المكونات القومية والدينية في سوريا " الواقع الديموغرافي "

آدمن الموقع
0

 

تتألف ديموغرافية سوريا من مكونين رئيسيين ومجموعة مكونات صغيرة:
المكونات الرئيسية ونسبتهم حسب التقديرات: عرب 78,50 %، كرد 17 % المكونات الصغيرة: سريان 1,00%، كلد آشور0,50%، أرمن - يهود - شراكس 1,00، تركمان2,00 %.
عدد سكان سوريا وفق الإحصاءات الرسمية عام 2013 /22845550 / نسمة، ووفق تقديرات المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تجاوز عدد النازحين السوريين أواسط 2017 / 6 مليون / خارج سوريا، و / 3 مليون / ضمن سوريا، وشمل النزوح معظم المناطق السورية بنسب متقاربة.

1- العرب

يشكلون 78,50% من السكان، ويتوزعون بين عدة طوائف ومذاهب بعضها عربية وأخرى مستعربة، وهم اكبر المكونات السورية. ويستحوذون على غالبية المحافظات السورية ما عدا "الحسكة"، والمناطق الشمالية لمحافظات الرقة وحلب وإدلب واللاذقية، ويسيطرون على السلطة والإدارات والمؤسسات وجميع مرافأ الدولة. 
لم تشهد سوريا وجوداً للسكان العرب قبل ظهور الإسلام سوى توجه تجار الحجاز إلى أسواقها، ومع توسع النفوذ الإسلامي في بلاد الشام خلال الخلافتين " الأموية والعباسية " فتحت أمام القبائل العربية الحجازية باب الإستيطان في الشرق الأوسط. وقد كانت تلك التحولات الناجمة عن التوسع الإسلامي نقطة بداية لعمليات التصهير في البوتقة العربية بمفاهيمها المختلفة، ليشمل ذلك المناطق الجنوبية والصحراوية من سوريا إمتداداً إلى وسط وجنوب العراق.

