مادة أسبوعية ساخرة ناقدة يكتبها للجيوستراتيجي: بوزان كرعو
تجتمع طرفي السنافر المتصارعة لتوحيد المواقف يهلل الجمهور ، ينفض الاجتماع يبكي الجمهور و ينفض عن نفسه أحزان الأرامل ، والطرف الآخر من السنافر في الخارج، خارج الإتفاق ، اللعبة ، الحلبة وخارج الخلاف يتأوه و كأنه يمثل فيلماَ فوق 18 ....، يبدأ كل طرف بعرض عضلاته ، طلباته وشروطه - و يصدر تصريحات نارية و كأنه انتصر في الحرب العالمية الخامسة .
طرف يريد الانتحار وآخر يريد الانحراف ، بينما لو استمع الطرفان لثالثهم لوجدوه يطلب الانتحار و الانحراف معاً .
يصرخ احدهم في وجه الآخر الذي من المفترض شقيقه "سنفور" مثله ، عليكم أن تنسوا بأن هناك مملكة الأناضول على الكرة الأرضية ، فيرد عليه شقيقه "السنفور" : إذا كان كذلك عليكم نسيان بأن هناك مملكة الشمس او كانتونات الشعوبية و ميزوبوتاميا و .....حتى في الحلم ... ويتابع.. انسوا مؤسساتكم العسكرية و المدنية وكافة مشاريعكم و 100 علم التي ترفعونها و صورة قائدكم و أسماء شهدائكم .....
يطلب منهم راعي الحوار في أخذ استراحة الغذاء( المشاوي و الفراريج و المشروبات الروحية .......) بينما الشعب يأكل قطعة خبز يابسة مع كأس شاي ، الخبز المصنوع من النخالة و الكسبة و قليلاً من التبن الأحمر مخلوط ببضعة حبات من الجلبان .
أنصار الطرفين ينتظرون في الخارج بينما أنصار الطرف الثالث يطقون قهراً من بقاء قيادتهم خارج أسوار حلبة الثيران .
عند خروجهم من دورات المياه يسرب كل طرف كلاماً حماسياً عن تطور الحوار ووصوله لمراحل متقدمة ، هذه التسريبات التي يشعر معه الطرف الثالث بمزيد من ارتفاع نسبة السكر في الدم و تسرع ضربات القلب لديهم !!!
كيف لا ؟؟؟ وقيادتهم شاركت الفنانين في إطلاق سيمفونية ( الهوارة الهوارة ) و هز الخصر على المسرح احتفالاً بإطلاق الحوار بين السنافر !!!
يعود الطرفان للحوار بعد أخذهم قيلولة منتصف النهار ، تفتتح الجلسة المسائية بكلمتين، الأولى بالألمانية والثانية بالاسبانية .
يلمح احد السنافر المشاركين خبرا عن إصابة الألمان و الأسبان بداء الغباء ، فليس بين الحضور من طرفي السنافر اي سنفور يتقن اللغة الألمانية و الاسبانية !!! فمن يخاطبون يا ترى؟
بعد انتهاء الكلمات الاسبانية و الألمانية ، يصرح عضو في احد طرفي السنافر أن كلام الأجانب لا يحتاج لشرح ، حيث ذكر الوفد الاسباني إن الغرب الذي دمر كردستان قد استفاق ضميره وهاهم قد جاؤوا لإزالة حدود سايكس – بيكو بتقسيم كردستان ، بينما الطرف الآخر قال بأن كلام الأسبان و الألمان ، تركزت على أن الإمبريالية بدأت تتناثر و تفكر في تطبيق نظامنا و الاستفادة من تجربتنا .
يغادر الوفد الأجنبي ، يسرع احد العقلاء من السنافر إلى جمع منافض السجائر قبل حدوث العاصفة ،و نزول سوبرمان و باتمان إلى الساحة .
يبقى الأخوة – الأعداء في إطلاق صفارات الإنذار ، الجلسة مخصصة لشكل الدولة والدستور، طرف يطالب في (دولة تعددية ) بينما الطرف الآخر يقول (تعددية الدولة ) ويصعب على الطرفين إيجاد صيغة توافقية فيضطران إلى تأجيل هذا البند
في الجلسة الأخيرة سارت الأحداث نحو خاتمتها الطبيعية، صارحوا بعضهم بعضا، فقال طرف نحن غير مقتنعين بكم أصلا وما كنا نقبل الجلوس معكم لولا الكاك و الوفد الغربي الذي جاء خصيصا لجمعنا بكم .
رد الآخر ونحن أيضا لم نكن مشتاقين لرؤيتكم إلا في زنازيننا وهل كنتم تجرؤون على تدنيس هذه الأرض المقدسة المروية بدماء شهدائنا، لقد أجبرنا على الاجتماع بكم ونحن مكرهون... استلم الطرف الأول الحديث قائلا معكم حق، نحن نكرهكم وانتم تكرهوننا، وقد اجتمعنا (با لـــ .....) وكما تعلمون لا نستطيع الخروج من الحوار بغير اتفاق، لنسعى لإنهاء هذا الحوار بإعداد بنود اللاتفاق ..... واتفقوا على:
1- تركيا دولة جارة و عزيزة على قلوبنا
2- المخطوفات الكرد اللواتي ظهرن عاريات في سجون وزنازين وأقفاص الثورة السورية في عفرين وغيرها، مسألة صغيرة لا علاقة لها بالحرية أو الشرف .
3- تسليم مهمة التحقيق حول ما ظهر على الإعلام حول الصور المسربة لمستوطني الغوطة لبيان وتقصي سبب وجودهن عاريات في السجن .
4- تجنب الانزلاق نحو الدعوات المناطقية والفئوية مثل عفرين... رأس العين.... تل ابيض... وغيرها
5- - توزيع ربطات العنق فيما بينهم وتقاسم القطن و القمح و الغاز والنفط .
6- رفع ضغط الطرف الثالث وجعله يطق قهرا .
ملاحظة: إن التشابه بين شخصيات مملكة "السنافر"، وأي شخصية على أرض الواقع ليست محض الصدفة بل إنها مقصودة والذي فيه شوكة بتنخزه .
