تأجيج الصراع الكردي الكردي بين الديمقراطي والعمال الكردستانيين

آدمن الموقع
0
خاص/ فريق التحليل في شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
عندما لا تكون المصالح القومية العليا مسألة إستراتيجية لدى الاحزاب الكردستانية في الاجزاء الأربعة، فإن العلاقات الكردية - الكردية تبقى ضمن الاتفاقيات الوقتية، ورهن السياسات والظروف الإقليمية، والأهتزازات والاستمالات السلبية قبل الايجابية. 
وبما إن المحيط الكردي غير مساعد لأية تهدئة بين أخوة الدم والأرض، فإن مصير العلاقات الوقتية رهن الانخفاض، وكثيراً ما تتسم وتستبدل بالمواجهات المتعددة، وإن كانت الصراعات الإعلامية بين الطرفين الكرديين " الديمقراطي الكردستاني - العمال الكردستاني "، على أوجه، إلا أن ذلك له تأثير مباشر على التحركات الميدانية، لأن الإعلام الموجه والحزبي ساهم بشكل مباشر في زيادة التعبئة السلبية لتوجيه الخلافات نحو مزيداً من التعقيد- والصدام.
أكبر مشكلة يعانيه الكرد هذه الايام هو ضياع بوصلتهم السياسية، لا سيما وإن النزاعات البينية هي جزء من المخططات المكشوفة للنظامين التركي - الإيراني، ووكيليهما في دمشق وبغداد، والهدف هو إعاقة أي تطور للقضية الكردية في العراق وسوريا، وذلك إيضاً يبعث للقوى الدولية ومنها الغربية رسائل التمعض والتراجع عن تقديم أي دعم لتطوير الادارتين الكرديتين في العراق وسوريا.
مشكلة حركة التحرر الكردية في العراق وتركيا تستخدم اجنداتها الحزبية الخاصة في المنطقة الكردية بسوريا، وهو ما نجده بشكل واضح في مستوى الصراع الموجود بين الاحزاب الكردية في سوريا، حيث تتبع القوتين المركزيتين " المجلس الوطني الكردي - حزب الاتحاد الديمقراطي " لتأثيرات حزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، وبالتالي إن تصاعد أي صراع بين الطرفين على المستوى الكردستاني العام ستكون لها انعكاسات سلبية مباشرة على الإدارة الذاتية من طرف، وتحركات وخيبات المجلس الوطني الكردي.
أصل الاشكالية بين الطرفين ( النسخة المستحدثة من الخلافات )
يعتبر الديمقراطي الكردستاني إن المساحة النضالية المنطقية لحزب العمال إنما المنطقة الكردية داخل تركيا، وهو ما يرفضه الثاني ، ويؤكد إن أجزاء كردستان الأربعة مكان ومجال لنضالها وتواجدها، وتعلل في ذلك تحركات الثورة البارزانية في أجزاء كردستان على المستوى العسكرية، وكذلك الاجنحة السياسية الموجودة وتتبع للحزب الديمقراطي في الأجزاء الأربعة من كردستان. 
ما هو واضح إن الصراع بين الطرفين على المستوى "الفكري" له تأثير مباشر على السياسات الداخلية الكردية، إذ أن الديمقراطي الكردستاني ينحصر رؤيته للقضية الكردية في المركزية العشائرية والتبعية للعائلة البارزانية التي قادت الثورات الكردية التي تكللت بإنشاء إقليم كردستان، ونهجها السياسي يتمحور حول أفاق الكفاح الذي أبداه هذه المدرسة الكردية النضالية. فيما يرى حزب العمال إن الفكر الإشتراكي التقدمي، وتجاوز مرحلة الدولة القوموية هو الهدف الأكثر منطقياً للقضية الكردية، ويسعى الحزب إلى إجراء خلخلة في التركيبة المنظوماتية المعتمدة من الانظمة القوموية في تركيا وسوريا وإيران - والعراق، وبالتالي إعادة تركيب المنطقة بشكل جديد يكون أكثر قبولاً من قبل الجميع الشعوب، وإن تحقيق هذا الهدف يصطدم بالفكر القبلي.