بعد سقوط السلطنة العثمانية، لم يكن الوجود العربي طاغياً على المشهد السوري، مما تم إتخاذ أسم الجمهورية السورية على الكيان الجديد، وإقامة دولة على مناطق جغرافية متعددة المكونات، ويتضح هذا جلياً من خلال تعامل الفرنسيين مع هذه المكونات، وإعطاء أدوار وإدارات محلية لها سواء في جبل الدروز أو جبال العلويين أو جبل الأكراد إلى جانب الجزيرة، بعد ان شهدت هذه المناطق عصياناً ضد الانتداب. وتؤكد المصادر التاريخية إن تبلور الفكر القوموي العربي لم يكن مسيطراً على المشهد السوري بسبب تعدد الثقافي ووجود شعوب غير عربية كانت لهم القوى الفاعلة داخل التحركات ضد الإنتداب. فيما إن الشعور القوموي الذي تطور في سوريا بعد جلاء الانتداب، وظهور تيارات قومية عربية وجهت دفة البلاد نحو صعودها وفرض عربيتها على البلاد عام 1958، لتدخل بذلك في مشروع الجمهورية العربية المتحدة / الوحدة مع مصر / بقيادة جمال عبد الناصر. ومنذ عام 1961 أصبح أسم البلاد الرسمي " الجمهورية العربية السورية ". 
غدا الدستور أكثر تركزيًا على قضايا العروبة وتعريب البلاد، فنصّت مقدمته الموضوعة عام 1973 - والتي أعيد إقرارها في دستور 2012 - بأنه "تعرضت الحضارة العربية التي تعد جزءًا من التراث الإنساني عبر تاريخها الطويل إلى تحديات جسام"، لاحقًا أردفت المقدمة "تعتز الجمهورية العربية السورية بإنتمائها العربي، وبكون شعبها جزءًا لا يتجزأ من الأمة العربية، مجسدة هذا الإنتماء في مشروعها الوطني والقومي، وفي العمل على دعم التعاون العربي بهدف تعزيز التكامل وتحقيق وحدة الأقطار العربية". ومن الإضافات التي شهدتها نسخة 2012 لقب "قلب العروبة النابض" كتوصيف للبلاد. 
المادة الأولى من دستور 2012 كسابقه 1973، عدّلت عن سابقتها في دستور 1950، باستبدال "الشعب السوري جزء من الأمة العربية" إلى " الشعب في سوريا جزء من الأمة العربية"، وأيضًا أضافت بكونها "جزء من الوطن العربي".
أما الدستور فينص على كون لغة البلاد الرسمية هي العربية، وأنّ سوريا جزء من "الأمة العربية". كما ينص قانون الجنسية على منح جنسية "عربي سوري" لجميع المواطنين. 
ويمكن تقسيم المكون العربي في سوريا من ناحية التاريخ أو الأصول أو اللهجة العربية المستخدمة وفق موسوعة ويكيبيديا العالمية إلى ثلاث اصناف:
أ: القبائل العربية التي استقرت منذ مرحلة سوريا الأنتيكية، أو ما بعد فتح الشام. شكلت في الأنتيك قوافل تجارية عبر بادية الشام، وبعض المستعمرات الزراعية والرعوية. وبعد الفتح، شكلت عماد المؤسسة العسكرية الأموية، وكبار ملاك الأراضي الزراعية، وفي الحالتين مكثت أقلية في البلاد. هذه المجموعة ذابت في النسيج العام خلال غزوات المغول للشام، ما عدا بعض العائلات التي من الممكن نسبها لتلك المرحلة نظرًا لحفاظها على نسبها مثل الأسرة الهاشمية في سوريا.
ب: القبائل العربية التي هاجرت من نجد إلى وادي نهر الفرات الجنوبي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وتمددت في نهاية القرن التاسع عشر إلى نحو ريف محافظة حلب تحديدًا منطقة منبج، وتشكل نحو 20% من البلاد، ويصنّف الشوايا من ضمنها، وتتميز باللهجة العربية النجدية. في الفترة الزمنية نفسها التي هاجرت فيها هذه القبائل، انتقلت مجموعات من الدروز من وادي التيم، والبقاع، إلى جرود شرق حوران خلال القرن الثامن عشر. وغدا جبل العرب - محافظة السويداء اليوم - ذي أغلبية درزية من حينها، ومع كون الدروز ذوي خليط عرقي، فإن بعض العائلات الدرزية تنتسب مباشرة لقبائل عربية يمينية أو قيسية، إلى جانب إنتساب بعضها للقبائل الكردية. 
ج: مستعربي سوريا، وهم حوالي 64% من البلاد، استعرب غالبيتهم بحلول القرن الحادي عشر للميلاد وبشكل تدريجي. يشكلون القاعدة السكانية في الأرياف والمدن على حد سواء، وهم المتحدرين نظريًا من خلفية آرامية، ويشملون عدة طوائف ومذاهب، ويستخدمون اللهجة السورية العامة.

