الخبز والمازوت وتطوير الظروف المعيشة في منطقة الادارة الذاتية بشمال شرقي سوريا/ روج آفا

آدمن الموقع
0
فريق التحليل الإستراتيجي في شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
للحرب أوجه كثيرة، وأعظمها تتسبب في الخراب والقتل، وتدمر البنية التحتية، وتكون الدافع الأول للتهجير الناس والفقر، الوليدتان من رحم الحصار الذي يمارسه القوي على الضعيف في ظل المواجهات. وهو المؤثر الاعظم (أي الحصار) الذي يفرز عن أية نزاعات. وإن كان تدفق الهجرة - والتهجير المتعمد إلى منطقة لا تملك المقومات الإقتصادية المتينة، فإنه يتسبب بفقدان أدنى الظروف المعيشية المطلوبة، لأن إلتهاء دولة كسورية بمجريات الحرب الاهلية، أو " منطقة الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا/ روجآفا" كنموذج، بحجم ما تحيط به من تهديدات، والمواجهات المستمرة، من شأنها تضعيف قدرتها وإمكانياتها مهمة كانت قادرة  وقوية، وما يحصل في منطقة الادارة تتأثر بطبيعة الحال بالوضع السوري العام، لا سيما وإن كانت المنطقة برمتها تعاني من مشاكل اقتصادية جما. فالدولة السورية ككل أصبحت مدمرة اقتصادياً بفعل العقوبات الدولية، وآخرها قانون قيصر، وأستنزاف النظام كافة القدرات الاستراتيجية للدولة السورية في مواجهة المعارضة المسلحة والمدعومة من تركيا، والتي بدورها تعمل على تمكين الامن القومي التركي على حساب وحدة سوريا ومستقبلها وإقتصادها. قطبي سوريا يتعاركون على الحكم، وتستخدمان في حربهما كافة المجموعات الارهابية والمرتزقة والكتائب الطائفية، وبنفس الوقت يتفقان على محاربة الشعب الكردي ومنطقة الادارة الذاتية، حيث إن النظام التركي يقود حرب ازلية ضد الكرد حول العالم وفي الشمال السوري، والمعارضة السورية بما انها تحولت إلى مرتزقة بالشكل والمضمون فهي أيضاً تناغمت مع الاطماع التركية، وهذا ليس ببعيد عن المشاريع النظام السوري المعادية للشعب الكردي، وتدعمها بطبيعة الحال النظام الإيراني، أي ثلاثي الشر في الشرق الأوسط. 
الاسباب الموضوعية
مطامع النظام التركي في المنطقة الكردية السورية، كسبت نسخة استخباراتية مصغرى في ذهنية جميع المجموعات المسلحة السورية المسيرة، والتي تعمل تحت يافطة الجبهة التركمانية وحركة أخوان المسلمين وذيولهما " بقايا الداعش والقاعدة" في المناطق المحتلة من الشمال السوري، وبما إن ذلك توافقت مع أهداف النظام السوري في محاربة الادارة الذاتية، فإن استمرارية المواجهات على طول الحدود بين منطقة الادارة الذاتية المحررة والمحتلة من قبل هذه المجموعات والاتراك، بالاضافة إلى التنسيق بين هذه المجموعات وجماعات النظام السوري وايران عملياً برعاية تركية ومباركة روسية، انتج عن منظومة شاملة ومتحركة لمحاربة الادارة الذاتية، وبذلك يجب أن ندرك تماماً إن هذه الحرب لن تتوقف خلال الفترة القادمة، وبالتالي على الادارة الذاتية خلق بديل اقتصادي لتطوير امكانياتها بالاضافة إلى ما تملكها الان من مقدرات في مواجهة هذه الحرب المستمرة، وخاصة الجانب العسكري والآمني والذي يكلف الكثير من امكانيات الادارة الذاتية، ويشكل الضغط المتزايد على كاهلها.
