على هامش تقسيم غربي كردستان بين أمريكا وروسيا (استشراف لمستقبل الأحداث)

آدمن الموقع
0


تحليل: إبراهيم كابان
خاص: الموقع الجيوستراتيجي

التاريخ يعيد نفسه بين روسيا وأمريكا، وتعيدنا الأحداث إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تم تقسيم ألمانيا إلى دولتين إحداها تابعة للاتحاد السوفيتي والثانية لأمريكا وحلفائها.. وكذلك تقسيم الكوريتين بين جنوبية وشمالية، وأصطفاف دول العالم على الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي بعد أن كانتا متحالفتين معاً ضد ألمانيا النازية.
حيث الحرب السورية التي لا تقل أحداثها ومجرياتها عن الحرب العالمية، وإن كانت بأدوات ومواجهات جديدة ووتيرة مختلفة ، إلا أن الواضح من المشهد وقوع حرب عنيفة أجزاء كبيرة منها بالوكالة، وحجم الدول المشاركة سواء مع التحالف الدولي بقيادة أمريكا أو التي تتحالف مع النظام السوري وفي مقدمتها روسيا. وهي الاحداث نفسها وعودة الاتفاق الأمريكي الروسي في القضاء على الداعش ومن ثم توزيع مناطق النفوذ فيما بينها.
نتجت عن الأحداث الجارية تغييرات جذرية على الأرض وفي مقدمتها وضع كردي في شمال سوريا، ومناطق نفوذ للنظام والطائفة العلوية بعد إجرائها لتغييرات ديموغرافية، ومناطق صغيرة موزعة بين فعاليات عسكرية تتبع لتركيا وقطر، حيث ستنتهي قريباً سيطرتهم أمام الإتفاق الأمريكي الروسي بعد التفاهم على توزيع النفوذ كما حصل بعد الحرب العالمية الثانية بينهما. وبحكم تلك التطورات أصبحت سوريا منطقتين رئيسيتين " شرقي الفرات وغربها " كإحدى النتائج الطبيعية للحرب الأهلية السورية، ولعلنا لاحظنا كيف تقلصت المناطق الأخرى التي كانت تحت سيطرة القوى الإقليمية – السعودية – القطر – تركيا، وهو ما يوضح الإتفاق الأمريكي الروسي للقضاء على مناطق نفوذ القوى الإقليمية، فتوسع " الكرد " وقوات سوريا الديمقراطية" حلفاء أمريكا كان على حساب منطقة نفوذ منظمة " الداعش " المدعومة من تركيا. بينما مناطق سيطرة حلفاء روسيا " نظام الأسد" والميليشيات الشيعية" كان على حساب المجموعات المتطرفة والعنصرية " جبهة النصرة – أحرار الشام – جيش الاسلام – الكتائب العنصرية ومنها درع الفرات " المدعومة من قبل تركيا – قطر – السعودية. ورأينا أيضاُ في بعض الحالات صدام إعلامي وسياسي بين أمريكا وروسيا على خلفية تجاوز طرف من الطرفين للتوزيعة المتفقة عليها.
بحكم هذه التوزيعة بين القوتين فإن جميع القوى الإقليمية وحلفائها من المجموعات المسلحة ستكون نصيبها إلى الزوال وتجبر على الإندماج مع المشروع الساري في سوريا، وسنشاهد عما قريب عودة المعارضة إلى حضن النظام وقبل البقية بما يتفق عليه أمريكا وروسيا، وكذلك إخراج القوات التركية من مناطق إعزاز وجرابلس والباب، وفي المقابل ستريح روسيا نفسها من الوجود الإيراني حيث سيحول وجهة الميليشيات الطائفية إلى أماكن أخرى قد تكون يمن أو السعودية.
كردياً تم تقسيم منطقتهم بين شرق الفرات وغربها حيث الشرقية برعاية أمريكة وحمايتها، ومن الطبيعي سيكون الجزء الشرقي من روجآفا أكثر تطوراً من الناحية وجود نظام ديمقراطي ذات طابع رأسمالي، وستكون قوية إقتصادياً كما كانت الجزء الغربي من ألمانيا بحكم تحالفها مع أمريكا. بينما القسم الغربي من روجأفا سيكون بمثابة المانيا الشرقية في ظل السيطرة الروسية – وسيغلب عليه الفقر والدكتتورية .
ستكون المشاريع التنموية الأمريكية في شرقي الفرات ومعها " منبج والرقة وشمال نهر الفرات في نقطة دير الزور" واسعة وسيظهر مشروع مشابه لـ " الماريشال" التي بموبجها تم تطوير المانيا الغربية وعموم دول أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية. سيخصص أمريكا من خلال مشاريع تنموية أموال لتطوير روجآفا " الجزء المتحالف مع أمريكا"، بينما ستسود المناطق الغربية من روجآفا " الفقر والاستبداد وظروف مشابه لألمانية الشرقية" .
جميع المناطق والاقاليم والدول التي تحالفت معها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية تطورت ومنها اليابان وألمانيا الغربية وكوريا الجنوبية.
بينما حلفاء الروس والمناطق الخادعة لنفوذها وهيمنتها ستكون مواقع لتكرار تجارب الدول التي كانت تتبع للإتحاد السوفيتي ومنها أوروبا الشرقية وألمانيا الشرقية وكوريا الشمالية وكوبا، حيث الفقر والإستبداد والبطالة والقمع.

والعلاقة بين الشرقية والغربية ستكون سهلة جداً حيث سيتفق أمريكا مع الروس حول فتح كريدور بين منبج وعفرين ..
ومع صدام القطبين في المحصلة سينتظر الرأسمالية ثانية، بحكم هيمنتها على معظم الدول الفقيرة، وبذلك وخلال العقود القادمة سنشهد دولة روجآفا...
التاريخ يتكرر ومعرفتنا وفق عبر التاريخ اصبحت كافية لشرح وتحليل مايحدث..

9.4.2017

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!