2- الكُرد

معظم الشمال السوري موطنا كردياً قديماً، ووفق المصادر التاريخية فإن الكرد السوريين ينحدرون من الحضارة الميتانية الهورية 1500- 1300 ق م، والميدية 700 – 553 ق م، والكاردوخية 106 – 48 ق م، وسلالة الدول والإمارات التي أمتدت من العصر العباسي " كالدولة المروانية التي كانت لها السيط الكبير في ضم معظم الشمال السوري وصولاً إلى أطراف البادية الشامية، والبهدينانية" 1376 – 1843م، والأيوبية 1174- 125 م، وصولاً إلى الإمارات – بوطان والبدرخانيين والمللية 1843- 1908 م. 
وينتشرون على طول 400 كلم مع الحدود التركية إبتداءً من الحدود العراقية إلى لواء أسكندرونا والبحر المتوسط، وبعرض يتراوح بين 60- 130 كلم، ويستحوذ الوجود الكردي على الجزء الاكبر من مناطق الجزيرة، والاجزاء الشمالية من محافظات حلب - الرقة - إدلب - اللاذقية، ويعيش تجمعات كبيرة من الكرد في دمشق وحلب والرقة ومنبج وحمص وحماه، وهناك تقارير محلية في دمشق تتحدث عن نسبة كبيرة من السكان فيها ذات أصول كردية تتجاوز مليون ونصف. 
نسبة الكرد وفق التقديرات والإحصاءات الغير رسمية بحدود 15- 17% من السكان، وهم بهذه النسبة يشكلون المكون الثاني من حيث الحجم والإنتشار في بقعة جغرافية موحدة. كما إن وجودهم في الشمال السوري قديم جداً، بينما وصولهم إلى المدن الداخلية يعود إلى 800 سنة.
ويشكلون إقليماً جغرافياً موحداً وتوزيع ديمغرافي يشكلون في بعض المناطق المركزية الغالبية السكانية بنسبة 95%، بينما في بعض المساحات نسبة 50-70%، حيث يتواجد بعض المكونات الصغيرة التي هاجرت إلى روجآفا إبتداء من القبائل العربية التي قدمت من الحجاز وبعضها من جنوب دير الزور والصحراء العراقية، إلى هجرة السريان والأرمن بعد مجازر السيفو التي أرتكبها السلطنة التركية بحقهم بعد عام 1915.
المنطقة الكردية تستحوذ على نسبة 80% من الزراعة السورية، ومعظم السدود والأنهار ونسبة 70% من النفط والغاز و35% من الاشجار.
تعرضت المنطقة الكردية منذ عقود إلى المشاريع العنصرية وبرامج التفقير والتهجير وعمليات التغيير الديمغرافي نتجت عن:
-الاستيلاء على العشرات من القرى والبلدات ومساحات كبيرة من الأراضي، بموجبها تم بناء مستوطنات للغمر بغية إجراء التغيير الديموغرافي للمنطقة الكردية.
- عملية التعريب الممنهجة لتغيير أسماء المدن والقرى من الكردية إلى عربية نسبة 80%.
- سحب الجنسية السورية من شريحة كردية واسعة وتسميتهم بأجانب.
- منع وتجريم تداول الثقافة واللغة الكردية وأي نشاط سياسي خلال 6 عقود.
- بناء قرى وبلدات موازية للمدن والأرياف الكردية بغية إجراء التغيير الديمغرافي المتعمد.
- تفقير الشعب الكردي ودفعه إلى الهجرة نحو المدن الكبرى كمحاولة لتذويبهم في البوتقة العربية. وإستخدام الأدوات والأساليب العنف والقمع والتنكيل والإعتقال.
- دفع ودعم المجتمع الغير الكردي في الإستيطان داخل المناطق الكردية بغية المساهمة في تحجيم الوجود الكردي.
وفقا لمنظمة هيومان رايتس واتش، فإنه لا يمكن استخدام اللغة الكردية في المدارس في سوريا، ولا يسمح لهم بتعلم لغتهم في المدارس أو إنشاء مدارس للغة الكردية، ويحظر نشر الكتب وغيرها من المواد المكتوبة كالصحف أو المجلات باللغة الكردية.
هذه الإجراءات حولت المنطقة الكردية خلال ستة عقود إلى منطقة فقيرة ومهمشة لا تملك أدنى مستويات البنية الإقتصادية، رغم إنها سلة الزراعة والنفط والغاز والمياه السورية. ومع زيادة الضغط والإستهداف من قبل النظام وأدواته المتعددة تفجرت إنتفاضة كردية عارمة شملت كافة مناطق تواجده في 11- 12 آذار 2004، على أسرها تحول الشمال السوري والعاصمة دمشق ومدينة حلب إلى بؤر للمواجهات بين المنتفضين الكرد السلميين والنظام الذي أقحم الاف العناصر والاسلحة الثقيلة في قمع الشعب الكردي، مما زادت وتيرة الإعتقالات والأغتيالات السياسية والإجراءات الامنية للنظام وأدواته الشعبية في ضرب العمق الكردي.
ظل الكرد في مواجهة دائمة مع الدوائر الأمنية للنظام وأدواتها في الشمال السوري خلال الأعوام التي سبقت الثورة السورية، وحين إنطلاقتها تحرك الكرد أكثر من غيرهم بإعتبارهم يملكون التجربة والخبرة في التنظيم ومقارعة الأجهزة الامنية، في الوقت الذي سلك فيه المعارضة السورية التحرك العشوائي والإتكالية على القوى الإقليمية التي أستخدمتها في مشاريع خاصة تتعلق بالأمن القومي لتلك الدول، وهو ما دفع بالكرد إلى الحظر وتجنب هذه المعارضة والنظام معاً وإتخاذ الخط الثالث الذي جذب الدول الكبرى في التحالف معهم لمحاربة المنظمات الإرهابية في سوريا. 