الوضع العام
إن الظروف المعيشية في الشرق الأوسط ككل غير مستقرة، وهذا يعني تأثيرها بشكل مباشر على المشهد السوري وضمنها منطقة الادارة الذاتية، وبذلك المعضلة تكمن في فقدان المواد اللازمة للمعيشة، والتي تصعب تأمينها بسبب الحصار، وعملية الشراء بأسعار مرتفعة من الخارج مقابل الأمكانيات القليلة للمواطنين الذين لا يطيقون هذه الأسعار، مقابل عدم وجود وارد مالي يوفر لهم امكانية شراء، أي بمعنى يتطلب العمل على توفير انتاج محلي، لكافة المواد، إلى جانب بناء معامل ومصانع تساعد على تحويل هذه المواد وفق المعايير الصحية إلى أغذية لتغطية احتياجات السوق، ومقابل اسعار معقولة ومتوافقة مع الوضع الاقتصادي.
حيث وجدت هذه الادارة منذ نشأتها قبل 8 أعوام بنية تحتية مدمرة بفعل مشاريع النظام البعث الشوفيني، وحصار مطبق وشديد من قبل الدول التركية، وبشكل جزئي من النظام السوري. على إن الدولة العراقية بدورها تتناغم مع السياسات الإيرانية التي تخوض أيضاً صراعاً مريراً وغير معلن ضد الادارة الذاتية بسبب العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا مع قوات سوريا الديمقراطية.
محصلة الحلول والمعوقات
مقارنة بين الظروف التي تعيشها منطقة الادارة الذاتية، ومناطق سيطرة المجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي، أو مناطق سيطرة النظام السوري، سنجد منطقة الادارة هي الاكثر انتعاشاً وأمناً من حيث توافر الظروف المعيشية والأقل تعرضاً للصدمات الداخلية، حيث تشهد مناطق سيطرة المجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي وبشكل يومي مواجهات عنيفة بين المجموعات المسلحة على السرقات أو السيطرة، بينما فقدان الحاجيات اليومية إلى جانب الانهيار الاقتصادي تخنق مناطق النظام، فيما تغرق منطقة الادارة الذاتية بالوقود والحبوب، وهما القوة الاساسية لتأمين رغيف الخبز وتشغيل الآليات، ويفقدانها مناطق النظام والاحتلال التركي، وهذا يعني البنية الاستراتيجية لتطوير الاكتفاء الذاتي موجود، حيث يمكن التوجه نحو الزراعة والتي بدورها توفر الكثير من الحاجيات اليومية للمواطنين.
إذا لماذا تشهد منطقة الادارة الذاتية في بعض الاوقات شحاً في مادة الخبز والمازوت؟ إذا كانت موجودة؟ فهل تفقد هذه الإدارة إلى يد الخبرة التي تعرف كيف تدير هذه الموارد؟
بالتأكيد هناك اسباب جوهرية لهذه المشكلة، ولا يمكن أن يكون الفساد الاداري هو السبب الرئيسي، لأن المادتين في منطقة الادارة الذاتية نسبتها كبيرة، وتكفي لتوفيرها طيلة العام، إذا لماذا هناك نقص حاد في بعض الاوقات؟ هل هذه المواد يتم بيعها للنظام السوري أو مناطق المجموعات المسلحة للاحتلال التركي، بيد التجار؟.

إن تفاقم مشكلة فقدان المادتين " الخبز والمازوت " بعض الاحيان، تشكل لدى المواطنين هواجس كبيرة، وتساهم ذلك في نشر الكثير من الاشاعات حول المؤسسات المعنية في الادارة الذاتية، مما يتطلب البت في بناء مشاريع اكثر انتاجاً، وتحركاً أكبر لتفادي هذه الأزمة. وذلك يعزز ثقة المواطنين بمؤسسات الادارة الذاتية، ويخفف من عبئ الظروف الامنية والعسكرية والمواجهات الحربية المستمرة، وتقوي الجبهة الداخلية أمام التهديدات الارهابية التي تحيط بمنطقة الادارة الذاتية.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!