هيئة تحرير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
في تحرك مثير للتجمعات الفلسطينية داخل إسرائيل (عرب 48 - خط الأخضر) لجميع الأموال من المتبرعين بغية بناء مستوطنات للسوريين العرب السنة والتركمان في منطقة عفرين الكردية التي تم تهجير سكانها ( النصف مليون ) من قبل الاحتلال التركي والجماعات السورية المعارضة في الربع الأول من 2018، وأستقدمت إليها عوائل العناصر المتطرفة وكذلك السوريين الذي تم تهجيرهم من المناطق الداخلية السورية (دمشق - حلب - حمص - حماه .. الخ) وبإتفاق بين الميليشيات الإيرانية والنظام السوري مع النظام التركي برعاية السلطات الروسية، وكجزء من مخطط التغيير الديموغرافي لفتح المجال امام الاحتلال التركي في تنفيذه بمناطق الكردية الحدودية داخل سوريا، وكذلك ينفذه النظام السوري بدعم إيراني لتشييع المناطق الداخلية السورية وفق الإستراتيجية الإيرانية لخلق مجتمع متجانس من طهران وبغداد إلى دمشق وبيروت. حيث نفذت المجموعات العنصرية والمتطرفة السورية التي يقودها الإئتلاف السوري لقوى الثورة والذي بدورها يتخذ الأراضي التركية وبدعمها وتسليحها، تنفيذ هذه العملية كجزء من المهمة المنوطة بها في محاربة الوجود الكردي في سوريا.
اليوم بعد هذه التطورات وحرمان السكان الكرد الأصليين من العودة لمنطقتهم، تقوم السلطات الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة السورية في بناء مستوطنات جديدة بجانب مدينة عفرين والبلدات والقرى، حتى يكون ذلك فرض أمر الواقع وكجزء من التغيير الديموغرافي الشامل.
إلا أن ما دفع بأبناء المنطقة " الكرد " والمهجرين قسراً لا سيما الأوساط الكردية والحقوقية في سوريا إلى الإستغراب من قيام منظمات فلسطينية داخل إسرائيل، والذين لديهم معانات كبيرة حول قضية التغيير الديموغرافي والاستيطان، ويدركون مدى قساوة هذه الجريمة على المستوى الإنساني والسياسية، بجمع التبرعات لدعم الأهداف الإرهابية للاحتلال التركي والجموعات السورية المتطرفة التي تعمل لحماية الأمن القومي للدولة التركية على حساب وحدة الأراضي السورية ومستقبلها، في عملية بناء مستوطنات عنصرية في عفرين للمستوطنين من خارج المنطقة، لا سيما الكثير منهم عوائل الدواعش والقادمين مع المجموعات المتطرفة كالتركستانية والتركمانية. وهو ما أثار حفيظة الشعب الكردي في سوريا بهذه الخطوة التي تكشف الوجه البشع لهؤلاء الفلسطينين الذين تضامن الشعب الكردي مع نضالهم ضد المستوطنات الإسرائيلية على أراضيهم، في مشهد اليوم ينفذ فيه الاحتلال التركي مستوطنات عنصرية على الأراضي الكردية بعد تهجير سكانها الاصليين.
ومن المؤسف جداً إنضمام عدد كبير من الشخصيات المعارضة وكذلك وسائل إعلامية تتبع للمعارضة السورية وشخصيات وناشطين للثورة السورية، وكذلك أعضاء ومقربي حركة أخوان المسلمين وفي مقدمتهم الإعلامي المصري الذي يتخذ من لندن مقر لبرنامجه جو شو، وكذلك قناة العربي التي يمولها السياسي الفلسطيني عزمي بشارة إلى جانب قناة سوريا المعارضة وأورينت وغيرها، عملية جمع الأموال بأسم التبرعت للاجئين.
كما إن المستوطنات التي يتم بنائه وتمويله من فلسطيني إسرائيل وكذلك جمعيات كوتية معروفة ستضم توطين عرب فلسطينين في عفرين وغيرها من المناطق الكردية المحتلة في شمال سوريا، وبالتالي بات المواطنين الكردي في سوريا يسألون: هل هذه العملية يقف وراء أيضاً تسهيلات إسرائيلية ؟.