3- السريان الكلد الآشور

يشكلون ثلث مسيحيو سوريا البالغ نسبتهم وفق الاحصاءات الرسمية 8%، ويقدر تعدادهم بـ 250,000 يتوزعون بين دمشق وحلب والجزيرة، ويتبع أغلبهم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية.
يجدر الاشارة هنا إلى أن نسبة 60% منهم هاجروا خلال العقود الثلاثة الآخيرة إلى الدول الغربية وأستراليا وأمريكا.
كانت هذه المكونات الصغيرة تحصل على أجزاء من حقوقها الثقافية والإدارية وبعض الإمتيازات. وخلال الثورة السورية أنقسم المجتمع السرياني الكلد الآشوري إلى مؤيد للنظام وقسم أنضم إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية.

4- التركمان

وفق الاحصاءات الغير الرسمية لنسبة التركمان في سوريا ترجح عددهم بـ 200,000، يتوزعون بين القرى والبلدات والمدن على شكل تجمعات وقرى صغيرة، وينتشرون في حلب- دمشق – حماه – حمص- طرطوس- اللاذقية- القنيطرة – الجولان. شرائح كبيرة منهم يتحدثون بالعربية، ويقطنون في 43 قرية في ريف حمص، وعشرات القرى في الريف الجنوبي لطرطوس، وفي بعض الاحياء بحلب ودمشق والجولان، وداخل عشرات القرى المشتركة مع الكرد والعرب بريف حلب الشمالي.

ووفق الابحاث والدراسات إن التركمان ينقسمون إلى قسمين:

أ : تركمان المدن : وهم من العائلات التركية التي تمتد جذورها إلى السلالات التركية التي وجدت في سوريا منذ قدوم السلاجقة، ومن ثم المماليك والعثمانين . وبعض هذه العائلات التركمانية قدمت كموظفين في عهد الدولة العثمانية أو في الجيش العثماني. ولا يجوز تعميم صفة تركمان (أوغوز) عليهم ، فالبعض من عائلات المدينة أتراك من التتر أو الأيغور أو الأوزبك، أي ليسوا من الأوغوز مثل عائلة البخاري في دمشق والعائلات التركية في حي ساروجة.
ب: تركمان القرى: خليط من عشائر تركمانية (تعود بأصلها إلى قبائل الأوغوز) وجميع القرى التركمانية في سوريا من الأغوز.
لم يكن هناك أي تحرك سياسي للتركمان ضد النظام خلال العقود الماضية، وشرائح كبيرة منهم اندمجوا مع المجتمع العربي، وخلال الثورة السورية تحولت مجموعة منهم إلى أدوات بيد الاستخبارات التركية، لا سيما المتواجدين في الشمال السوري، وشاركوا في عمليات قتل وترحيل الكرد والعرب من المنطقة بين " أعزاز وجرابلس والباب"، فيما انضم العدد القليل منهم إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية.