خباثة الاستراتيجية التركية أمام سطحية النظرة  الكردية العامة
أستطاعت الدولة التركية إستمالة حزب العمال الكردستاني إلى مربع مخطط خبيث تم حياكة خطوطه في الدوائر الاستخباراتية التركية، وخدع له أيضاً حزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان بدوره يشجع عملية السلام، حيث تم توريط الكرد في عملية السلام المزعومة عام 2013 والاتفاق على سحب معظم عناصر حزب العمال من المنطقة الكردية المحصنة في تركيا، إلى إقليم كردستان، وسهلت بذلك عملية تقويض تحركات الحزب في الداخل التركي، إلى جانب إعطاء الذريعة المستمرة للتدخل في إقليم كردستان.
هذه الاستراتيجية وفرت لتركيا سبيلين مهمين، زيادة تواجدها العسكري في إقليم كردستان بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني، وبث فتنة إن حزب العمال خطر على نفوذ حزب الديمقراطي الكردستاني، وطبعاً وقع الديمقراطي في شرك هذه الخديعة، وبالتالي نجحت تركيا في زيادة وتيرة الخلافات الكردية- الكردية، وغلق كافة الطرقات التي قد تكون مسيراً لعودة الاعداد الكبيرة من حزب العمال إلى تركيا والسيطرة على شمال شرقها. 
خطر المخططات التركية والفهم الكردي 
تدرك الحركة السياسية الكردية حجم خطورة المخططات التركية، إلا أنها تستمر في زيادة وتيرة الخلافات، وقد توسعت هذه المواجهات خارج إقليم كردستان، لا سيما إلى منطقة الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا/ روجآفا، حيث توزعت الأحزب السياسي الكردية في سوريا على طرفي المتنازعين، وهذا يعني إنه كلما أزدادت وتيرة تلك الخلافات بين الطرفين ستنعكس بشكل مباشر على سيرورة الوضع في المنطقة الكردية بسوريا، وذلك يشكل خطراً كبيراً على هذه المنطقة بسبب الظروف الإقليمية والدولية الغير مساعدة لتجنيب هذه المنطقة الخطر الذي يشكله النظام التركي والمآرب النظامين الإيراني - السوري، إلى جانب التغطية الروسية المستمرة لمشاريع هذه الاطراف ضد منطقة الادارة الذاتية، بهدف مواجهة الوجود الأمريكي في منطقة الادارة الذاتية.
لماذا روجافا في خطر بعد إشراكها في هذا الصراع
إن توسيع رقعة الصراع بين الديمقراطي والعمال واتصاله بالوضع الكردي في سوريا، وتحرك الاحزاب الكردية وفق منهجية تلك الخلافات التي تجري بين الطرفين، يظهر مدى تطور هذا الصراع لتشكل خطر كبير على سيرورة الوضع الكردي في سوريا، لا سيما وإن الأنظمة الإقليمية تنظر إلى هذه التطورات حتى تتسنى لها التدخل والعبث في أية انجازات محققة في إقليم كردستان العراق ومنطقة الادارة الذاتية في سوريا. وإن تطورات هذه الاحداث ستنجم بطبيعة الحال عن فشل التجربة الكردية الوليدة في سوريا، وتضر بمستقبل تطور إقليم كردستان، وبذلك يفشل الكرد بنفسهم مشاريعهم الاستقلالية المستقبلية. لينطبق عليهم القول: إنهم أمة كبيرة وعظيمة ولكنهم مختلفون ومنهكون في صراعات دائمة، وذلك يتسبب بفشلهم في بناء أية انجازات قومية.
توجيه إعلام الطرفين والنتائج السلبية المقيتة
لا بد إن الطرف الأكثر إثارة وتأثيراً وتفعيلاً لهذا الخلاف القديم المتجدد هو الإعلام ودوره السلبي المقيت، إذ أن الإعلام التابع والمقرب لكلا الطرفين يلقي باللوم على الطرف الاخر، وبذلك يفقد كلا الإعلامين مصداقيته في خضم الصراع الحزبي، وتتحول هذه الوسائل إلى أداة للتشهير والحرب الخبيثة. حيث تشهد هذه الوسائل المرئية والمسموعة والإلكترونية صراعاً مريراً بين أعضاء ومؤيدي كلا الطرفين، وساهم ذلك بزيادة وتيرة الخلافات بين هذه الوسائل وروادها أكثر من توجه الوقائع بين الطرفين.
في المحصلة يساهم إعلام الطرفين في زيادة وتيرة الاشكاليات، والخلافات، وتفتح بذلك المجال للغرف الاستخبارات التركية التي تقود حرب اعلامية من خلال اجندتها، بغية زيادة وتيرة الإعلام السيئ، وهذا التأثير يدفع برواد الوسائل الإجتماعية إلى المساهمة في زيادة توتير الأجواء.
