خبراء الجيوستراتيجي يحللون: دوافع وأبعاد والنتائج المحتملة لهجوم هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" على حلب

Site management
0
تقدير موقف: فريق الجيوستراتيجي للدراسات
شهدت مدينة حلب تصعيداً خطيراً يوم أمس مع تنفيذ هيئة تحرير الشام (المصنفة على قائمة الإرهاب)، بقيادة أبو محمد الجولاني، هجوماً مفاجئاً على مواقع شمال المدينة. هذا الحدث يمثل تطوراً مهماً في سياق الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من عقد، وله تداعيات محلية وإقليمية واسعة.

الأسباب:

1. الصراعات الداخلية بين الفصائل:
يعكس الهجوم رغبة هيئة تحرير الشام في تأكيد هيمنتها على الفصائل المسلحة في شمال سوريا، لا سيما تلك الموالية لتركيا والتي تسيطر على مناطق في الشمال السوري.
الهجوم قد يكون رداً على تزايد الضغوط التركية على الهيئة لتقليص نفوذها، خاصة مع التقارب التركي-السوري في الأشهر الأخيرة.
2. تعزيز موقف الهيئة داخلياً:
تسعى هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على إدلب، إلى تقديم نفسها كقوة أساسية لا يمكن تجاهلها في أي تسوية سياسية قادمة. الهجوم على حلب يعكس محاولتها لتوسيع نفوذها وفرض شروطها.
3. التوقيت الاستراتيجي:
الهجوم يأتي في وقت تعاني فيه الحكومة السورية من ضغوط اقتصادية خانقة، ما يجعلها أكثر عرضة للهجمات. كما أن انشغال الأطراف الإقليمية، مثل تركيا، بأزماتها الداخلية قد منح الهيئة فرصة للتحرك.

الأبعاد:

1. التوتر التركي-الروسي:
التصعيد في حلب قد يعقد التفاهمات الروسية-التركية حول إدارة الشمال السوري. روسيا تدعم الحكومة السورية وتعتبر حلب منطقة استراتيجية، بينما تركيا تدعم فصائل المعارضة في مناطق أخرى.
الهجوم يضع تركيا في موقف محرج، حيث يبدو أنها غير قادرة على كبح جماح هيئة تحرير الشام.
2. الأبعاد الإنسانية:
تصاعد العمليات العسكرية في حلب سيؤدي حتماً إلى نزوح جديد للسكان، وزيادة في الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تعيشها المنطقة.
3. الدور الإقليمي:
الهجوم يعكس انقسامات عميقة في معسكر المعارضة المسلحة، وربما يشير إلى تغييرات في ميزان القوى داخل المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.
الأطراف الإقليمية مثل إيران وتركيا قد تستغل هذا التصعيد لتعزيز مكاسبها السياسية على حساب الأطراف الأخرى.

النتائج المحتملة:

1. تصعيد عسكري طويل الأمد:
الهجوم قد يؤدي إلى ردود فعل عنيفة من الحكومة السورية، بدعم من روسيا، مما يعني احتمالية اندلاع معارك واسعة النطاق في حلب.
قد تشهد المنطقة الشمالية صراعاً بين هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا، ما سيزيد من تعقيد الوضع.
2. ضغوط دولية متزايدة:
التصعيد في حلب قد يدفع القوى الدولية إلى التدخل دبلوماسياً لمحاولة تهدئة الوضع. هذا قد يؤدي إلى جولات جديدة من المفاوضات حول مستقبل الشمال السوري.
3. تقوية موقع هيئة تحرير الشام:
إذا نجحت الهيئة في الاحتفاظ بالمكاسب التي حققتها، فقد تتمكن من تعزيز نفوذها في مناطق جديدة، ما يجعلها لاعباً أكثر قوة في المشهد السوري.
4. تأثير على العملية السياسية:
قد يؤدي الهجوم إلى تعقيد جهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في سوريا، حيث سيتعين على الأطراف المعنية مراعاة الحقائق الجديدة على الأرض.

المحصلة:
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب يوم أمس يشكل تطوراً خطيراً يحمل في طياته أسباباً متعددة وأبعاداً إقليمية ومحلية. بينما تسعى الهيئة لتعزيز نفوذها، فإن تداعيات الهجوم قد تكون كارثية على الصعيد الإنساني والسياسي. ستتوقف النتائج النهائية على ردود الفعل المحلية والدولية، ومستوى التصعيد أو التهدئة الذي ستشهده المنطقة في الأيام القادمة.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!