5- الجركس

مكون صغير يعود أصولهم إلى منطقة القوقاز، المصادر التاريخية تشير إلى إنهم أنتقلوا إلى سوريا في بداية الستينيات القرن التاسع عشر بعد حملة التجنيد الإجباري الذي قام به السلطنة العثمانية في بلادهم. وفق الإحصاءات الغير الرسمية تقدر عددهم بـ 100,000، يقطنون في معظم المناطق السورية دون وجود تجمع مركزي لهم سوى ناحية " خناصر" جنوب حلب. معظم الجراكس ينتمون للمذهب السني، ولا يزال شرائح واسعة منهم يتحدثون بالغتهم الأديغية ويحتفظون بتراثهم وعاداتهم التقليدية.

6- الأرمن

معظمهم هاجروا إلى سوريا عام 1915 بعد الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها من قبل السلطنة التركية. ووفقا لمنظمات الشتات الأرمني يقدر عددهم بـ 150,000 في سوريا.
يعيش معظمهم في مدينة حلب وبلدة الكسب في أقصى شمال محافظة اللاذقية بمحاذات جبل الأكراد، وكان لديهم تجمع سكاني كبير في مدينة دير الزور قبل ان يهجروها بسبب الضغوطات التي تعرضوا لها من قبل القبائل العربية الرحل. وخلال العقود الثلاثة الماضية انخفض عددهم بشكل كبير بعد عودة شرائح واسعة منهم إلى أرمينية وهجر البعض الآخر خارج سوريا، ويتواجد عدد قليل جداً منهم في المنطقة الكردية، بينما تدرس لغتهم بشكل رسمي في بلدة الكسب بمراحلها الأساسية والثانوية.

التوزيع الديني واللغات في سوريا

تمتاز سوريا بتنوع ديني ومذهبي، ووفق التقديرات الأميركية: 77 % من السكان مسلمون سنة، و 10 % علويين ومرشدية، و 9% من السكان مسيحيون من طوائف مختلفة، 4%دروز وإسماعيلية وشيعة اثني عشرية وإيزيدية.
السنة: يأتي المسلمين السنة في المرتبة الأولى كأكبر مذهب، إذ يغلب على سوريا مشهد الاختلاط والتمازج السكاني والطابع الإسلامي. ويتركز تواجدهم في المحافظات التالية: دمشق، حلب، حمص ، الرقة، درعا، دير الزور، الحسكة، واجزاء هامة من محافظة حماه والقنيطرة، وبنسبة أقل من العلويين في اللاذقية وطرطوس، ويشكلون أقلية في محافظة السويداء.
المسيحية: ينتشرون في دمشق وحلب والساحل وحمص وحماه وطرطوس والجزيرة، معظم المدن السورية يتواجد فيها نسبة من المسيحيين. ويتألفون من السريان والكلد والأشوريين والأرمن. 
علويين: ينتشرون في الجبال الساحلية للبلاد، ويشكلون الغالبية ضمن محافظتي اللاذقية وطرطوس، وأحياء صغيرة من حمص وحماه ودمشق، ولواء الإسكندرونة. 
الدروز: يشكلون الغالبية العظمى في محافظة السويداء، ويقدر نسبتهم بـ 3% من سكان سوريا. ينتشرون بكثافة في مناطق صلخد والقريا، ومركزهم التاريخي جبل الدروز ( العرب )،وأحياء جرمانا قرب دمشق، ومجدل شمس وغيرها في الجولان. 
اسماعيليين: وفق الإحصاءات نسبتهم بحدود 1% من إجمالي سكان سوريا. يشكلون عدد لا بأس به في ريف محافظة حماه، وبعض النواحي في محافظة طرطوس، وغالبية ساحقة في منطقة السلمية، التي تعتبر عاصمة الطائفة في سوريا والشرق الأوسط، والإسماعيلية فرع من المذهب الشيعي.

إيزيدية: طائفة كردية يتوزعون في مقاطعتي الجزيرة وعفرين، يبلغ تعدادهم وفق الاحصاءات المحلية 150,000.

