لو دامت لغيرك ....في مثل هذا اليوم

komari
0
يكتبها للجيوستراتيجي: أ. شكري شيخاني
هو برنامج تلفزيوني يذكر فيه احداثا" محلية وعربية ودولية حدثت في مثل هذا اليوم .وكان يقدمه على شاشة التلفزيون السوري, المرحوم الدكتور توفيق البجيرمي رحمه الله. ولان هذا اليوم 10-6- العاشر من حزيران يصادف ذكرى وفاة الرئيس حافظ الاسد من العام 2000..ومرت السنوات ضمن روتين ...ظاهره عادي تماما على المشهد السياسي السوري من 2000 ولغاية 2011 . ولكن في الخفاء كانت هناك الكثير من الاحداث والاسرار (( وما اكثرها في دولة البعث )) ولكن هذه الاحداث والاسرار, بقيت ضمن اروقة القصور الرئاسية.. وهي جملة ملفات كبيرة وضخمة تفوح منها روائح كريهة جدا"اولها واهمها ملف المعتقلين السياسيين, بسبب ومن غير سبب, وفي مقدمة هؤلاء المعتقلين ,هو المعتقل رغيدى الططري وأطلق عليه لقب عميد السجناء على مستوى الوطن العربي نظرا" لوجوده في المعتقلات على مدى 42 سنة..بين سجن المزة وتدمر وعدرا وصيدنايا . والسجين رغيد ططري والذي تم اعتقاله في العام 1981 عندما كان برتبة ملازم اول في عهد الرئيس حافظ الاسد ومايزال الى يومنا هذا . وكان لي الشرف بلقاءه والجلوس معه في نفس الغرفة اثناء اعتقالي في العام 2005 على يد مخابرات فرع فلسطين ومن ثم ايداعي في سجن صيدنايا ورثها..ملف المعتقلين هذا واحد من جملة ملفات ورثها الرئيس بشار الاسد من والده. كما قلت كانت رائحة الفساد السياسي والعسكري والامني .اضافة الى ملفات الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والصحي .. ملفات كلها تزكم الانوف ,وتدمع العيون لما فيها من مأسي ظلت تتراكم وتتراكم حتى انفجرت مع بداية العام 2011..فارباب المافيات التي تربت وترعرعت في كنف عهد الرئيس الاب..كبر نابها ..وتنامى حجمها وتمددت افقيا" وعاموديا"... ومن المؤكد ان ما حصل بعد عام 2011 يختلف كليا" عما حصل قبل ذاك العام وان كانت بعض من الاسباب ترجع الى ما قبل ذلك بكثير ..قد يتساءل البعض انني اكتب كلمة ( الرئيس ) قبل ذكر الاسم فانا برأي الشخصي ارى ان كلمة الرئيس هو منصب لرئاسة سوريا بغض النظر عن الاسم فالمنصب باق والاشخاص الى زوال مهما عمروا ومهما بقوا وتمسكوا وتشبثوا فلابد من الرحيل ... وقصص وحكايات الكثير من الزعماء في مختلف انحاء العالم تروي لنا بل وتترج حرفيا" مقولة لو دامت لغيرك لما وصلت اليك(( If it lasted for others, it would not reach you))وتعني العبارة أن دوام الحال من المحال، وأن العرش لابد
زائل وإن طال المقام، فلا تغتر أيها الإنسان، فالعمر وإن طال قصير، والمجد وإن علا زائل
بقي على الشخص المسؤول ان يتعظ.. ويتفكر ويتدبر امره.....1 - .فمن الجمال والروعة ان تذكر بالخير اناس مروا وكانوا مسؤولين وسيرتهم عطرة ورائحة العفة والنزاهة تفوح من خلال اعمالهم قبل اقوالهم ومن الممكن تماما" ان تقصد ضريح ذاك المسؤول وتضع باقة من الورد وتقرأ الفاتحة وايات الرحمة والغفران وتستذكر ايامه بالخير والبركة 2 - بينما اذا جاءت سيرة مسؤول ما وكان دكتاتور متسلط . مجرم, وارهابي, وقاتل, ومنتهك اعراض الناس, ورائحة الوساخة والعفونة تملأ المكان..فلن تذكره الا بكلمات اللعنة واقوى انواع الشتيمة... و لو استطعت ان تقوم بالتبول على قبره لفعلت بدل من ان تضع وردة على قبره.. ولنا في قصص الكثير من الرؤساء والزعماء حول العالم هي شاهدة على ما نقول في هذا المقام .. ومن باب النصيحة نكرر القول المأثور ..لو دام لغيرك ما وصلت اليك.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!