تركيا بين الموقف الامريكي واطماعها في دول الجوار

komari 6:03:00 ص 3:57:25 م
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A
بقلم :أحمد المالكي
تقف تركيا عائقا كبيرا امام تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط وتتخذ الاكراد حجة لها من اجل افتعال مشاكل وازمات مع دول الجوار والهدف الرئيسي اطماعها التي لا تتوقف ورغم محاولة اردوغان اصلاح اوضاع تركيا بعد ان وصلت إلى طريق مسدود سياسيا واقتصاديا ومحاولات حلحلة الازمات مع دول كبرى في المنطقة إلا إن تركيا مازالت دولة ينظر إليها العالم على انها تعمل من اجل تحقيق اطماعها .
التدخل التركي في سوريا والعراق يؤكد ان اردوغان الذي تراجعت شعبيته يختلق حربا وهمية من اجل توحيد شعبه على إن تركيا تواجه اعدائها والحقيقة ان ما يحدث من استهداف تركي في الشمال السوري يقوض الجهود الامريكية وقوات قسد في مواجهة العدو الاخطر على المنطقة وهو تنظيم داعش والذي منذ بداياته هذا التنظيم حصل على دعم تركي وتسهيلات من تركيا برعاية الاجهزة الامنية في تركيا حتى وصل الإرهابيين إلى سوريا والعراق وبعد انحسار التنظيم وتحمل قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع الولايات المتحدة مواجهة تنظيم داعش يعود من جديد النظام التركي في عملية تبدو تحرير الدواعش من قبضة قوات سوريا الديمقراطية لكن ترفض الولايات المتحدة هذا الامر وتحاول الضغط على تركيا من اجل التوقف عن استهداف قوات سوريا الديمقراطية ومنع قيام تركيا بعملية برية ورغم التفهم الامريكي المعلن لمخاوف تركيا الا ان هذا التخوف في غير محله .
الهدف المعلن لتركيا مواجهة التنظيمات التي تراها معادية من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية بعد التفجيرات الاخيرة التي شهدتها تركيا لكن ماخفي كان اعظم وهو ربما تحرير الدواعش من قبضة قوات سوريا الديمقراطية وربما مخطط جديد لاردوغان من اجل استخدام ارهابيين داعش في اطماعها التي لم تعد تخفى عن احد في احتلال اراضي عربية وايضا سرقة ثروات هذه الدول ولاينسى العالم نقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا بمساعدة تركيا وذلك من اجل التدخل في شؤون ليبيا ومحاولات اردوغان المستمرة من اجل نهب ثروات ومقدرات الشعب الليبي وتهديد دول الجوار بالإضافة إلى اطماع اردوغان في غاز شرق المتوسط .
امريكا لديها قلق واضح من تعريض تركيا حياة جنودها في سوريا إلى الخطر ولذلك تطالب تركيا بوقف عملياتها العسكرية في الشمال السوري حتى لاتخطئ الهدف وتتسبب في استهداف الامريكان بسوريا .
العالم اليوم امام خطر كبير إذا قامت تركيا بتحرير مقاتلي داعش من يد قوات سوريا الديمقراطية والعملية البرية التي تفكر تركيا في شنها على الشمال السوري رغم النفي الامريكي من احتمال وجود تحركات تركية على الحدود السورية والقيام بعملية برية سوف تؤدي إلى عودة انتشار من جديد للتنظيم في دول عربية قريبة من تركيا وقد يتسلل الإرهاب من جديد إلى مدن وعواصم غربية وقد نشهد عودة عمليات الذئاب المنفردة من جديد داخل اوروبا .
اردوغان يستغل الازمات والصراعات مع دول الجوار في توظيفها من اجل التغطية على فشله السياسي والاقتصادي والامني وهو متأكد جيدا ان الشعب التركي يريد ان يرى وجها جديدا يعيد تركيا مرة اخرى إلى صفر مشاكل ويحرر تركيا من وضع فرضه اردوغان على الشعب التركي وادى الى عداء بين النظام والشعب بسبب سياسة القمع واضطهاد المعارضين لسياسة اردوغان الذي لايعترف بالحريات ولايعرف غير الاعتقالات التي تطال كل فئات المجتمع بدون اتهامات واضحة وبدون سند قانوني فقط قانون واحد يفرض في تركيا قانون الرجل الواحد الذي يفرض رايه وسياسته على الشعب التركي .
