خطر انسحاب القوات الأمريكية على كورد سوريا

Site management
0
هيئة تحرير الجيوستراتيجي للدراسات
انسحاب القوات الأمريكية من سوريا يضع الكورد أمام مخاطر أمنية كبيرة. تعتمد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يقودها الكورد، على الدعم الأمريكي من حيث التدريب والمعدات والاستخبارات الجوية.  
في حال انسحاب هذه القوات، سيكون من الصعب على الكورد الحفاظ على مكاسبهم في مواجهة تهديدات متعددة، منها:
تنظيم داعش: على الرغم من تراجع التنظيم، لا يزال يشكل تهديدًا عبر الخلايا النائمة، خاصة في المناطق المحررة.
تركيا: ترى تركيا في قسد تهديدًا بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني (PKK). انسحاب القوات الأمريكية قد يشجع تركيا على شن عمليات عسكرية جديدة ضد المناطق الكردية، كما حدث في عفرين وتل أبيض.
النظام السوري وحلفاؤه: انسحاب الأمريكيين قد يفتح المجال أمام قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وإيران للتقدم إلى المناطق التي يسيطر عليها الكورد، ما يعني فقدانهم للاستقلالية الذاتية.

2. تراجع الدعم السياسي والاقتصادي
غياب الأمريكيين قد يؤدي إلى انقطاع الدعم الدولي للكورد، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضًا على صعيد المساعدات الإنسانية والتنموية، ما يزيد من هشاشة المجتمعات الكردية.
سيؤدي هذا الانسحاب إلى تقويض الشرعية السياسية للإدارة الذاتية الكردية، حيث تعتمد بشكل كبير على دعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

3. تغيير موازين القوى الإقليمية
الانسحاب الأمريكي سيخلق فراغًا في السلطة يمكن أن تستغله قوى إقليمية ودولية مثل إيران وروسيا وتركيا. هذا التغيير قد يؤدي إلى تقويض النفوذ الكردي في المنطقة، وربما القضاء على مشروعهم السياسي في شمال شرق سوريا.

استراتيجية إقناع الأمريكيين بالبقاء

1. إبراز أهمية الكورد كحلفاء استراتيجيين
شريك فعال ضد الإرهاب: يمكن التركيز على دور قسد في هزيمة تنظيم داعش وضمان عدم عودته. استمرار وجود القوات الأمريكية يضمن الاستقرار في المناطق المحررة ويمنع عودة التنظيم.
تقليل التكاليف الأمريكية: الكورد يقومون بمعظم العمليات على الأرض، مما يعني أن وجود القوات الأمريكية محدود التكاليف مقارنة بالحروب الأخرى.

2. تحذير من المخاطر الإقليمية
تعزيز نفوذ روسيا وإيران: الانسحاب سيسمح لروسيا وإيران بملء الفراغ، ما يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة.
زعزعة الاستقرار: سيناريو انسحاب أمريكا قد يؤدي إلى تصعيد الصراعات الإقليمية، خاصة مع تركيا، ما سيؤدي إلى موجات جديدة من اللاجئين، وهو ما يضر بالمصالح الدولية.

3. اللعب على ورقة الأخلاق والمسؤولية الدولية
التخلي عن الحلفاء: يمكن الإشارة إلى أن الانسحاب سيُعتبر خيانة لحليف أساسي قاتل نيابة عن العالم الحر ضد داعش، ما يضر بسمعة الولايات المتحدة كقوة تحمي الديمقراطية والحقوق.
كارثة إنسانية: الانسحاب قد يؤدي إلى كوارث إنسانية كبرى، بما في ذلك التهجير القسري للكورد وتدمير المجتمعات المحلية.

4. الدبلوماسية والمناصرة
تحالفات مع الكونغرس: الكورد بحاجة إلى بناء علاقات أقوى مع المشرعين الأمريكيين لزيادة الضغط على الإدارة الأمريكية لضمان استمرار الدعم.
التعاون مع الإعلام ومراكز الأبحاث: إيصال رسائل مدروسة للإعلام الأمريكي ومراكز الدراسات الاستراتيجية حول أهمية استمرار القوات الأمريكية.

5. إستراتيجية طويلة الأمد
تعزيز الإدارة الذاتية: الكورد بحاجة إلى تعزيز نموذج الحكم في مناطقهم وإظهار النجاح كمثال ديمقراطي يمكن دعمه.
تنويع الحلفاء: في حال الإصرار الأمريكي على الانسحاب، يجب أن يبحث الكورد عن دعم بديل من الاتحاد الأوروبي أو تشكيل تحالفات إقليمية للحفاظ على مكتسباتهم.

الخلاصة

انسحاب القوات الأمريكية من سوريا يمثل تهديدًا وجوديًا للكورد، مما يتطلب استراتيجية شاملة تعتمد على إبراز أهمية التحالف مع الكورد وحماية مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على التوازن بين المصالح المشتركة والضغوط السياسية الداخلية والخارجية في الولايات المتحدة.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!