التحركات التركية في إحتلال سوريا والمواجهة مع الكورد

آدمن الموقع
0
الخوف التركي من تشكيل إقليم كوردي محاذي لحدودها الجنوبية دفعها إلى إعادة ترتيب مخططاتها تجاه مفاصل الوضع المتأزم في سوريا، إلى جانب توظيف إمكانيات مفتوحة لإعاقة الوضع الكوردي الناشئ في شمال سوريا،
 لاسيما وإن أي تطور كوردي في سوريا سينعكس بشكل مباشر على الوضع الكوردي في تركيا التي تشهد صداماً عنيفاً داخل عشرات المدن المنتفضة في وجه نظام حزب العدالة والتنمية الحاكم. وما يقلق الأتراك أكثر هو إن طبيعة الحراك السياسي والخلفية الفكرية التي تقيم عليها الفعاليات السياسية والعسكرية بروج آفا هي نفس الفلسفة النضالية المعتمدة لدى الحراك السياسي الكوردي في تركيا، وهو ما يزيد من المخاوف التركية حيال ما نتجت عنه السنوات الأربعة الأخيرة من الحرب الأهلية السورية وتفكك المعارضة وفشل المتطرفين باحتلال المنطقة الكوردية في الشمال السوري وتدميرها .
ولعل المشهد بنتائجه النسبية ومفرزاته العسكرية والسياسية فرضت خيار الدولة اللامركزية وضرورة إقامة أقاليم فدرالية لمكونات المجتمع السوري بعد حالة التنافر والصدام العنيف نتيجة للحرب والصراع الدموي الجاري بين السنة والشيعة, والكورد والمتطرفين .
وتعتقد تركيا إن التطورات الناتجة عن الصراع السوري قد أفرزت وضعاً كوردياً جديداً مماثلاً لما حصل في العراق ونتج عنه إقليم فدرالي، وإن الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا بعد دعمهم العلني لوحدات الحماية الكوردية وإشراك الكورد في غرفة عمليات التحالف والاعتراف الضمني بالوضع الناشئ في روج آفا سيكون دافعاً طبيعياً ااشعب الكوردي بمطالبة وضع خاص بهم داخل تركيا أيضا، بعد أن ظهرت بوادر إعلان نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال كوردستان، وبذلك تخسر تركيا حدودها بالكامل معسوريا كما خسرتها مع العراق سابقاً، وتبدأ معركتها الداخلية مع الكورد ومواجهة عملية تفكيك تركيا .
من هذا المنطلق تحاول تركيا بشتى الوسائل إعاقة هذا المشروع في روج آفا، وطرح البديل على الدول الكبرى، والتحرك باتجاه ضرب منجزات سلطة روج آفا وقواتها المسلحة، باستخدام أطراف ومنظمات وأحزاب وفي مقدمتها المعارضة السورية التي تتخذ من تركيا معقلاً لعملياتها .
توافق الأتراك والائتلاف وتقاطع المصالح مع المجلس الوطني الكوردي
1- فقدت تركيا عملياً الكثير من أجندتها الفعلية داخل سوريا بعد الهزائم التي منيت بها منظمة داعش أمام تقدم قوات سوريا الديمقراطية، وتراجعت المعارضة بجماعاتها وكتائبها في معظم الجبهات أمام تقدم النظام، إلى جانب خسارتها لبعض النقاط الإستراتيجية في شمال حلب لصالح قوات سوريا الديمقراطية، ولم يبقى بيد الأتراك سوى الائتلاف الوطني الذي يعول عليه في محاربة النظام والكورد معاً وإن كان الأهم بالنسبة للأتراك هو محاربة الكورد قبل النظام.
2- يقود الائتلاف عدد من الألوية والكتائب المسلحة بالإضافة إلى جيش الإسلام وحركة أحرار الشام المرتبطين بجماعة أخوان المسلمين من طرف ومن طرف آخر تنتمي حركة أحرار الشام فكرياً وعقائدياً إلى منظمة القاعدة كشريكتها جبهة النصر التي تعملان معاً في معظم مواقع تواجدهما، وينتشر مسلحي الائتلاف ضمن محافظة حلب وإدلب وفي الغوطة الدمشقية وريف درعا وبعض النقاط في ريف حمص وحماه والساحل. ويتشكل الائتلاف سياسياً من حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، حركة معاً من اجل سورية حرة وديمقراطية، الكتلة الوطنية الديمقراطية وتيار المواطنة، المجلس الوطني السوري وضمنه المجلس الوطني الكوردي، المجالس المحلية السورية، التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة، الشخصيات الوطنية المستقلة، المنتدى السوري للأعمال ، رابطة العلماء السوريين، مجالس القيادة العسكرية العليا للجيش الحر، مكتب الحراك الثوري. وتسيطر جماعة أخوان المسلمين على الائتلاف بحكم قربها من دولة قطر وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، كما يجمع الأتراك بالإخوان عدة قواسم مشتركة سواءً كانت دينية أو قومية، حيث مشروع الأخوان الرافض لوجود أي حق كوردي في سوريا يتوافق مع الرؤية التركية لمنع إنشاء أي وضع كوردي خاص في شمال سوريا. ويتوافق مشروعهما مع القومويين العرب داخل الائتلاف إلى جانب سيطرة الممول التركي على قرار الائتلاف وتحركاته في الداخل والخارج.
3- أتخذ المجلس الوطني الكوردي بعد سيطرة حزبي الديمقراطي الكوردستاني – سوريا واليكيتي الكوردي, تركيا وإقليم كوردستان العراق معقلاً لمركزية نشاطاتها وقراراتها، بدعم ورعاية حزب الديمقراطي الكوردستاني (ب د ك) في الإقليم، الذي وفر بدوره التغطية والتمويل وأرضية العلاقة بين المجلس والأتراك والائتلاف، وخلال العامين الماضيين قاد المجلس صراعاً إعلامياً وسياسياً ضد سلطة روج آفا، متهماً إياها بالتهرب من الاتفاقيات التي أبرمت بين الطرفين، التي بموجبها يصبح المجلس شريكاً سياسياً وعسكرياً لمجلس غربي كوردستان في روج آفا، إلا أنه في المراحل الأخيرة من طبيعة الصراع مع سلطة روج آفا أتضح الكثير من المسائل التي تظهر طبيعة خيارات حزبي الديمقراطي واليكيتي وعلاقاتهما مع الأتراك، ودخولهما في محور يقوده الأتراك والمملكة العربية السعودية ودولة قطر.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!