هل هناك مؤامرة على الإسلام؟

آدمن الموقع
0
بقلم:  الدكتور محمد حبش
قلت دوماً إن الإسلام في العالم في عافية وخير، وأن دول العالم دون استثناء تعترف بالإسلام وتحميه، ومآذن الإسلام باتت شامخة في كل عواصم الأرض، ولا سبب لافتراض مؤامرة كونية ضد الإسلام، فالعالم بات في عصر من الحضارة الناجحة، والقانون يمنع تآمر الدول على الأديان، والأديان يحميها القانون الدولي، والإسلام بمساجده ومدارسه وجامعاته وقنواته الفضائية ينتشر في كل عواصم الدنيا، ولا سبب لتصور المؤامرة على الإسلام.
ولكن أصدقائي كانوا دوماً يغضبون من هذه الرؤية، ويصفونها بالسذاجة والدروشة، ويؤكدون أن المؤامرة على الإسلام مستمرة وأنها باتت مشروعاً عالمياً تقوده الماسونية العالمية، ويشارك فيه مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة وأوروبا وأمريكا والصين وروسيا، وأن هدفهم القضاء على الإسلام وسحق المسلمين.
لقد أمضيت أسابيع أفكر في هذا المعنى، فأنا أثق بوعي أصدقائي ودينهم وعقلهم، ولكنني أثق أيضاً بعقلي ورؤيتي ولكن لماذا لا نكاد نتفق في شيء؟
وبعد حوارات طويلة بت أدرك معهم أن هناك بالفعل مؤامرة على الإسلام، وأستطيع القول إنها ممارسة علنية ودستورية ومباشرة معززة بقرارات دستورية وبرلمانية، وتشترك فيها بالفعل الأمم المتحدة والدول الرائدة.
نعم هناك استهداف للإسلام.. ولكن أي إسلام؟
الإسلام الذي يرى أن علينا قتال الأمم حتى يقولوا لا إله إلا الله فيعصموا دماءهم وأموالهم هو بالفعل إسلام خطير تقف أمم الأرض كلها ضده.
الإسلام الذي لا يؤمن بالقانون الدولي ويرى أن من حق أفراده حمل السلاح والجهاد في سبيل الله في أي مكان يختارونه في الأرض لإقامة دولة الخلافة وهدم الأنظمة البرلمانية الكافرة هو إسلام مرعب إرهابي يرفضه العالم.
الإسلام الذي يرى أن من واجب أفراده الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتغيير المنكر باليد واللسان بدون صفة ضابطة قضائية هو إسلام غير مقبول وسيدخل المجتمع في الفوضى والعنف.
الإسلام الذي يرى أن عبادة الله تكون في لعن النصارى واليهود وتخصيص خطب الجمعة للهجوم عليهم وتحقير كتبهم وأديانهم.. هو إسلام مستهدف بالفعل…
الإسلام الذي يعلم الناس وجوب البغض في الله وأن 999 بالألف من البشر هم حطب جهنم ولا تجوز محبتهم ولا ودهم هو إسلام خطير بالفعل.
الإسلام الذي يرى أن المرأة كلها عورة من رأسها إلى أخمص قدميها وأنها ملزمة بالنقاب في كل أحوالها لا يجوز أن ترى الرجال ولا يراها الرجال، وأنها فتنة يستشرفها الشيطان إن أقبلت وإن أدبرت، وهي زانية إذا تعطرت، هو إسلام خارج المنطق، وخارج الواقع يسيء أبلغ الإساءة للمرأة والرجل جميعاً وسيحاربه العالم بكل تأكيد دفاعاً عن المراة.
الإسلام الذي يمنح الولي الجاهل حق تزويج طفلة جبراً عنها، أو تزويج طفلة لعجوز، هو إسلام جاهلي لا يمكن أن يقبله العالم الحر أو يبرره...
الإسلام الذي يعلم أن تارك الصلاة يقتل هو إسلام سيحاربه العالم كله!
………………………..
من الطبيعي أن تعلن أي دولة أنها ترفض هذا اللون من الإسلام على أراضيها على الأقل، وأن تناضل لوقف هذا الفهم الخطير للدين وما يعنيه من ازدراء وتهديد للأمم.
نعم أيها الأصدقاء.. إذا كنتم تقصدون أن العالم يتآمر ضد هذه الممارسات فأنتم على حق… والعالم كله ومعه كل المؤسسات الإسلامية الرشيدة يرفضه ويسعى لوقف تقدمه ومنع انتشاره...
................
أما الإسلام الإيجابي الذي يعمل من جوهر الرسالة رحمة للعالمين، ويناضل من أجل الحرية والتحرر، ولا يقر الإكراه والكراهية في شيء، ويدعو للعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، ويمنح المرأة حريتها وتحررها وتمكينها، فهو إسلام متصالح مع العالم، وشريك في صناعة الحضارة وحماية حقوق الإنسان، وهو محل احترام وترحيب في العالم المتحضر، وله في كل عواصم العالم اليوم مؤسسات ومساجد وهيئات ومدارس وصحف وجامعات وقنوات فضائية، وهو إسلام محبوب ومكرم، ولا يعاديه إلا حزب عنصري بغيض.
---------------------------------
المصدر: الصفحة الرسمية على الفايسبوك

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!