المنطقة الأمنة العملية في روجآفا وشمال سوريا

آدمن الموقع
0


طبيعة الصراع السوري الدموي تطور كثيراً إلى درجة يستوجب البحث عن حلول إسعافية لإنقاذ المدنيين من هول الحرب الأهلية الجارية والتي أمرائها الجماعات المتطرفة المدعومة تركياً والنظام القابع في دمشق، ولعل أكثر الذين دفعوا ثمن هذه الحرب هم المدنيين في مناطق الصراع، حيث يتم إستخدامهم كدروع بشرية أو إجبارهم على حمل السلاح ومن بينهم الأطفال أيضاً، كما شاهدنا طبيعة الأسلحة المستخدمة ومنها الغازات السامة أمام عدم إستطاعة المدنيين في النجاة من الموت.
أمام هذه الاحداث أستطاعت وحدات الحماية الشعبية الكردية في سوريا من خلق أجواء إجتماعية وسياسية وتنظيمية آمنة في منطقة روجآفا – شمال سوريا، وتطور الحال إلى إندماج قوى ومجموعات عربية في ريف الرقة ودير الزور لتشكل بذلك معاً قوات سوريا الديمقراطية كجناح عسكري والمجلس الديمقراطي السوري كجناح سياسي وإداري، إلى ذلك حررت هذه القوات مساحات شاسعة من سوريا تمتد من الحدود العراقي إلى ضواحي حلب، ومن الحدود التركية إلى شمال دير الزور وحول الرقة التي تجري بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عملية تحرير الريف المدينة وكان آخرها تحرير أجزاء كبيرة من مدينة الطبقة الإستراتيجية وسد الفرات الكبير.
ضمن هذه الخارطة أستطاعت قوات سوريا الديمقراطية خلق ظروف آمنة تراجعت فيها الإعتداءات الإرهابية إلى نسبة قليلة جداً، وتشكل في تلك المنطقة إدارات ذاتية ضمن فدرالية تم الإعلان عنه من طرف هذه القوى وبموافقة أمريكية وروسية ضمنية.
وبينما كانت القوات الكردية والعربية والتحالف الدولي يقودون حرباً شديدة لمطاردة الداعش من الطبقة أغيرت الطائرات التركية على مواقع وحدات الكردية ومن خلال عشرين موقع بري أيضاً حاول الجيش التركي التقدم نحو روجآفا، مما يؤكد على عملية تركية لتخفيف الضغط على الداعش والجماعات المتطرفة الأخرى، إلا أن القوات الكردية فاجئت التقدم التركي وكانت هناك مقاومة كبيرة نجم عن تدمير 4 دبابات تركية و5 مخافر حدودية ومقتل العشرات وجرح آخرين من الجيش التركي، وفي الحال تطورت الأوضاع لتنتشر القوات الأمريكية البرية مرفقة بأسلحة وعربات ثقيلة على طول الحدود، مما يؤكد على طبيعة العلاقات الأمريكية مع شمال سوريا والإدارة المشتركة الكردية العربية السريانية.
فهذه المنطقة تعتبر الآمنة حتى الآن في سوريا، والظروف داخل هذه المنطقة رغم الحصار التركي والجماعات المعارضة المتطرفة في إدلب وشمال حلب وأيضاً وجود الداعش على طول الحدود الجنوبية، إلا أن الإدارة الذاتية أستطاعت أن تحافظ على أمن هذه المنطقة التي تعيش فيها أكثر من 3 من السكان الكرد وأكثر من 1 مليون نازح سوري من كافة سوريا.
إن الوجود الأمريكي والتحالف الدولي وكذلك طبيعة الإدارة والظروف الموجودة في روجآفا وشمال سوريا أنتجت عن منطقة آمنة تماماً، ولا تحتاج هذه المنطقة إلا إلى حظر جوي لمنع الطائرات التركية من قصف مواقع قوات سوريا الديمقراطية .
فيما المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ويسيطر عليهم الجماعات المتطرفة كجبهة النصرة وأحرار الشام وكتائب تركمانية متطرفة، هذه المناطق تعتبر بؤرة الحرب الأهلية بين هذه الفصائل من جهة وبينها وبين النظام من جهة أخرى، ويتم إدارتها من قبل الإستخبارات التركية التي لها إتفاقيات رسمية مع روسيا والنظام السوري في تهجير عرب السنة من المدن الهامة داخل سوريا إلى مثلث محافظة إدلب ومناطق جرابلس التي تحتلها القوات التركية.

تحليل .. إبراهيم كابان

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!