وخلال ذلك صدرت 22 منظمة حقوقية وإعلامية وفكرية كردية بيان تنديد ومطالبة لوقف جمع هذه الاموال التي سوف تكون لبناء المستوطنات في عفرين، وطالبت الشعب الفلسطيني وخاصة فلسطيني الداخل بضرورة النظر في نشاطهم وجمعهم للتبرعات، وإن هذه الاموال ستتجه لبناء مستوطات على أرض تم تهجير سكانها الكرد منها.
وهذا نص البيان
نتابع باهتمام بالغ العديد من الحملات التي تعمل على جمع التبرعات لصالح النازحين واللاجئين السوريين في المخيمات الواقعة في شمال البلاد، وتشكل هذه المبادرات فرصة جيدة إن وصلت الى مستحقيها من المحتاجين لتحسين حياتهم وظروفهم المعيشية ولو مؤقتا في ظل استمرار الحرب السورية وحالة اليأس والخذلان التي يعيشها السوري الذي تخلى عنه الجميع في محنته المستمرة منذ سنوات.
من هذه الحملات التي شاهدنا في وسائل التواصل والإعلام المرئي والمقروء حملة التبرع للاخوة الفلسطينيين وتحديدا من (فلسطينيي الداخل) التي سميت ب (دفء القلوب الرحيمة ) والتي نجحت في جمع مبلغ / ١٠ / مليون دولار قالوا انها ستذهب لدعم النازحين السوريين في شمال غرب سوريا دون تحديد كيف ستصرف هذه الأموال وأين ومن سيقوم باستلامها وتوزيعها.
نحن المنظمات الموقعة ادناه نثق بطيبة الشعب الفلسطيني ومشاعرهم الانسانية، فهو شعب عظيم تجمعه مع الكرد محطات نضالية يشهد لها التاريخ بدءاً بصلاح الدين الأيوبي وانتهاءً بشهداء معركة قلعة الشقيف. وهنالك ادلة ومخاوف حقيقة من أن تذهب هذه الاموال لخزينة الاحتلال التركي الذي يقوم باستغلال مختلف حملات التبرع في بناء المستوطنات في منطقة عفرين المحتلة لتوطين وايواء عوائل المسلحين الموالين له فيها بغية تغيير ديموغرافية المنطقة وطمس هويتها وخصوصيتها القومية الكردية.
تؤكد تقارير منظمات حقوق الإنسان ان الاحتلال التركي قام ببناء أكثر من 18 مستوطنة في منطقة عفرين بدعم جمعيات قطرية وكويتية وفلسطينية أحيانا تتبع غالبها لتنظيم الاخوان المسلمين وأشهر تلك المستوطنات هي :
قرية بسمة في منطقة شاديرة بناحية شيراوة ، وكذلك مستوطنة جبل قاذقلي في حج حسنا ، ومستوطنة بافلون على جبل برصا ، وغيرها العديد من المستوطنات.
نحن كمنظمات سورية فإننا نناشد الاخوة الفلسطينين توخي الدقة والحذر والامتناع عن دعم الاحتلال التركي بالاموال بحجة التبرعات لتنفيذ أعمال خيرية أ بناء المستوطنات لان من شأن ذلك الدعم ان يجعل منهم شركاء مع الاحتلال في بناء المستوطنات على الأراضي الكردية المحتلة والمسلوبة والمهجرة السكان على غرار المستوطنات الإسرائيلية، انطلاقً من مبدأ من لا يقبل الظلم والضيم على نفسه عليه ان لايقبله على الاخرين.
6/2/2022
المنظمات الموقعة :
1- الهيئة القانونية الكردية
2- منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا
3- مركز عدل لحقوق الإنسان
4- اللجنة الكردية لحقوق الإنسان (راصد)
5- مركز عدل لحقوق الإنسان
6- المرصد الكردي
7- مؤسسة كرد بلا حدود
8- المركز السوري للدفاع عن حقوق الإنسان
9- مركز ليكولين للدراسات والأبحاث القانونية - ألمانيا
10- جمعية هيفي كردية في بلجيكا
11- منتدى تل أبيض للمجتمع المدني
12- شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
13- شبكة نشطاء روج آڤا
14- مؤسسة ايزدينا
15- منظمة المجتمع المدني الكوردي في أوروبا
16- جمعية يكيتي دورتموند. Yekiti e.V.
17- منظمة العمل من أجل عفرين Act Afrin
18- منصة عفرين
19- Afrin media center
20- مركز توثيق الانتهاكات
21- منظمة حقوق الانسان في سوريا (ماف)
22- جمعية المجتمع الكردي في شتوتغارت