لإرضاء تركيا وأهوائها وشذوذها.. أعطوه كردياً؟!!

komari
0
خاص/ هيئة تحرير الجيوستراتيجي للدراسات 
الرضوخ للشروط التركية وإبتزازاتها تجبر بعض الدول في النادي الأوروبي- التنازل عن مبادئها حول الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، لتتحول تلك المبادئ المقدسة إلى شبكة عنكبوت هشة تنتهك بمجرد وضع المصالح قبل الحقوق، وكإن هذه الديمقراطيات مزيفة يتم تجاوزها بمجرد تعارضها مع المصالح الخاصة.
خلال العقود المنصرمة لم تكن حقوق الإنسان والدفاع عن قضايا الشعوب مساراً للدول التي تتحدث حول الديمقراطية، ونقصد هنا القضية الكردية، لخصوصيتها وإرتباطها بشكل مباشر في دولة عضوة في حلف الناتو، تركيا، وبما إن جغرافيتها ساعدت في إجبار القوى الغربية لإتخاذ موقف الصمت حيال ممارساتها الإرهابية ضد الوجود الكردي، وبالرغم إن الهجرة الكردية المليونية للدول الغربية شكلت معضلة إلا أن إتخاذ سياسة الصمت والقبول والرضوخ باتت تشتهر فيها الدول الأوروبية، وقد يكون ذلك حقها في تغليب مصالحها على حقوق الآخرين، ولكن المشكلة إن المنفذ الوحيد الذي ينظر إليه الشعوب الطواقة للحرية هي الدول الغربية، بعكس المعسكر الشرقي والدول العالم الثالث التي تمارس الفواحش الأمنية والإرهاب اليومي بحق المختلفين معها. ولم يعد هناك أي ملجئ حقيقي لأي ناشط حول العالم في التخلص من الأنظمة الإبتزازية التي تمارس الإرهاب بحق الإنسان الكردي.

عضوية حلف ناتو مقابل تسليم الكرد !

من المفارقات الخبيثة إن الشروط التي يوضعها النظام التركي على أي تعامل أو علاقات مع أية دولة في العالم يربطها بشكل مباشر في مدى علاقات تلك الدول ومواقفها مع الأطراف والقضية الكردية، لدرجة إن ممارسة الإبتزاز المستمر من قبل النظام التركي أصبح أداة لإجبار الكثير من الدول في الخضوع للرغبات الخبيثة التركية، ولعلنا جميعاً رأينا الشروط التي قبل بها تركيا عضوية كلاً من فنلندا والسويد للإنضمام إلى حلف الناتو، وهي نفسها الشروط التي وضعتها على كافة الدول الغربية لبقاء تركيا حليفاً لها " وضع حزب العمال الكردستاني " وكل من يخالف السياسات التركية من الكرد، على قائمة الإرهاب. وإجبار تلك الدول على تسليم أي ناشط كردي يملك الجنسية التركية، إلى المقصلة التركية التي تفرم كل كردي يعارض السياسات الهمجية والوحشية التركية بحق الشعب الكردي.
وإذا نظرنا في العلاقات التركية مع جميع الدول سنجد الملف الكردي على رأس الأولويات التي تبحث فيها تركيا، وكشرط أساسي لملامح أية إتفاقيات هو عدم تقديم تلك الدول أية دعم للكرد. وإذا دخلت تركيا في مفاوضات مع أي طرف تجد تلك الدول تستسلم للإبتزاز التركي. والشروط التركية واضحة " أعطونا كردياً ". والكردي الآخر ينتظر دوره كي يتم المساومة عليه لأن يتم تقديمه كبش مقابل الإرضاء التركي. 

لعنة الجغرافية

من سخافات لعنة الجغرافية التي تلاحق الكردي في موطنه التاريخي وفي دول الإغتراب، إنه تحول لورقة يمكن التساوم عليه متى تشاء الدول والانظمة المحتلة لكردستان والمتعاملة معها برضاء أو ضمن سياق الإضطرار والظرف الدولي.
يقال في المثل التركي " أينما وجدت الكردي أقتله، والكردي الجيد هو الذي يتواجد تحت التراب "، فيما يقول الكردي " لو إن الكردي وضع أساس بيت له في المريخ فإن الأنظمة المحتلة لكردستان سوف تعمل على الوصول إليه لقتله هناك "، وتعتبر الجهات الامنية التركية وشركائها الناظمين الإيراني والسوري إن الكردي في الشرق الأوسط وخارجه مشروع تصفية مستمرة، لا سيما المفكرين والسياسيين والناشطين والمثقفين، هذه الطبقة التي يجدها هذه الأنظمة خطراً على وجودها، وفي الواقع يربطون وجود أنظمتهم بمدى إضطهادهم وقتلهم للكردي.
لذا تعمد هذه الأنظمة على طمس الهوية الكردية، وتاريخه، ودوره في الفعاليات التكوينية للمجتمعات الشرق الأوسطية، مقابل القبول بكردي تحت الطلب، يخضع لإرادة الآخرين، يجرد من الإحساس بإنتمائه القومي، ويجب أن يبقى ضمن إطار القبلية البدائية الغير متفاعلة مع التطور البشري وضروراته في الحفاظ على قضيته وإستقلاليته، ويتأثر بالطرق الصوفية المضللة التي تدار من قبل جماعات سياسية تغطي نفسها بعباءات دينية.
قد يكون عملية التغييب الذهني لفترة زمنية ممكنة من خلال ممارسة الإرهاب والتصفية العرقية وبث الخوف داخل المجتمع، وهو بالفعل ما نفذته الأنظمة الإجرامية التركية والسورية والفارسية والعراقية خلال عقود طويلة، ولكن ذلك ساعد على زيادة التفاعل الكردي وظهور شريحة ألتجت للنضال بكل وسائله في مواجهة آلة القتل الممهنجة.
في الفيزياء " الضغط يولد الانفجار" وهو ما حصل بالضبط، الممارسات الإرهابية التي تم ممارسته بحق الكرد أدى في المحصلة لمواجهات عسكرية مستمرة خلال قرن كامل، دون أن تدرك تلك الدول حقيقة فشل السلوكيات العنفية التي تمارس بحق الشعب الكردي، واللجوء إلى لغة الحوار والحل، وحل القضية الكردية ضمن إطار الكيانات التي بنيت أجزاء كبيرة منها على ديموغرافية كردستان. ولكن هؤلاء الأنظمة وأعوان المشانق لم يفهموا هذه الحقيقة، وتسبب ذلك في إستمرار المواجهات القائمة.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!