فريق التحليل الإستراتيجي في شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
لا يمكن تصديق ما يروجه إعلام الإئتلاف ومجموعاته المسلحة التابعة للاحتلال التركي، والنظام السوري، وهم يتحدثون عن التحضيرات والحشود من من الطرفين وداعميهما حول إدلب، في نقطة جبل الزاوية أو حول الباب، لأن ما يحصل هو جزء من الاتفاق الذي يتم تطبيقه بين النظامين "التركي – السوري" برعاية روسية ومباركة ايرانية، في تسليم مناطق جديدة إلى النظام السوري، حتى يتم بموجبها اعادة العلاقات بين رجب طيب اردوغان وبشار الاسد.
نعتقد، إن بناء قاعدة عسكرية تركية بقرب عين عيسى سيقابله تنازل النظام التركي لمنطقة معينة في غرب الفرات لصالح النظام السوري، لأن العملية بمجملها تسير وفق هذا الاتفاق الذي بدأت شراراته العلنية حول بلدة عين عيسى، إذ أن جميع التطبيقات العملية على الأرض الواقع بين الطرفين كانت تتم من خلال الوسيط الروسي، فيما الان أصبحت بتنسيق مباشر بين الطرفين، ويمكن فهم ذلك من خلال استخدام الطرف الروسي للمحتل التركي في الضغط على قوات سوريا الديمقراطية من اجل تسليم بلدة عين عيسى إلى النظام السوري.
الأحداث على الأرض كشفت مدى تورط المجموعات المسلحة التي يديرها الاحتلال التركي ومظلتها السياسية الإئتلاف السوري المعارض، في عملية تنفيذ أجندات نظام الاسد في المنطقة، وبالتالي تحولت الكتائب التركمانية والعربية الذات الخلفية الإسلاماوية إلى اليد الضارب لتطبيق مشاريع النظام السوري في إعادة سطيرته على كامل سوريا.
نتائح وخيارات
شهدت ادلب خلال الشهور الماضية عملية تسليم المناطق كل فترة زمنية محددة، بموجبها انسحبت المجموعات المسلحة من المناطق الاستراتيجية في جنوب إدلب وكامل الطريق الدولي M4، وسحب الاحتلال التركي هذه المجاميع وخيرهم بين ثلاث جبهات، الإلتحاق بالمسلحين في ليبيا، كخيار أساسي عمل على تكريسه النظام التركي خلال المرحلة الأولى، أو الإنضمام إلى الكتاب المقاتلة على الأرض شرق الفرات، مقابل توطين اسرهم وتمليكهم للأراضي والبيوت والمحلات، وكانت هذه الخاصية من حصة العناصر التركمانية وبقايا الداعش الأجانب، مع أستخدام عرب السنة في الخط الأول للجبهة بغية التخلص منهم وانجاز عملية احتلال المنطقة، وطبعاً تحققت ذلك كما خططت لها الاستخبارات التركية. فيما تم توجيه البقية من العرب السنة، مهاجري المناطق السنية الداخلية إلى اذربيجان، وإقحامهم في النزاع الأذري – الإرميني، وطبعاً الحضور الروسي هناك ساهم في ذلك حتى تحولت هذه المجموعات إلى مرتزقة بيد الروس وبإدارة النظام التركي. فيما الخيار التركي الرابع والذي يتم التحضير له هو إستخدام المرتزقة السوريين في النزاعات الدولية، ومنها تهديد أوروبا بهم، وهناك تقارير تتحدث عن تجندي المئات منهم بين اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية، بالاضافة إلى ارسال بعضهم إلى كشمير للسيطرة على المجاميع المسلحة الكشميرية هناك بغية التحكم بها والدخول في صفقات مع الطرف الهندي، وإرسال البعض الاخر إلى صومال ومناطق أخرى في شمال أفريقيا، وخاصة المجاميع المتطرفة التي لديها أصول وتواصل مع الحركات المتطرفة هناك.
03.01.2021