بالحب والسلام ننشر الأمن الأمان

آدمن الموقع
0


سماحة الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي

كثيرة.. كثيرة.. هى القواسم المشتركة بين المسيحية والإسلام.. فمن فضائل التعارف والتآلف والمودة والسلام.. إلى قيم التسامح والتناصح والإخاء والوئام.. ومن الإقبال على فعل الخير وحسن معاملة ومعاشرة الغير.. إلى الإحجام عن الأنانية والأثرة.. أو سلوك دروب الشر.. ومن حب الأوطان، وتجويد العمل والعطاء، واعتناق العدل والبر والإحسان.. إلى نبذ الشدة والغلطة، ومقاومة البغى والعدوان. تلكم هى مجرد أمثلة من القيم والفضائل والأخلاق الحميدة.. وغيرها كثير من المثل العليا الراقية الرشيدة.. وأزعم أن ذروة سنام الفضائل والقيم التى تتقاسمها المسيحية والإسلام.. هما فضيلة الحب وقيمة السلام.. وإليهما دعا ومن أجلهما جاهد السيد المسيح وأخوه محمد عليهما الصلاة والسلام.. فلقد بلغت فضيلة الحب قمة الشرف الذى لا يرام.. واعتبرها السيد المسيح درة المجد فى جبين كل الأنام.. حين جعلها صفة سامية للذات الإلهية فى عبارته الشريفة النورانية الله محبة، ثم أطلق محبته لينالها الناس جميعا وعلى السواء.. الأخيار والأشرار.. العصاة والأسوياء.. لا يحرم منها أحد حتى الأعداء الألداء.. تلكم هى المقولة التى طالت فى صفائها وبهائها نجوم السماء: أحبوا أعداءكم.. باركوا لاعنيكم.. أحسنوا إلى مبغضيكم.. وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، ثم إنه من قبل ذلك وجه أتباعه وحوارييه إلى أن ما يطلبه منهم هو الحب المطلق، مجردا من المقابل، والمعاملة بالمثل فى قوله البليغ الشهير: إن أحببتم الذين يحبونكم فأى فضل لكم، فإن الخطاة أيضا يحبون الذين يحبونهم، ويستطرد (عليه السلام): وإذا أحسنتم للذين يحسنون إليكم فأى فضل لكم فإن الخطاة أيضا يفعلون هكذا. ثم جاء الإسلام ليثنى على السيد المسيح عليه السلام وليتم ما دعا إليه من مكارم الأخلاق ذلكم قول أخيه نبى الإسلام: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، ومن بعد الإنجيل جاء القرآن الكريم ليعظم فضيلة الحب المتبادل بين العبد وربه، واعتبار أن سببه وعلاماته وغاياته هى طاعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله، وقد وردت كلمة (الحب) ومشتقاتها فى أكثر من ثمانين آية فى القرآن الكريم.. ثم إن الرسول الكريم قد أخرج من دائرة الإيمان من لا يحب ويرقى بمحبته لأخيه فى الإنسانية إلى درجة حبه لنفسه.. ذلك ما سجله الحديث الشريف: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وهكذا اتفقت شريعتا المسيحية والإسلام على إرساء وترسيخ قيمتى الحب والسلام.. عسى أن يجيد فهمهما أو الالتزام بهما اتباع السيد المسيح، واتباع أخيه محمد عليهما الصلاة والسلام.. أما من لا يتفهم ذلك فهو من مرضى القلوب والأفهام.. علينا أن نصلى من أجلهم.. ليخلصهم الله من شر الأمراض والأسقام.
----------------------------------------------------

رئيس المركز الدولي لحوار الحضارات والأديان والتعايش السلمي
منسق الحملة التكنولوجية لمناهضة الفكرالمتطرف والإرهاب..!؟
باحث في الحركات الإسلامية

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!