الصراع السني – الشيعي وإعادة تهيئة المنطقة واللعبة الجديدة / القراءة المبسطة - الجزء الثاني /

آدمن الموقع
0
قضية إسقاط النظام السوري في ظل وحدة الأراضي السورية وظهور التيار الإسلاماوي السياسي وسيطرته على الحياة العسكرية وإنتاجه لنموذج ( الداعش ) الأكثر عنفاً ، وعدم إنجاز الفرز السكاني المطلوب بين مكونات سوريا حتى يكون هناك بوادر دويلات ، يعتبر كل ذلك معطلاً لمشروع تقسيم المنطقة ،
 وبمثابة ناقوس الخطر لأمن إسرائيل ومصالح الأمريكيين والغرب في الشرق الأوسط ، لأنهم يعتمدون على خلق الجزئيات في التحكم بالكلية وما ستؤول إليها الوضع في بلداننا على عكس الروس الذين يعتمدون التحرك الكلي عبر أنظمة قمعية تستمر في الحكم ومن خلالها يتحكم الروس على مقدرات تلك الدول ويرسمون خططهم ومصالحهم وفق ذلك .
وقضية تأخير إسقاط النظام السوري يعطي وقتاً أطول لتطبيق المشروع ألتقسيمي الجديد الذي سينعش اقتصاديات الشركات الأمريكية والغربية ؟.
بالإضافة إن إسقاط النظام السوري خلال الأعوام الأربعة الماضية كان سيعّرض حزب الله اللبناني للخطر - وإن ضعف حزب الله يعني لن يكون هناك صراع بين المكونات اللبنانية ؟ وأيضاً سينتهي قضية سلاح حزب الله وسيطرته على المؤسسة العسكرية ؟ وستنعش لبنان ، ولن يكون هناك سباق للتسلح بين طوائفه والتي تستفيد منها الشركات الغربية الصغيرة ، وضعف حزب الله يعني ضعف النفوذ الإيرانية وخروج الأطراف اللبنانية من التأثير والخوف وستتحول إلى دولة قوية وهذا ما يخشاه إسرائيل بطبيعة الحال .
التوازن بين إيران والسعودية يتمثل في وجود المشاكل بشكل مستمر وحالة احتقان في طريقه إلى أعلى مستوياته العقائدية قبل أن تكون عسكرية ، وخلق بؤر التوتر في عدة مواقع هامة حول الخليج العربي مؤشرات واضحة لجر هذه الدول إلى حالة الاحتقان المستمر والاستعداد القوي وشراء السلاح بالمقابل بيع البترول لسنوات طويلة إلى الشركات الغربية والأمريكية التي أصلاً تقف وراء معظمها إسرائيل .
ما يقدمه إيران من خدمات للأمريكيين تساوي كل مبيعات الأسلحة الغربية والأمريكية للخليج ..؟
ويعتقد الأمريكيين والغرب واجب إبقاء على المشاكل الداخلية الإيرانية حتى تكون هناك السيطرة مستمرة ، لأن خروج أية دولة تملك قوات الردع يعتبر كارثة عسكرية وسياسية بالنسبة لإسرائيل .
فيما الدور الروسي يقتصر على الاستفادة من إحدى طرفي الصراع في المنطقة ، ولا يتجزأ من العملية الجارية ؟ حيث إنها تتفق في عملية توزيع المصالح بينها وبين الغرب وأمريكا وفي المحصلة لا تخرج عن الهدف الإسرائيلي لقيادة المنطقة ..
وفي المقابل يتم خلق الفوضى في الشرق الأوسط وإظهار عوامل جديدة ومفرزات تكون لها معطيات جغرافية وإعادة تركيبها بشكل جديد بحيثُ تجزأ مصالح الدول المنطقة إلى أجزاء بدل من الكلية التي كانت تستفيد منها بعض دول في الشرق الأوسط .
والقنابل الديموغرافية في الشرق الأوسط هي إحدى العوامل البنيوية الإرتكازية التي يعتمد عليها الأمريكيين والغرب من خلال فرض عملية تغيير المعادلة وإعادة تقسيم وتركيب بشكل يجعل من مصالحها أكثر أمناً ومستقبلاً ، لأن المناخ السياسي الملائم في إجراء أية تطورات مناسبة تماماً للعملية الجارية ، ولعل تركيا وما ستؤول إليها الأحوال في المستقبل القريب وتكرار سيناريو العراقي وتطبيقها في سورياً الآن - أمثلة حية لإنهاء دول مرت على إنشائها مائة عام ؟ ، وفي المقابل إنشاء دول أخرى موالية للغرب والأمريكيين كحالات جديدة ناجمة وناتجة عن الصراع الجاري بين الغرب والروس ..

في الجزء الثالث : بعد سوريا تركيا مرشحة للصراع والتقسيم الداخلي .؟ 


إبراهيم كابان 

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!