حضور اردوغان افتتاح كأس العالم في قطر ومصافحة قادة الدول واهمها المصافحة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لن تثني اردوغان عن اطماعه في سوريا والعراق رغم انه يعرف ان مصر تعارض التدخلات التركية في شؤون الدول العربية ومصر تريد سلوكا منضبطا واكثر التزاما من تركيا بالتوقف عن التدخل في الشؤون العربية خاصة ان مصر تأخذ على عاتقها مهمة الامن القومي العربي وترفض دائما التدخلات الخارجية في شؤون دول المنطقة العربية .
امريكا لاتريد في الوقت الحالي خسارة علاقتها مع تركيا وتحاول التعامل من خلال الدبلوماسية خاصة ان الولايات المتحدة منشغلة بدعم اوكرانيا في حربها ضد روسيا وفي نفس الوقت لديها جنود في سوريا يعملون على مواجهة داعش وبعد توقف دوريات امريكية مع قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة تنظيم داعش وايضا تدريب قوات سوريا الديمقراطية عادت الدوريات والتدريبات مرة اخرى وتتمسك الولايات المتحدة بتحذيراتها لتركيا من اتخاذ منحنى خطير يقوض مواجهة الإرهاب في سوريا .
اردوغان يصر على عملية برية رغم التحذيرات الامريكية الا ان هذه العملية البرية سوف تتحمل تبعاتها تركيا والتي تريد إعادة اللاجئين السوريين مرة اخرى إلى بلادهم بعد ان شعرت تركيا ان هؤلاء اللاجئين يكبدون الاقتصاد التركي اعباء اقتصادية مكلفة وصعبة للغاية وساهم النظام التركي في اضطهاد الشعب التركي للاجئين السوريين وهي تعمل اليوم على محاولة إعادتهم إلى سوريا والتخلص منهم ولذلك لانتعجب من توجيه اصابع الاتهام التركي عن عملية اسطنبول الى السوريين وذلك من اجل ايجاد حل في إعادة اللاجئين مرة اخرى إلى سوريا .
العالم العربي اليوم مسؤول عن سيادة الاراضي العربية ولابد من استخدام العلاقات العربية مع تركيا من اجل الضغط لوقف نزيف الاستهداف التركي لاراضي عربية وهناك قرار عربي في جامعة الدول العربية يرفض التدخل التركي في شؤون الدول العربية والتوقف عن انتهاك سيادة الدول ولابد ان تستجيب تركيا اذا ارادت علاقات حقيقية مع الدول العربية وتساهم هذه العلاقات في تحسين العلاقة مع تركيا وتعود بالنفع الاقتصادي على الشعب التركي .
استهداف تركيا اراضي عربية واستهداف وقتل البشر في حدود دول عربية جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية والمجتمع الدولي مسؤول عن هذا القتل ولابد ان يكون هناك وقفة جادة من المجتمع الدولي لان حقوق الإنسان والحق في الحياة لايجب ان تكال بمكيالين وتركيا اليوم مدانة باستهداف المدنيين على حدود سوريا والعراق وامريكا عاصمة الحقوق والحريات عليها ان تتدخل من اجل ايقاف جرائم اردوغان ضد الإنسانية ولايجب ان تقف الولايات المتحدة مكتوفة الايدي امام اطماع اردوغان بالقيام بعملية عسكرية برية داخل سوريا وتهديد امن واستقرار الوضع في سوريا لان عملية برية سوف تؤدي إلى مزيد من الاضطراب والفوضى داخل سوريا وفي كل دول الجوار القريبة منها وتركيا سوف تدفع الثمن في النهاية .
----------------------
كاتب متخصص في الشؤون الامريكية والعلاقات الدولية والقضايا السياسية

شارك المقال لتنفع به غيرك

komari

الكاتب komari

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

3113545162143489144
https://www.geo-strategic.com/