وجه الأحداث في سوريا وشهر العسل التركي - الروسي

آدمن الموقع
0


لتركيا امتداد اقتصادي في العمق الأوروبي، وتسيطر على جنوب بحر الأسود بشكل كامل، وأيضاً لها تأثير على أذربيجان التي هي منبع النفط والغاز، ولديها تداخلات في منطقة البلقان، لاسيما ألبانيا وكوسوفو وحتى داخل الجمهوريات المستقلة عن روسيا من خلال الجماعات المتطرفة التي تجابه بعض الحكومات في تلك الدول، إلى جانب سيطرتها على مضيق ايجا البحري بين البحر الأسود والمتوسط. الدور التركي الحيوي في الشرق الأوسط وإمكانية توظيفها للضغط على أوروبا وقطع الطرق على مد خط الغاز إليها بالنسبة لروسيا أمر ملح في ظل الهدوء والمرونة التي أبداها الإدارة الأمريكية حيال التطورات الجارية في سوريا، ولعل إمكانية تبادل الحاجة بين الروس والأتراك لاعتبارات عديدة هي الغاية الحالية لكلا الطرفين في تكريس أهدافهما داخل سوريا والمنطقة، بعد أن أصبحت روسيا الحاكم الفعلي في دمشق، وباتت لها التأثير الكلي على مناطق سيطرة النظام والمعارضة بحكم القوة الجوية التي استخدمتها ودمرت بها جيوب المعارضة، وهذا ليس ببعيد عن طبيعة العلاقات التركية مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات في مسألة الصراع مع إيران والتحالف الشيعي. هذه العوامل تمكن تركيا من التحرك نحو إجراء بعض التطور والتغيير في مجريات الأحداث السورية والتقرب من الروس لعرض المصالح عليها سواء في سوريا أو بحر المتوسط ومضيق إيجا، وفتح المجال للروس في التطويق على أوروبا أكثر بعد هيمنة أوروبا الغربية على دول أوروبا الشرقية التي كان للروس التأثير فيها خلال العقود الماضية، لاسيما التطورات التي شهدتها أوروبا الشرقية وإقامة حلف الناتو بتنصيب بطاريات الصواريخ المضادة للتحركات الروسية المستقبلية في عدة دول غربية على الحدود مع روسيا، واستمالة الدول الغربية لـ أوكرانيا التي تجابه روسيا بدعم أمريكي. وهي عملية التسابق وتوظيف واستخدام الأجندة، حيث تضييق الخناق في أوكرانيا واليابان وكوريا الجنوبية وأفغانستان والهند وباكستان ودول أوروبا الشرقية، دفعت بالروس إلى محاولة تقليص الوجود الأمريكي الغربي في سوريا من خلال دعم النظام من طرف وتقاسم الجغرافية السورية مع الأمريكيين والغرب من طرف آخر بغية توزيعها على نفسها والأمريكيين، وهي عملية مكشوفة لتكريس نفوذها بشكل فعلي مع إعطاء أحقية تكريس النفوذ الغربية الأمريكية، من هنا تحاول تركيا لعب الدور المؤدي إلى تسليم مناطق المجاميع المسلحة للروس وفتح المجال أمام الوجود الروسي في الاستحواذ على المساحات الشاسعة من سوريا وذلك كورقة ضغط على الإدارة الأمريكية والدول الغربية لدفعهم إلى وقف مسألة دعم الكرد في روجآفا – شمال سوريا. 
فهل تمر مشاريع الأتراك بهذه السهولة في ظل الأزمة التي تعصف بعلاقتها مع الغرب ؟.
 

إبراهيم كابان 

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!