المحصلة
بين هذه الرؤى والصراعات، زادت وتيرة الخلافات الكردية - الكردية، وإن النظام التركي الذي يعتمد في ادبياته المعادية ضد الكرد على فكرة ضرب البيت الكردي من الداخل، وهذا يعني إن اية خلافات كردية - كردية وأستمرارها وتفعليها وتطويرها إنما تخدم الاهداف التركية بالدرجة الأولى. 
--------------------------------
الهوامش: 
تاريخ الحرب الأهلية بين الأطراف الكردية
الحرب الأهلية في كردستان العراق (بالكردية: شەڕی براکوژی= صراع الأخوة) هو صراع عسكري وقع بين الفصائل الكردية المتناحرة في كردستان العراق في أواسط التسعينيات، وكان أبرز فصيلين هما الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK). وعلى مدار الصراع تدخلت الفصائل الكردية من إيران وتركيا وتدخلت كذلك في الصراع القوات الإيرانية والعراقية والتركية، مع التدخل الإضافي للقوات الأمريكية. وعلى مدار ثلاث سنوات من الحرب لقي ما يتراوح بين 3000 إلى 5000 مقاتل ومدني حتفهم.
الخلفية التاريخية
لقد نشأ الحكم الذاتي في كردستان العراق أساسًا عام 1970 عندما التزمت منطقة الحكم الذاتي الكردية بـ "اتفاق الاستقلال" بين حكومة العراق وقادة المجتمع الكردستاني في العراق. ولقد تم إنشاء مجلس تشريعي في مدينة إربيل بموجب السلطة النظرية في المحافظات التي يسكنها الكرد في إربيل ودهوك والسليمانية. وبينما استمرت المعارك المختلفة بين القوات الكردية والنظام العراقي  حتى الانتفاضة الشعبانية عام 1991، تمت الإشارة إلى سلامة اللاجئين الكرد في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 688 والذي أدى إلى إنشاء ملاذ آمن حيث قامت القوات الجوية الأمريكية والبريطانية بحماية المنطقة الكردية داخل العراق. وفي حين أن منطقة حظر الطيران قد غطت دهوك وإربيل، فإنها لم تشمل السليمانية وكركوك. مما أدى إلى سلسلة أخرى من المصادمات الدموية بين النظام العراقي والقوات الكردية. ولكن سرعان ما وصل توازن القوى إلى حالة من عدم الاستقرار والتذبذب، وسحبت الحكومة العراقية قواتها العسكرية والمسؤولين الآخرين من المنطقة في شهر أكتوبر من عام 1991. ومنذ ذلك الوقت حققت كردستان العراق استقلالاً فعليًا ليحكمها الحزبان الكرديان الأساسيان - حزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني - بعيدًا عن سيطرة بغداد. وحينئذٍ اتخذت المنطقة علمًا خاصًا بها وألفت لها نشيدًا وطنيًا.
عقد الكرد انتخابات برلمانية عام 1992 وعقدت جلسات البرلمان في محافظة أربيل. وتم تقسيم مقاعد البرلمان بالتساوي بين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
منذ أن سحبت الحكومة العراقية قواتها من كردستان في أكتوبر 1991، فرضت بغداد حصارًا اقتصاديًا على المنطقة، فخفضت إمدادتها من النفط والغذاء. ولقد كان الاقتصاد الكردي يعاني أيضًا معاناةً شديدة نتيجة استمرار الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على العراق، الأمر الذي حال دون التبادل التجاري بين كردستان والدول الأخرى. وبهذه الطريقة كانت جميع التعاملات التجارية بين إقليم كردستان العراق والعالم الخارجي تتم عبر السوق السوداء. وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يتنافسان منافسةً شديدة في السيطرة على طرق التهريب.
بداية القتال (1994)
اندلع القتال بين الفصيلين في شهر مايو من عام 1994. وخلفت الاشتباكات ما يقرب من 300 قتيل.  وعلى مدار السنة التالية لقي ما يقرب من ألفي شخص حتفهم من الجانبين. وبحسب ما أورده عميل المخابرات المركزية الأمريكية روبرت بايير، قدم أفراد من حرس الثورة الإسلامية الإيراني دعمًا محدودًا للحزب الديمقراطي الكردستاني وسمحوا له بشن هجمات من الأراضي الإيرانية.
