- إنتاج " شبكة الجيوستراتيجي للدراسات "
من الطبيعي إن الإدارة الأمريكية الجديدة بصدد مراجعة شاملة لسياسات إدارة ترامب التي شوهت سمعة الولايات المتحدة الخارجية، لا سيما المتعلقة بالوضع السوري والتواجد الأمريكي العسكري والدبلوماسي في منطقة الادارة الذاتية.
ومن الواضح إن إدارة بايدن بصدد طرح إستراتيجية جديدة في التعامل مع الوضع السوري، وإعادة بنائها على أساس إن الحضور الامريكي كقوة اساسية مؤثرة في الوضع وليس مجرد حرس لبضع آبار نفط، .
وهذا يعني إلغاء الاسلوب والكيفية السابقة، حيث أستخدمت إدارة ترامب سياسة السيطرة على منابع النفط في شرق سوريا، وعقد صفقة مع الطرف التركي في احتلال مناطق رأس العين/ سري كانيه، وتل أبيض/ كري سبي، بعد الانسحاب العدد الاعظم من القوات الأمريكية والتخلي عن الشركاء الكرد وقوات سوريا الديمقراطية..
كانت هذه السياسات مسار جدل لدى جو بايدن الذي تحدث كثيراً حول السياسات الخاطئة لترامب، والمتعلق بالتخلي عن الكرد وقوات سوريا الديمقراطية الذين هم أفضل الشركاء للولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي في هزيمة منظمة الداعش.
إن قضية السيطرة على مواقع النفط في شرق سوريا دون مواقع أخرى في سوريا، كانت جزء من السياسات التي خصت ادارة ترامب، ومن الطبيعي ان تتغير تلك السياسات في عهد بايدن، وهذا يعني إن حماية مواقع النفط تقع على عاتق قوات سوريا الديمقراطية، وبالتالي إن الحاق تهمة سرقة النفط بالامريكيين تصبح غير منطقية. لأن الجزء الذي يتم إستخراجه بيد السوريين يصرف على السوريين .. وعملية بيعها من قبل الادارة الذاتية لأي طرف إنما بمحض إرادتها ..
وبعد أن اكدت بنتاغون إن حماية النفط تقع على عاتق قوات سوريا الديمقراطية، فإن عملية الحوار بين الادارة الذاتية والحكومة السورية ممكنة.
عملياً إن الأمريكيين لا يتركون المنطقة للتمدد الإيراني والتوسع الروسي وعودة النظام السوري، وهذا يعني إن سيناريو الانسحاب الأمريكي من سوريا غير منطقية بالمطلق.
