التمدد التركي في إدلب وأبعادها الإستراتيجية

آدمن الموقع
1

المناطق التي أحتلها الجيش التركي في إدلب قبل أيام قليلة بالتنسيق مع الجماعات المتطرفة الحاكمة في المحافظة، جاء تطبيقاً للاتفاقيات المبرمة مع الجانب الروسي والنظام السوري، حيال خلق بلبلة داخل تلك الجماعات مقابل السماح لها بفرض حصار على عفرين. لتنفذ بذلك نفس سيناريو جرابلس وإعزاز والباب. وهذه التطورات تنذر باحداث قادمة لها أبعادها الجيوسياسية والعسكرية على المنطقة التي يمكن رؤيتها بوضوع في إتخاذ الأتراك مواقع على الحدود مع مقاطعة عفرين في نقطة دارة العزة، وتوجيه مدافعها ودباباتها إلى المقاطعة، تاركة خلفها الجماعات المتطرفة التي تدعّي تركيا بمحاربتها!؟. تركيا تحاول فرض حصار كامل على عفرين، ودفع مجموعاتها المسلحة بقصف المقاطعة بعد تصفية النفوذ السعودية داخل المعارضة في كلا المنطقتين" إدلب وإعزاز" وذلك بالتنسيق مع الجماعات المتطرفة في أدلب. وهذا يعني إن كل التحركات التركية تجري بتغطية روسية.
-    بهذه الخطوات تريد تركيا شرعنة الجماعات المتطرفة المرتطبة بمنظمة القاعدة في إدلب من خلال دمجها في جماعات جديدة لم تدخل قائمة الإرهاب العالمية.
-    وكذلك تقديم خدمات لروسيا في عملية إجبار هذه المجاميع للإتفاق مع نظام بشار الاسد، مقابل تطمينات روسية في عدم تطور فدرالية شمال سوريا بين منبج وإقليم عفرين، وفي إدلب إلى بحر المتوسط. وطبعاً هو هدف روسي والنظام السوري في المحصلة مقابل التطورات التي حصلت في محافظة دير الزور، بعد تقاسمها بالقوة بين النظام وقوات سوريا الديمقراطية.
وهو ما يتضح من التحرك التركي وأهدافها التي تنصبُ في خانة محاربة أي تطور لفيدرالية شمال سوريا داخل النقاط المذكورة، مقابل تسليم مناطق المعارضة بالكامل إلى روسيا والنظام والميليشيات الإيرانية.
والسؤال المستمر هنا: هل ستبقى روسيا تغطي على الوجود التركي بعد إنتهاء عمليات دير الزور وذهاب الفرقاء إلى طاولة الحوار؟؟
الجواب المنطقي هو: لا، إن الوجود التركي مؤقت في المنطقة، وهي تحاول أستثمارها من خلال دفع المجاميع المسلحة لقصف عفرين قبل أن ينتهي دورها وتواجدها المحدد. لأن روسيا تستخدم تركيا كحملات للقضاء على المجاميع المسلحة، وكشف حقيقتها وعلاقاتها مع القاعدة في إدلب.

توضيحات وتوقعات
-    سبب الاشتباكات الداخلية بين المجاميع المسلحة في إدلب وجرابلس وإعزاز والباب هو قيام المواليين للاتراك بتصفية السكان الأصليين الرافضين للتغيرات الديمغرافية، والقضاء على أي محاولة تمرد من قبل المجاميع التي لها علاقات خارج قطر وتركيا. لأن الوعود التركية لروسيا ستتعرض إلى الخطر في حال فشلت تركيا من القضاء على المتمردين دخل هذه المدن، وهو يعني الضغط الروسي الذي سيؤدي إلى إخراج الجيش الاحتلال التركي من شمال سوريا. وبذلك نفهم إن كل التحركات التركية في بعض مناطق شمال سوريا إنما بمباركة وتغطية روسية مباشرة، وحين تنتهي دورها ستفرض على تركيا الخروج.
-    ستشكل تركيا تجمع عسكري من المجاميع المسلحة في هذه المناطق، وسيتم فرض الكتائب التركستانية الذات الصبغة القومية التركمانية عليها، حتى يتم إستخدامها فيما بعد ضد قوات سوريا الديمقراطية. إلى جانب فرض هذه المجاميع على اي تسوية حول سوريا كجزء من الإمتداد التركي المستقبلي.
-    سيقتصر الحرب التركية المفتوحة على مقاطعة عفرين بدفع المجاميع المسلحة إلى قصف المقاطعة بإستمرار دون التدخل العسكري، وذلك يتعلق بموافقة روسية إن أقدمت تركيا على أي هجوم، ونحن نتوقع عدم حصول ذلك، لأن الدول التركي في تلك المناطق تقتصر على طبيعة المصالح الروسية وتفصيلها للوضع السوري، لا سيما وإن حلحلة الوضع بعد القضاء على الداعش سيكون مهماً بالنسبة لروسيا، بعد تمدد قوات سوريا الديمقراطية إلى دير الزور والسيطرة على شرق وشمال نهر الفرات بالكامل.
-----------------------------------------------------------------------------------

من التقرير الإستراتيجي الدوري لتحليل القضايا الساخنة في سوريا
- فريق التحليل في الموقع الجيوستراتيجي
لقراءة وتحميل التقرير كاملة على الرابط المباشر:

إرسال تعليق

1تعليقات

إرسال تعليق

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!