مهاجمة صدام (1995)
سافر ضابط المخابرات المركزية الأمريكية روبرت بايير إلى شمالي العراق في شهر يناير من عام 1995 مع فريق من خمسة رجال لإنشاء مركزٍ للمخابرات المركزية الأمريكية. واتصل بالقادة الأكراد وتمكن من التفاوض على هدنة بين بارزاني وطالباني.
في غضون بضعة أيام اتصل بايير بلواء عراقي كان يحيك مؤامرةً لاغتيال صدام حسين. وكانت خطته تقوم على استخدام كتيبة عراقية من 100 مارق لاغتيال صدام حسين أثناء مروره من فوق أحد الجسور بالقرب من تكريت. أبرق بايير الخطة إلى واشنطن ولكنه لم يتلق أي رد. وبعد مرور ثلاثة أسابيع تم تعديل الخطة بحيث يقوم بالهجوم القوات الكردية في شمال العراق بينما تهدم الكتيبة العراقية المتمردة أحد منازل صدام باستخدام مدافع الدبابات لقتل الزعيم العراقي. أبرق بايير الخطة أيضًا إلى واشنطن ولكنه لم يتلق أية إجابة. وفي الوقت نفسه وفي يوم 28 من فبراير وضع الجيش العراقي في حالة الاستعداد القصوى. وردًا على ذلك تم وضع الجيشين الإيراني والتركي أيضًا في حالة استعداد عالية. واستلم بايير رسالة من مستشار الأمن القومي توني ليك مباشرةً يخبره فيها بأنه قد تم كشف عمليته. ولقد تم إعلام الحلفاء الكرديين والعراقيين بهذا التحذير. وبناءً على تلك المعلومة انسحب بارزاني من الهجوم المخطط تاركًا قواتالاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة طالباني تنفذ الهجوم بمفردها.
تم الكشف عن شخصية ضباط الجيش العراقي الذين كانوا يخططون لاغتيال صدام حسين باستخدام مدافع الدبابات وتم إلقاء القبض عليهم وإعدامهم قبل أن يتمكنوا من تنفييذ عمليتهم. ولكن بدأ هجوم الاتحاد الوطني الكردستاني حسب الخطة الموضوعة، وفي غضون أيام قليلة تمكنت القوات الكردية من تدمير ثلاث فرق عراقية وأسر 5 آلاف سجين. ورغم مطالبة بايير بالحصول على دعم أمريكي للهجوم، فإنه لم يحصل على أي دعم وأجبرت القوات الكردية على الانسحاب. وعلى الفور تم استدعاء بايير من العراق وأجريت معه بعض التحقيقات القصيرة لمحاولة اغتيال صدام حسين. ولقد تمت تبرئة ساحته بعد ذلك.
تجدد القتال (1996)
رغم توقف انعقاد جلسات البرلمان الكردي في شهر مايو 1996، فقد استمرت اتفاقية وقف إطلاق النار الهشة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني حتى صيف 1996. فلقد عقد طالباني تحالفًا مع إيران، وساعد إيران في القيام بتوغل عسكري داخل شمال العراق يوم 28 يوليو مستهدفةً الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.
وجد مسعود بارزاني نفسه مواجهًا باحتمالية مقاتلة كل من إيران والاتحاد الوطني الكردستاني، ولهذا لجأ للحصول على مساعدة من صدام حسين. ووافق صدام عندما وجدها فرصة لاستعادة شمال العراق. وفي يوم 31 من أغسطس قام 30 ألفًا من القوات العراقية تتقدمهم فرقة مدرعة من الحرس الجمهوري بالإضافة إلى قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني بمهاجمة مدينة أربيل التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكردستاني والتي دافع عنها 3 آلاف من البشمركة التابعة بقيادة كوسرت رسول علي. وسقطت أربيل وقامت القوات العراقية بإعدام 700 أسير من جنود الاتحاد وجماعة المؤتمر الوطني العراقي المنشقة في حقل خارج أربيل.
