الصراع السني – الشيعي وإعادة تهيئة المنطقة / قراءة مبسطة - الجزء الأول /

آدمن الموقع
0

عملية الصراع والتعبئة العقائدية بين السنة والشيعة في معظم الدول الإسلامية وخاصة في الشرق الأوسط باتت العلامة الأبرز للسياسة الأمريكية الغربية في المنطقة ، إلى جانب سير أنظمة هذه الدول ضمن خطة تتحضر وبشكل دقيق لتفعيل هذا الصراع أكثر وتفجيره بشكل دراماتيكي خلال المراحل القادمة . 

ولعل حجم الخلافات بين المذهبين الإسلاميين وترسباتها التاريخية وعدم تطور البنية السيكولوجية له وعدم التمدن التفسير الإسلامي وتوليفه بشكل يجعل منه يغلق أبواب الصراع بين المذاهب تلقائياً باتت تهدد سلامة المنطقة لاسيما إن الأنظمة الحاكمة في الدول التي تتمركز فيها هذا الصراع تخدم بشكل أو بآخر مصالح الأمريكيين والروس .
ويوهم من يعتقد إن الأمريكيين والإسرائيليين والغرب يريدون تفكيك إيران أو تضعيفها إلى درجة انهيار المنظومة الشيعية في المنطقة في الوقت الذي يشير جميع الأحداث السياسية على المدى المنظور القريب : إن الحفاظ على قوة إيران ووحدتها في هذه المرحلة مهم جداً لتلك الدول التي تسعى إلى رفع درجة الصراع بين السنة والشيعة . كما إن توزيع المنطقة ديموغرافياً بين السنة وعاصمتها المملكة العربية السعودية والشيعة المتمثلة في إيران وحلفائها في المنطقة من المجموعات والكتل التابعة لولاية الفقيه عملياً ( شيعة العراق واليمن والخليج العربي وحزب الله اللبناني وأفغانستان وباكستان وتركيا وسوريا ) هي إحدى الوسائل التي تؤمن تعبئة الصراع وارتفاع درجته للمستوى المطلوب وخلق المواجهات عند الطلب في المستقبل المخطط من قبلهم . وهو بالضبط ما تسعى إليه إسرائيل في عملية خلق قوتين متصارعتين لا يستطيعان الخروج عن طورهما ويتسابقان في التسليح واستنزاف الثروات وتشغيل الشركات الأسلحة الغربية الأمريكية الإسرائيلية في بيع منتجاتها المستعملة والغير متفوقة على الأسلحة الإسرائيلية المتطورة إلى جانب الشركات الروسية المافياوية التي بدورها أيضاً جزء من عملية تقسيم المنطقة ( مصلحياً ) من جديد ، وما تؤل إليه المنطقة من أحداث وترتيبات سياسية وعسكرية ، ويعني ذلك إن عملية الاستنزاف نتيجة للتسليح يجري بقدر الميثاق حتى يكون السيطرة على الثروات والتحكم بالسلطة وضمان بقاء إسرائيل وحفظ أمنه وسلامة شعبها هو النتاج العملي والموضوعي لكل ما يحصل في الشرق الأوسط ..
وكلما كان هناك الصراع مستمراً بين السنة والشيعة سيكون هو ضمان وتأمين لاستمرار مصالح الأمريكيين والغرب والروس إلى جانب سلامة إسرائيل .. ؟
لأن قضية إنهاء إيران في الوقت الحالي يجعل من الدول الخليجية أن تتطور بشكل مرعب في ظل وجود الكميات الهائلة من البترول الذي ينعش الخليج اقتصادياً وعسكرياً خلال وقت قصير ، وهو ما يخشاه إسرائيل في جميع السيناريوهات القادمة ؟.
من هذا المنطلق كان تشبث إسرائيل بالنظام السوري خلال الثورة السورية ومنع المجتمع الدولي لاسيما الغرب وحليفها أمريكا من إسقاط بشار الاسد بسرعة ، ويوضح لنا حجم المخاوف الإسرائيلية من تطور دول الخليج العربي وتراجع لنفوذ إيران ، وهذه الأحداث وغيرها دفعت بأمريكا والغرب إلى خلق ظروف وسيناريوهات جديدة حتى تزيل مخاوف إسرائيل على الأقل جزئياً وليتمكن بعدها الغرب والأمريكيين إسقاط النظام السوري ، ويكون إسرائيل هو البادئ في القيام بضربات عنيفة ضد نظام بشار الاسد .

 

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!