النفاق غير قادر على حجب الحقائق " مشروع غير قومي أو مشروع انفصالي"؟!

آدمن الموقع
0


بقلم نور الدين عمر
خاص/ الجيوستراتيجي

منذ بداية الأزمة السورية، والبعض من الشخصيات المحسوبة على المعارضة السورية، والذين لا يملكون أي فكر أو نهج ديمقراطي، وليس لديهم سوى ثقافة الإنكار والعنصرية، حيث تعلموا وكبروا في مدارس البعث التي ربتهم على أفكار القومجية والشوفينية والتسلط والعنصرية، يشنون حملات التشهير والتضليل بحق الكرد والمشروع الديمقراطي الذي يمثل طموحات المكونات السورية كافة.
تأسيس وحدات حماية الشعب وحركة المجتمع الديمقراطي والإدارات الذاتية الديمقراطية وقوات الأسايش هي كلها بنظرهم مشاريع انفصالية، والأكثر من ذلك حتى تعليم اللغة الكردية، أو تعليم لغة أي مكون آخر هو مشروع انفصالي بنظرهم، كما أن أي خطوة أو إنجاز في روج آفا وشمال سوريا منذ بداية الثورة حتى الآن بنظرهم هو جزء من مشروع الانفصال والتقسيم. وكأن الكرد لا يحق لهم سوى أن يكونوا أتباعاً ومواطنينَ من الدرجة الثانية. ونحن لم نجد تلك الحملات التضليلية ضد مشروع الإدارة الذاتية التي تم الإعلان عنه مؤخراً في جنوب سوريا كما شنت تلك الحملات وبكل السبل غير الأخلاقية ضد الإدارة الذاتية في شمال سوريا.
من ناحية أخرى تشن شخصيات كردية محسوبة على المجلس الوطني الكردي حملات التضليل لكن بطريقة أكثر سلبية وأكثر نفاقاً.
القومويون والشوفينيون يعادون تجربة الإدارة الذاتية ويعتبرونها مشروعاً كردياً انفصالياً، ويمارسون الحملات ضدها على هذا الأساس ويختلقون مئات السيناريوهات التضليلية ضمن هذه الرؤية. أما القومويون الكرد فيدعون أن هذه الإدارة لا تخدم الكرد، وهي إدارة مرتبطة بالنظام هدفها تهجير الكرد لصالح العرب. هذا النوع من الدعاية يتم نشره بين الجماهير الكردية ومن خلال قنوات فضائية ومواقع إعلامية كردية محسوبة على أحزاب معادية لتجربة الإدارة الذاتية. وخير مثال هو ما قاله ابراهيم برو رئيس المجلس الوطني الكردي قبل أيام لموقع تابع لحزب كردي في جنوب كردستان: «لم يكن استقلال غرب كردستان في أي وقت من الأوقات ضمن برنامج عمل حزب الاتحاد الديمقراطي، وإن مشكلة الـ PYD ليس في رفضه للاستقلال فحسب، بل إنه لا يملك مشروعاً قومياً ينفع الشعب الكردي أيضاً. حيث أن لا اسم حزبهم ولا إدارتهم الذاتية ولا قواتهم العسكرية ولا أي من قواتهم أو دستورهم يحتوي على كلمة كردي، لذا فإنهم يعلنون بأنهم لا يريدون الاستقلال وبالفعل لا يعملون من أجل الاستقلال».
وحينما أرسل المدعو هيثم المالح باسم اللجنة القانونية في الائتلاف السوري مذكرة إلى بعض الهيئات لإدراج اسم حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية ضمن لوائح الإرهاب، ادعى المجلس إنه وقف ضد هذه المذكرة، واعتقد البعض أن المجلس الكردي يريد عدم قطع الروابط مع الإدارة الذاتية ويرفض اتهام حزب كردي بالإرهاب، ولكن الحقيقة لم تكن كذلك، فقد اعترف المسؤولون في المجلس أنفسهم أنهم اعترضوا على المذكرة لأنها تتضمن «اعترافاً بأن حزب PYD يمثل الكرد» ولذلك رفضها المجلس. أي رفض المجلس لم يكن نابعاً من روح قومية ووطنية كما ادعى، بل لأنها تريد أن يتم التشهير بحزب PYD واعتباره حزباً غير كرديٍّ ويمارس الإرهاب على الكرد.
ولذلك فإن ما تمارسه الشخصيات المحسوبة على الكرد هي أكثر نفاقاً لحجب الحقائق. فمن ناحية وعلى الإعلام الكردي يدعون أن مشروع الإدارة الذاتية مشروع وهمي غير قومي لا يوجد فيه شيء يخص الكرد. ومن ناحية أخرى وعلى الإعلام العربي والتركي يدعون أن مشروع الإدارة الذاتية انفصالي هدفه تقسيم سوريا.
ولكن النفاق غير قادر على حجب الحقائق، فمشروع الإدارة الذاتية والفيدرالية في شمال سوريا هو مشروع حقيقة غير قوموي يخدم المكونات كافة دون استثناء، وأول من يستفيد منها هم الكرد والمكونات الأخرى التي كانت مهمشة، وهي لا تعادي أي مكون، ولا تدافع عن أي مكون على حساب مكون آخر. وهو مشروع ديمقراطي تسعى لتحويل سوريا إلى بلد لكل مكوناتها وشعوبها. ويحافظ على البلاد من التقسيم بعكس ما يتم الترويج له. والسر في نجاح هذا المشروع هو الفكر والنهج الديمقراطي الذي لا يفرق بين المكونات والشعوب ويدعو إلى الأخوة وتحقيق العدالة الاجتماعية. فهو مشروع غير انفصالي كما يروجه أتباع النهج العنصري – الشوفيني، وهو كذلك ليس بمشروع معادياً للكرد كما يروجه القومويون الكرد.
وربما تكون إحدى نقاط القوة في هذا المشروع أن كلَّ القومويين والشوفينيين والعنصريين يعادونها، لأنها مشروع فوق القوموية والعنصرية. وهو المشروع البديل عن التسلط والمركزية المتشددة ويثبت نجاحه كل يوم رغم كل العثرات وحملات التضليل.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!