بعد سوريا تركيا مرشحة للصراع والتقسيم الداخلي (الجزء الثالث من الصراع السني – الشيعي )

آدمن الموقع
0

من الواضح إن الاستعدادات للعملية العسكرية التركية الجارية الآن بدأت قبل الانتخابات التركية ، والأرجح تم تجهيز المخطط في كواليس السياسة التركية قبل السماح للحزب الكوردي بالفوز في الانتخابات وبتجاوز الخط العاشر دون قلاقل وإشكاليات التي تمتاز بها الاستخبارات التركية طيلة العقود الماضية في إعاقة أي تطور للقضية الكردية ..

ولعل المشهد الآن يشير إلى تطبيق عملية ذكية من قبل نظام أردوغان الذي سيطر على المؤسسة العسكرية خلال العشر السنوات الماضية ولا يزال يسيطر على البرلمان والسياسات وسن القوانين والفرمانات . وملامح هذه العملية تنفيذها كان مقرراً بعد الانتخابات حتى يتهيأ الداخل التركي لها وأيضاً يدخل حزب الشعوب الديمقراطية الكوردي في فكي كماشة الصمت حيال أية عملية تركية ضد مقاتلي حزب العمال أو التحرك ويكون مصير الحزب الاتهامات والمحكمة التي قد تتهم الحزب بالإرهاب ويكون مصيرها الحل وخلق حالة فوبيا لدى شرائح واسعة من الشارع الكوردي التركي من مغبة الاعتقالات والتصفية وإعادة الرعب كما كان في العقود الماضية ، وهذا ممكن في ظل صمت المجتمع الدولي والاتهامات الجاهزة في تصنيف حزب العمال بالإرهاب رغم إن هذا الحزب وأجنحته في سوريا والعراق وإيران وتركيا تساهم في مقارعة الإرهاب ..
الإيحاءات التركية في خلق حالة التقسيم الكوردي وفتح المجال أمام حزب الديمقراطي الكردستاني – العراق في الترعرع داخل الشارع الكوردي وتقديم البارزاني كحل بديل للكرد في تركيا سيدفع بالشرائح المترددة والأجيال المربية على الخوف والاعتقال والظل باختيار أي خيار من أجل عدم العودة لأي سيناريو سابق في المشهد الكوردي التركي ..
يروج آلة الإعلام التركية وبمساعدة بعض الوسائل الإعلامية العربية والكردية الحليفة لها مسألة : إن هناك فرق بين فكر ورؤية حزب الشعوب الديمقراطية الكوردي التركي وأوجلان وحزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د في سوريا مع قنديل ؟!، وإن حزب العمال الكردستاني هو العدو فقط في هذه العملية ويجب القضاء عليه لأن أوجلان مع السلام وهذا الحزب ضد السلام .!! كما إن ضرب قواعد حزب العمال ليس لها هدف قومي أو أثني وإنما تركيا تدافع عن أمنها الاستراتيجي ؟!..
إنه من السخافة أن نصدق ما يردده الأتراك لتبرير هجمتهم الوحشية ، لأن تاريخ النزاع بين الكرد وتركيا يثبت لنا نظرية : إن الأتراك لو أقيم إقليم كوردي في أفريقيا لحاربوها ومنعوها وإن الكرد جميعهم بنظر الأتراك أعداء .؟؟
لهذا فإن المخطط التركي المرسوم والذي بدأ بتنفيذه عبر الطائرات الحربية وبعنف شديد يرمي إلى تغيير المعادلة حسب فهمهم وإعادة حزب العمال إلى الكهوف بدل من المدن وإنشاء إدارات داخل تركيا وحولها ؟..
وإن العملية تتركز في ضرب منابع ومعاقل حزب العمال حسب اعتقاد الأتراك إن حجموا قوة الحزب في قنديل فإن ذلك سينعكس سلباً على روج آفا / شمال سوريا / حيث الإدارة الذاتية – ويتوقف التطور فيها وسيخصص حزب العمال طاقاته وتمويله لشراء الأسلحة والتطور في الجبال - وبذلك يكون هناك عملية استنزاف له ووقف دعم قنديل لروج آفا ..؟؟
لهذا كان لا بد من وقوع حدث كبير من أجل التبرير للتحرك العسكري العنيف والبدء بتطبيق المخطط يكون فيها الأتراك المتهمون الأول فيدفع ذلك بالمتحمسين الكرد والموالين لحزب العمال إلى التحرك بشكل عنيف ويبررون للمخابرات التركية باعتقالهم وتحجيم نشاطاتهم ، وبذلك يتم عملية تحجيم نشاطات حزب العمال في الداخل التركي ويرافقه ضرب المواقع في قنديل لتحجيمها عسكرياً .
ولعل تلك الشرارة التي خطط لها الأتراك هو تفجير العنيف بمدينة السروج الكردية قبل شهر ونجم عنه قتل العشرات من الناشطين الكرد واليساريين المتحالفين معهم والمتضامنين مع كوباني – وبالمناسبة إن تحجيم اليسار الراديكالي التركي أيضاً هو هدف لنظام أردوغان لأن تطور تحركاتها داخل تركيا يقلق الإسلاميين وسلطة أردوغان السياسية والعسكرية ..

في القسم الثاني من الجزء الثالث لصراع السني الشيعي نتابع : الورطة التركية وإشعال الداخل التركي وإعادتها إلى موقع الضعف والتقسيم .. 

إبراهيم كابان 

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!