التوجه الروسي الجديد لتشويه صورة قوات سوريا الديمقراطية

آدمن الموقع 10:55:00 ص 11:06:26 ص
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A


تحليل وقراءة سياسية: إبراهيم كابان
خاص – الجيوستراتيجي

قطع الكرد في شمال سوريا خط التواصل بين العراق الشيعي والنظام السوري بشكل كامل، وعلى أثرها كانت الاشتباكات الحامية بين القوات الكردية ي ب ك والنظام وميليشياته تجري بشكل عنيف خلال الشهور الماضي في كلا من الحسكة وقامشلو، في الوقت الذي حاول فيه النظام عقد أية إتفاقيات مع الطرف الكردي لفتح ممر مع العراق الشيعي على أساس التواصل مع إيران برياً، كانت الفرص تضعف أكثر أمام توسع سيطرة قوات سوريا الديمقراطي التي عمودها الفقري الكرد، وبذلك ضعفت فرص النظام والإيرانيين في جعل منطقة روج آفا ممراً لهم خاصة بعد أن تحولت العلاقة الكردية الأمريكية إلى مراحل متقدمة تضمن من خلالها الكرد الدعم الأمريكي بشكل مباشر، وكذلك تطور الأحداث في سوريا إلى مستوى التقسيم السوري داخلياً بين قوات سوريا الديمقراطي المؤلفة من الكرد والمكونات الصغيرة - العرب والسريان وغيرهم، في شمال وشرق سوريا، وقوات النظام الذي أستطاع بدعم روسي وإتفاق مع الأتراك إستعادة حلب وحمص وأجزاء كبيرة من ريف دمشق، بعد أن سلم النظام والروس المنطقة بين جرابلس وإعزاز والباب إلى الأتراك كجزء من الاتفاق بين الطرفين ومنع الكرد وقوات سوريا الديمقراطي تحرير هذه المنطقة وتوصيل مقاطعة كوباني ومنبج مع عفرين.

تضائل آمال النظام والروس في التواصل البري مع إيران من خلال العراق الشيعي

ما أن أقتنع النظام والروس معاً إن مناطق نفوذ التحالف الأمريكي مع الكرد وبقية الشركاء في الشمال السوري لن تكون بأية شكل من الاشكال منافذ للتواصل بين النظام والعراق الشيعي والإيرانيين، بادرت الميليشات التابعة للنظام في فتح طريق جديد من خلال التمدد نحو مناطق التنف في البادية السورية، حيث يمكن فتح طريق آمن من هناك مع العراق الشيعي، يستطيع الروس والنظام والإيرانيين والعراق الشيعي إيجاد ممر بديل، إلا أن القوات الأمريكية والتحالف الدولي الذي تقدم نحو تلك المناطق وقطع الطريق أمام محاولات الروس والأمريكيين، وقصفت بعدها بشكل عنيف بعض مواقع الميليشيات التي دفعتها النظام للتمدد حول التنف في البادية، وبذلك تم قطع الطريق أمام النظام في إيجاد فرصة جديدة للتواصل مع العراق الشيعي والإيرانيين. وأصبحت تَرَكَت الداعش مواقع للتهديد والمواجهات بين الروس والأمريكيين، في الوقت الذي أصبح واضحاً طبيعة السياسة الأمريكية في سوريا وتحديد خياراتها في دعم الكرد بشكل مباشر إلى جانب القوى العربية المتحالفة مع الكرد، وذلك لتحرير كافة المناطق الممتدة بين الحدود التركية إلى الحدود الأردنية، بغية قطع الطريق امام اي تواصل بري بين النظام السوري والإيراني الذي يتحكم في العراق.

الذعر الروسي بعد توسع النفوذ الأمريكية في سوريا

تأتي الخيارات الروسية الجديدة وعملية خلق بؤر المواجهات وتشويه صورة قوات سوريا الديمقراطية نتيجة لإدراك الروس تماماً إن الأمريكيين حددوا خياراتهم في إختيار الكرد وشركائهم العرب في سوريا الديمقراطية شركاء لهم، والإعتماد عليهم في التوسع بالمنطقة والقضاء على المنظمات الإرهابية التي أصبحت تتحجم إلى درجة يتم إستخدامها بشكل كامل من قبل أجهزة الأمن الإقليمية.
سيحاول الروس خلال المرحلة القادمة خلق مواجهات إعلامية ضد شركاء أمريكا من الكرد وقوات سوريا الديمقراطية، وبالطبع ستكون محطلة جديدة للخلافات الأمريكية الروسية  التي ستتطور إلى درجة مواجهات بين الكرد والنظام، قد تكون مواقع النظام السوري وميلشياته أهدافاً لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي خلال الأسابيع القادمة إذا تدهور النظام وفتح جبهة ضد الكرد، لا سيما وإن الأمريكيين منعوا الأتراك في قصف المنطقة الكردية وكذلك نشرت القوات الأمريكية الخاصة اسلحتها الثقيلة على الحدود وأمنت المنطقة من خلال طلعات جوية لمنع الطائرات التركية في التقرب من روجآفا، وكذلك سلمت الوحدات الكردية بشكل مباشر من الأمريكيين اسلحة ثقيلة في الوقت الذي تخلت فيها أمريكا بشكل جزئي عن علاقاتها مع تركيا بعد سبعة عقود من علاقات إستراتيجية كانت خلالها تركيا شرطي أمريكي في الشرق الأوسط.

المصلحة الأمريكية تقتضي التوصيل بين كوباني وعفرين ..

المؤكد وفق المشهد السياسي العام في سوريا إنه بعد الإنتهاء من السيطرة على المنطقة بين الحدود التركية وصولاً لأردن سيكون التمدد نحو البحر المتوسط هدفاً امريكياً بعد أن كان مطلباً كردياً مشروعاً، خلال المواجهات التي تمت مع المجموعات العنصرية والمتطرفة المدوعمة من تركيا بين جرابلس وإعزاز، ولعل الضغط التركي على عفرين من خلال القصف اليومي هو محاولة لدفع الكرد إلى الحضن الروسي في تلك المنطقة، حتى لا يتسنى للأمريكيين التقدم نحو تلك المنطقة بعد أن تقع ضمن النفوذ الروسية، من هنا نفهم إن القصف التركي المستمر وعدم تواصل الكرد في مقاطعة عفرين مع الروس بشكل كامل إلى إتفاق مشابه لما يتم في منبج ومقاطعتي كوباني والجزيرة، يؤكد لنا عدم وجود إتفاق عسكري روسي كردي كامل على غرار إتفاق كردي أمريكي، وإنما هناك بعد التحركات التكتيكية الوقتية في عفرين، وبذلك إن مسألة فتح الطريق نحو البحر المتوسط هي مسألة مصيرية كردياً وإستراتيجية أمريكياً، وهذا ما يزعج الروس كثيراً بعد أن قلت فرصه في السيطرة على المنطقة الكردية أو التمدد نحو العراق الشيعي للتواصل مع إيران.

شارك المقال لتنفع به غيرك

آدمن الموقع

الكاتب آدمن الموقع

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

3113545162143489144
https://www.geo-strategic.com/