المجموعات المسلحة بمنطقة التنف تطالب أمريكا بدعم اكبر في حمايتهم

آدمن الموقع
0


المصدر: foreignpolicy
الترجمة: الموقع الجيوستراتيجي 

يجد حلفاء أمريكا أنفسهم محاصرين بين الدولة الإسلامية والميليشيات الموالية للأسد - والشيء الوحيد الذي يحافظ على سلامتهم هو الضربات الجوية الأمريكية.
عمان - الأردن - في الأشهر الأخيرة، بدا أخيرا أن الحرب السورية تميل باتجاه مهند الطلعة، قائد قوة المتمردين المدعومة من الولايات المتحدة. كانت جماعته، مغاوير الثورة (كوماندوس الثورة)، التي لديها حوالي 800 مقاتل لعبت دورا أساسيا في دفع الدولة الإسلامية من الصحراء حول مدينة تدمر. كان يأمل أن يكون مجرد بداية. وهناك خطط جارية للتقدم باتجاه نهر الفرات، مما أدى إلى قطع عاصمة التنظيم الجهادي بحكم الواقع عن الرقة من الحدود العراقية.
لكن شيئا واحدا هدد بعرقلة نجاحات عناصره خلال الأسبوع الأول من أيار / مايو، بدأت الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد ملء الفراغ الذي خلفه رحيل تنظيم الدولة الإسلامية حول الحامية الجنوبية حيث تقوم قواته. فبالنسبة لمتمردى التلال، كانت هذه الميليشيات تشكل تهديدا وجوديا، وهي قوة منافسة تهدف إلى قتلهم أو إخراجهم من البلاد.
كان حسن الطلا حسن الحظ أن الجيش الأمريكي يبدو أنه يتشاطر قلقه. وعندما كانت الميليشيات الشيعية الموالية للنظام على بعد 17 ميلا فقط من قاعدة التنف، شنت القوات الأمريكية من طراز F-16 غارات جوية على مواقعها، مما أدى إلى تدمير مركبات متعددة، بما في ذلك الدبابات والجرافات.
وقال الطلعة انه حذر القائد الامريكى فى القاعدة قبل عشرة ايام فقط من الغارة على ان الميليشيات الموالية للنظام تتقدم على القاعدة. وقال في مقابلة مع سكايب من الحامية "قلت له وجها لوجه ان هذه الميليشيات لا يمكن ان تقترب لانها ستخبط خططنا لطرد داعش وسوف تقتلنا جميعا".
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة، التي تقوم بتدريب وإرشاد جماعات المعارضة المسلحة في التنف على مدى ال 18 شهرا الماضية، بضربات جوية ضد ميليشيات النظام للدفاع عن قوات المتمردين السوريين.  وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة القوة للحفاظ على "مجموعات" التي ساعدت على تأسيسها لمنع الاشتباكات غير المنضبطة مع روسيا وإيران داخل سوريا. وفي 6 يونيو / حزيران، شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غارة جوية أخرى استهدفت ميليشيات موالية للنظام تقترب من الطنف، ودمرت قواعد مدفعية وأسلحة مضادة للطائرات.
وقد ألقى الضربان الضوء على جزء مفهم قليلا من تدخل الولايات المتحدة في الحرب السورية. يذكر ان مجموعة الطلعة هى جزء من مشروع البنتاغون منذ عامين لتدريب وتجهيز قوات المتمردين، وقد تم تجنيد مقاتلي مغاوير الثورة في الغالب من مخيم الرقبان على بعد حوالي 12 ميلا من التنف، التي تقع في منطقة منزوعة السلاح بين جدارتين تقعان على الحدود الأردنية السورية. وتم تدريب المقاتلين في الأردن لعدة أشهر قبل أن يتم نشرهم في التنف منذ 18 شهرا. وتقوم قوات العمليات الخاصة الأمريكية الآن بتزويد المجندين بالغطاء الجوي والمشاركة في عملياتهم البرية ضد الدولة الإسلامية. كما أنها تزود المتمردين بالأسلحة من قواعدها في الأردن.
ويقر الطلعة تعاون مجموعته مع الولايات المتحدة لنجاحه في محاربة الدولة الإسلامية. وفي الأشهر الستة الماضية، تمكنت جهودهم المشتركة من إقحام الجماعة الجهادية من المناطق القريبة من الحدود الأردنية، بدءا بقاعدة التنف والمعبر مع الأردن. في الأسابيع العشرة الماضية، تقدمت قواته أبعد، مما دفع ما يقرب من 50 ميلا إلى الشمال.
وتمثل الغارات الجوية التي شنت الشهر الماضي على الميليشيات الشيعية زيادة هامشية في التزام الحكومة الأمريكية. ولكن هذا التحول يأتي مع مخاطر جديدة وكبيرة. وهي تهدد على وجه التحديد بوضع واشنطن على مسار تصادم مع إيران التي تعتبر الراعي الرئيسي للميليشيات الشيعية وتسعى إلى إنشاء ممر أرضي يربط طهران وبغداد بسوريا ولبنان. وهذا من شأنه أن يسمح لهم بنقل صواريخ وأسلحة ثقيلة إلى حزب الله في لبنان. كما يمكن أن تضع القوات الخاصة الأمريكية في صراع مع الجيش الروسي، الذي يوفر لنظام الأسد وميليشياته المتحالفة غطاء جوي.
وقال نيكولاس هيراس، زميل باسيفيتش في مركز الأمن الأمريكي الجديد: "إن إدارة ترامب تريد أن تتراجع ضد إيران وتضعها تحت الإشعار". "من خلال حملة داعش المضادة، يمكن للولايات المتحدة استيلاء على أراضي شرق سوريا من داعش لمنع الأسد وإيران من التقدم هناك".
وقال الطلعة إنه منذ الغارة الجوية، تواصل الميليشيات الموالية للنظام اختبار المياه والتقدم والتراجع بالقرب من القاعدة. وفى محاولة منفصلة قامت جماعتان متمردتان اخرتان بعملية جديدة هذا الاسبوع لطرد الميليشيات الشيعية من المنطقة وتعرضت لهجوم من الطائرات الروسية.
وقد أدى تواجد الميليشيات الموالية للنظام إلى تأخير الجهود الرامية إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في وادي الفرات.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!