بعد إحكام سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني على أربيل، انسحبت القوات العراقية من المنطقة الكردية عائدةً إلى مواقعها الأماماية. وقامت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني بطرد قوات الاتحاد من معاقلها الأخرى، وبفضل الحصول على مساعدة عراقية إضافية سيطرت على محافظة السليمانية في التاسع من سبتمبر. وانسحب جلال طالباني والاتحاد الوطني الكردستاني إلى الحدود الإيرانية وقامت القوات الأمريكية بإجلاء 700 شخص من المؤتمر الوطني العراقي و6000 من الأكراد الموالين للغرب خارج الشمال العراقي. وفي 13 أكتوبر استعاد الاتحاد الوطني الكردستاني سيطرته على السليمانية، ويقال إن ذلك تم بمساعدة القوات الإيرانية.
تركيا تدخل الحرب (1997)
استمر القتال على مدار فصل الشتاء بين قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. ومما زاد الأمور تعقيدًا بعد أن دخل حزب العمال الكردستاني على خط المواجهات بموجب اتفاق ودي مع الاتحاد الوطني الكردستاني، وبالتالي أتفق حزب الديمقراطي الكردستاني مع الطرف التركي الذي حشد الجيش لمحاربة حزب العمال.
في يوم 25 سبتمبر قامت القوات التركية بإعادة دخول كردستان العراق. ولكنها كانت متحالفة هذه المرة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وهاجمت مواقع الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب العمال الكردستاني في محاولة لفرض حالة وقف إطلاق النار بين الفصائل. وخلفت هذه العملية مرة أخرى ضحايا كثر في جانب حزب العمال الكردستاني، وتم التفاوض على وقف إطلاق النار بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
رغم اتفاق وقف إطلاق النار، اندلع القتال مرة أخرة على طول خط الهدنة بين الحزب والاتحاد في شهري أكتوبر ونوفمبر. ولقد لقي 1200 مقاتل من الجانبين حتفهم في هذه الجولة من الصراع وفر 10 آلاف مدني من منازلهم. وفي يوم 24 من نوفمبر من عام 1997أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني عن وقف إطلاق النار من جانب واحد. ورغم أن الاتحاد لم يعلن رسميًا عن وقف إطلاق النار، فإنه أعلن أن جماعته تحترم الهدنة رغم زعمه أن الحزب قد انتهك الهدنة بمهاجمة مواقع الاتحاد في 25 نوفمبر.
في أعقاب الحرب
وقع بارزاني وطالباني في سبتمبر من عام 1998 اتفاقية واشنطن بوساطة أمريكية لتأسس معاهدة سلام رسمية. اتفق الطرفان في هذه الاتفاقية على مشاركة العوائد والسلطة ورفض استخدام شمالي العراق على يد حزب العمال الكردستاني وعدم السماح للقوات العراقية بدخول المناطق الكردية. وتعهدت الولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية لحماية الأكراد من أية اعتداءات محتملة من قبل صدام حسين. وفي الوقت نفسه جلب تنفيذ برنامج الأمم المتحدة النفط مقابل الغذاء العوائد لمنطقة الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق، بما سمح بارتفاع مستويات المعيشة. وأصبحت كردستان العراق منطقة هادئة نسبيًا قبل أن تدخل جماعة أنصار الإسلام المتطرفة إليها في شهر ديسمبر من عام 2001، مما أدى إلى تجدد الصراع.
بعد مرور ما يقرب من شهر، قام الرئيس الأمريكي بيل كلنتون بتوقيع قانون تحرير العراق ليصبح نافذًا، وينص القانون على تقديم مساعدات عسكرية لجماعات المعارضة العراقية بما في ذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
قدر الحزب الديمقراطي الكردستاني أنه قد تم طرد 58 ألفًا من أنصاره من المناطق الخاضعة لحكم الاتحاد الوطني الكردستاني في الفترة من أكتوبر 1996 إلى أكتوبر 1997. ويقول الاتحاد الوطني الكردستاني أن 49 ألفًا من أنصاره قد تم طردهم من المناطق الخاضعة لحكم الحزب الديمقراطي الكردستاني في الفترة من أغسطس 1996 إلى ديسمبر 1997.
لقد تعاون الحزبان لاحقًا مع القوات الأمريكية أثناء حرب تحرير العراق عام 2003، حيث قاموا بتوجيه القوات العراقية بمساعدة القوات الجوية الأمريكية والسيطرة على معظم شمالي العراق بما في ذلك مدينتي كركوك والموصل.
وبعد التحرير تم انتخاب مسعود بارزاني رئيسًا لـ كردستان العراق بينما تم انتخاب جلال طالباني رئيسًا للعراق، والذي استمر في منصبه حتى 2014.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!