وحيث "ريما" التي ركنت قلبها للزمن وغموض الحدث الذي يجد فيه القارئ صوابية اختيار الكاتب له ؛عندما ينتهي من قراءة الرواية،يمسي متوجساً بكل ما يحيط به ليس إلا حالة من التناقضات الحب، الحرب ،الثلج والنار،القصف والمشافي ،لكن العشق الأزلي يبقى بين روح الكاتب وأنفاسه، ليرسمه بريشة الفنان البارع،الحكيم الذي علمته التجربة ذلك" العشق يا صاح يشرب الإنسان كما تشرب الشرفات نور الصباح الدافئ، عندما تستأنس بروحك فاعلم أنك عاشق." سرد واقعي لأحداث كوباني وداعش والثورة السورية المنحرفة عن مسارها.

01.01.2021

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!