الشيعة: نتيجة لفتح النظام السوري الابواب أمام عمليات التشييع عبر مراكز ثقافية إيرانية، أستطاعت من خلالها تشييع مئات العوائل السورية، وإقامة المزارات وأماكن العبادة المتعلقة بهم في عدة مدن، ومنها دمشق والرقة ودير الزور وحلب. بالإضافة لهجرة مئات العوائل الشيعية العراقية واللبنانية في فترة الثمانينات والتسعينات وسكنت في عدة مناطق داخل سوريا، ويمكن إحصاء مناطق سكنهم على النحو التالي:
دمشق - زين العابدين والجورة والأمين، ويعتبر حي الأمين أهم مركز للشيعة في سورية وفيه مسجدان الأول مسجد الإمام علي بن أبي طالب وحسينية يمتد نشاطها على مدار السنة، والمسجد الآخر مسجد الزهراء.حوش الصالحية ( زين العابدين) وهي بلدة صغيرة في الغوطة الشرقية وفيها مسجد وحسينية، ويوجد عدد كبير من الشيعة العراقيين في منطقة السيدة زينب وحولها الكثير من الحسينيات والحوزات العلمية.الجورة (حي الإمام جعفر الصادق) تقع بجانب باب توما، وفيها مسجد كبير هو مسجد الإمام جعفرالصادق وحسينية. و أيضاً فيها مدارس وجمعيات ومنتديات خاصة بالطائفة. 
حلب- بلدة نبّل: تقع شمالي حلب 22 كم، كل سكانها شيعة. الفوعة: وهي قرية شرق ادلب كل سكانها شيعة عددهم 15ألف نسمة. كفريا : تقع غرب الفوعة وأيضا سكانها شيعة عددهم 4 آلاف نسمة. معرة مصرين: تقع شمال كفريا ربع سكانها شيعة عددهم 4آلاف نسمة. 
حمص - يتوزع الشيعة على قرى كثيرة أهمها أم العمد.
درعا - يوجد حوالي ألف نسمة وتوجد أقلية مهاجرة من لبنان تمركزوا في عدة مناطق منها: الشيخ مسكين، نوى- مزيريب، المليحة، الكسوة.
توجد أقلية شيعية في الرقة ومنبج والباب ودير الجمال (منطقة أعزاز). وخلال الثورة السورية أستطاعت الكثير من العوائل الإيرانية والعراقي واللبنانية الشيعية التمركز في دمشق وحمص وغيرها كجزء من سياسة التغيير الديمغرافي.
اليهود: قبل الستينات القرن العشرين كان عددهم في سوريا عشرات الالاف وفق التقديرات المحلية، قبل أن يهاجر معظمهم في مطلع التسعينيات. وحسب التقديرات فإن المئات منهم لا يزالوا يقطنون في حلب ودمشق والجزيرة حصراً.

اللغات السورية وفق النسبة السكانية
العربية – الكردية - السريانية الاشورية الكلدانية- الأرمنية – الشركسية – التركمانية.
اللغات المضافة في المدارس والجامعات: الإنكليزية – الفرنسية- والروسية.

ظلت الدساتير السورية تركز على فرض عربية الدولة واللغة والثقافة على معظم المكونات الأخرى داخل البلاد، وقد جاء في المادة الثالثة من دستور 1920: ( إن اللغة الرسمية في جميع المملكة السورية هي اللغة العربية )، فيما ثبت بنفس الصيغة في المادة الرابعة من دستور 1950( اللغة العربية هي اللغة الرسمية )، وجاء دستور عام 1973 في ظل حزب البعث ونظامه القوموي بإضافات جديدة بعد أن ثبت بدوره نفس صيغة الدساتير السابقة في ان اللغة العربية هي الرسمية، حيث شرعت في الفصل الثالث منه على فرض الثقافة واللغة العربية كأساس للدولة والشعب دون الإشارة إلى وجود لغات اخرى، ولم يكن دستور عام 2012 أفضل حالاً من سابقها بل كرست فرض اللغة العربية دون الاشارة إلى وجود لغات سورية أخرى.

إعتماداً على تلك النصوص من الدساتير السورية المتعددة خلال 90 عاماً شرعن التيار العربي القوموي المتصاعد بعد عام 1959 جميع القوانين العنصرية التي تساعد في تذويب الثقافات الأخرى داخل البوتقة العربية، لتصبح ممارسة اللغة والثقافة الكردية المكتوبة والمقروءة في مرمى التجريم والعقوبة والاحكام القاسية امام محاكم أمن الدولة. بعد عام 2012 مع تحجيم نفوذ النظام وهيمنته وقوانينه في المنطقة الكردية بسبب الحرب الأهلية السورية، توقفت المشاريع العنصرية وعمليات التعريب الممنهجة، وبدء العهد الجديد تقلص وجود النظام ونفوذه، وإقامة إدارة ذاتية ديمقراطية التي اهتمت باللغة والثقافة الكردية، وبناء هيكلية جديدة وسلك تدريس كردي استطاع بعد عام 2014 تجاوز الكثير من الظروف والعوائق الناجمة عن المشاريع العنصرية السابقة للنظام، واصبحت اللغة الكردية رسمية في روجآفا – شمال سوريا، إلى جانب اللغة العربية. وهو ما فتح المجال أمام اللغات الأخرى كالسريانية والآشورية وغيرها في التمتع بالتدريس والتعليم بشكل أوسع، وبدأت الإدارة بفتح دورات لتخريج المعلمين والأساتذة وإدخال المنهاج الجديد للتدريس في الصفوف الإبتدائية ومن ثم الإعدادية والثانوية لتصل إلى فتح المعاهد والجامعات داخل المقاطعات في شمال سوريا. 
هذا التطور فتح المجال امام جميع المكونات الصغيرة بـ روجآفا – شمال سوريا في ممارسة ثقافتهم ولغتهم على كافة المستويات والمجالات في الإعلام المتعدد.
- اللهجة الكردية المتداولة في سوريا هي " الكرمانجية "، ويتحدث معظم الكرد في سوريا اللغتين الكردية والعربية، وبنسبة تتجاوز 7% يتحدثون التركية، بالإضافة إلى شريحة واسعة من الطلاب يتحدثون اللغة الإنكليزية. بالتالي اللغات المتداولة في الشارع الكردي هي 4. 
- فيما نسبة كبيرة من الكرد القاطنين في المدن الداخلية السورية " حي الأكراد بدمشق – جبل الأكراد باللاذقية – قرى الكردية في ريف حماه " وبعض الشرائح في مناطق الشهباء وريفي جرابلس وأعزاز باللغة العربية، ولا يجيدون التحدث باللغة الكردية بسبب عمليات التعريب التي تعرضوا لها.
- يتحدث معظم العرب لغتهم الأم دون وجود لغة ثانية، ونسبة تقريبية 10% منهم يتحدثون الإنكليزية، خاصة الطلبة والجامعيين وأصحاب الإختصاصات. ويتألف المجتمع العربي في سوريا من لهجتين رئيسيتين وعدة لكنات، فالمناطق " دير الزور - الرقة - الحسكة - منبج وصولاً إلى أطرف حلب الشرقية والجنوبية والبدو في تدمر وأطراف حمص ودرعا والقنيطرة يتحدثون اللهجة الـ شاوية بشقيها الأردني والعراقي، بينما المناطق الأخرى من سوريا يتحدثون اللغة العربية المشتقة من الآرامية، وتحتوي اللهجات العامة السورية على مفردات سريانية وآرامية. نسبة متوسطة من المكونات "السريان كلد آشور- الأرمنية – الجركسية – التركمانية" يتحدثون بالغتهم الأم إلى جانب اللغة العربية، فيما نسبة ليست بقليلة يتحدثون اللغة العربية فقط.

المادة من كتاب: ( طريق الحل - المكونات السورية وسبل العيش المشترك ) 
تأليف: الباحث الكردي إبراهيم كابان والباحث اللباني فادي عاكوم
Tags

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!